جددت واشنطن وعمّان الأربعاء اتفاقية تفاهم مشتركة في المجالين الاقتصادي والعسكري لخمس سنوات مقبلة، تم بموجبها تقديم مساعدات قيمتها 6.3 مليار دولار للأردن، فيما أكد وزيرا خارجيتهما وجود "اختلافات" تتعلق بملف القدس خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأردنية ضمن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمنطقة. وبحسب بيان رسمي صدر عن الديوان الملكي تلقت CNN بالعربية نسخة منه، فقد ابرمت الاتفاقية الجديدة في إطار لقاء تيلرسون بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث أكد الأخير وفقا للبيان، على ضرورة "إعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية." ولفت الملك الأردني في اللقاء إلى أهمية الدور الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، في تقديم الخدمات الاساسية بما يتطلب "ضمان توفير الدعم اللازم لها لتمكينها من الاستمرار للقيام بمسؤولياتها الانسانية". وتأتي زيارة تيلرسون لعمان قبل ساعات من توجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، الذي أكد أيضا وفقا للبيان على ضرورة دعم الجهود الهادفة للحفاظ على "أمن واستقرارلبنان وتعزيز قدرات الجيش اللبناني". المقداد: واشنطن غير مرتاحة للانجازات التي يحققها الجيش العربي السوري وفي وقت لاحق، قال تيلرسون في المؤتمر الصحفي المشترك، إن تجديد الاتفاق مع عمّان لخمس سنوات بدلا من 3 سنوات ، هو "مؤشر على أن العلاقة قوية" ، فيما تحفظ عن تحديد موعد لإطلاق مفاوضات السلام ، وقال :" لا أريد استباق الرئيس وفرقه في الاعلان عنه، يجري العمل عليها الآن وفي مراحلها النهائية والأمر يعود للرئيس ترمب متى يرغب بتقديمها". وبشأن ملف القدس وتباين المواقف مع عمّان، قال تيلرسون إن هناك "خلافات مشابهة لأي خلاف حول الأمور التكتيكية إلأا أن الولايات المتحدة تريد تحقيق ذات الهدف ". وعبّر تيلرسون عن قلق بلاده حيال ما قال إنه التطورات الأخيرة بين "اسرائيل وإيران في سوريا"، وطالب إيران بسحب "ميلشياتها من سوريا" على حد قوله، ووصف بالمقابل الجيش اللبناني بأنه قوة "مشروعة". وبشأن المساعدات الأمريكية "للأونروا"، أوضح تيلرسون بالقول إن بعض قرارات الدعم تعتمد على ما ستقوم به الأطراف الأخرى"، وأن هناك دعم قدمته بلاده بقيمة 6 مليون دولار للتأكد من استمرار عمل "المعلمين والمستشفيات " . تيلرسون من الكويت: التحالف ضد داعش حرر 98% من أراضي سوريا والعراق من جانبه نوه وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن هناك "اختلافات في المواقف " بين عمان وواشنطن حيال القدس" ، وأن غياب الأفق السياسي يدفع من يريد إلى زيادة الصراع بأن تكون فرصة لزيادته وأن الحل الوحيد هو السلام كخيار استراتيجي، فيما وصف العلاقات مع واشنطن "بالمتينة". وبشأن الملف السوري، فقد أكد الصفدي تمسك الأردن بالحل السلمي "عبر مسار جنيف" ، فيما كان تيلرسون قد التقى رئيس هيئة التفاوض للمعارضة السورية نصر الحريري في عمان وعدد من اعضاء الهيئة. وقالت هيئة التفاوض في بيان أصدرته لاحقا حول اللقاء الذي امتد لنحو ساعة مع تيلرسون، إنه استعرض ضرورة "وضع حد للنفوذ الايراني المتنامي في الساحة السورية" وتكرار استخدام "النظام السوري" للسلاح الكيماوي، وأهمية تطبيق قرارات الشرعية الدولية في الانتقال السياسي.
مشاركة :