الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقور إن قرار واشنطن مواصلة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية سيؤثر على قرارات أنقرة مستقبلا.العرب [نُشر في 2018/02/14]تضارب مصالح أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء إن قرار الولايات المتحدة مواصلة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية سيؤثر على قرارات تركيا مستقبلا. جاء ذلك قبيل زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لتركيا هذا الأسبوع. وقال مسؤولون أميركيون إن تيلرسون يتوقع إجراء محادثات صعبة عندما يزور تركيا يومي الخميس والجمعة في ظل تضارب المصالح الشديد بشأن سوريا بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت أن زيارة تيلرسون أظهرت "مدى خطورة هذا الأمر". وأضافت في إفادة صحفية الثلاثاء "هذه إحدى المسائل التي تثير قلقا شديدا لدى الإدارة والحكومة الأميركية... نحن قطعا لا نريد أن نرى... مزيدا من تصعيد العنف". وثار غضب تركيا بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا على الأراضي التركية منذ أكثر من 30 عاما. وقدمت واشنطن الدعم لوحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم داعش في سوريا. وقال إردوغان في تصريح لأعضاء من حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان "قرار حليفنا تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب... سيؤثر قطعا على القرارات التي سنتخذها". وتأتي تصريحاته في أعقاب نشر خطة ميزانية وزارة الدفاع الأميركية لعام 2019 والتي تتضمن تمويلا لتدريب وتزويد قوات محلية بالعتاد في المعركة ضد داعش في سوريا. وتشير نسخة من الميزانية إلى أن وزارة الدفاع (البنتاغون) طلبت 300 مليون دولار من أجل سوريا "لأنشطة تدريب وتزويد بالمعدات" و250 مليون دولار لمتطلبات تأمين الحدود. ولم تحدد كم من هذا المبلغ سيخصص لوحدات حماية الشعب لكن وسائل الإعلام التركية فسرت ذلك على أنه يعني تخصيص 550 مليون دولار لذلك الفصيل الكردي المسلح في 2019. وقال إردوغان "سيكون من الأفضل بالنسبة لهم عدم الوقوف في صف الإرهابيين الذين يدعمونهم اليوم. أقول لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المال يأتي من ميزانية الولايات المتحدة، يأتي من جيوب أفراد الشعب". بدأت أنقرة الشهر الماضي عملية "غصن الزيتون" في سوريا لطرد وحدات حماية الشعب من حدود تركيا الجنوبية. وهددت كذلك بالتقدم صوب بلدة منبج السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم وحدات حماية الشعب، وحذرت القوات الأميركية المتمركزة هناك من اعتراض طريقها. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن نظيره التركي نور الدين جانيكلي حضر اجتماعا في روما يوم الثلاثاء لبحث الاستراتيجية ضد داعش. وقال ماتيس لصحفيين يسافرون معه إلى بروكسل "بشأن عفرين، تحدثنا جميعا مع وزير الدفاع التركي اليوم. لقد عرض أسبابه وعرضنا الأسباب التي تدفعنا للعمل من أجل حل يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية التركية المشروعة وسنظل نعمل عليه". وأضاف أنه سيلتقي بنظيره التركي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي. وتقول واشنطن إنها لا تعتزم سحب جنودها من منبج، وزار قائدان عسكريان أميركيان البلدة الأسبوع الماضي لتعزيز هذه الرسالة. وقال إردوغان في البرلمان "من الواضح أن من يقولون "سنرد بشكل عدائي إذا ضربتمونا "لم يجربوا من قبل صفعة عثمانية". وكان يشير بذلك إلى تصريحات أدلى بها اللفتنانت جنرال الأميركي بول فانك خلال زيارة لمنبج.
مشاركة :