مع إشراقة يوم الثلاثاء الموافق ٢٢ / ٤ / ١٤٣٩هـ جاء النبأ الأليم وصلنا رحيل حبيبنا العزيز المربي القدير الأستاذ إبراهيم محمد الحسيني إلى جوار ربه. حينذاك خيمت الكآبة على القلوب والنفوس ولكن فلا الدمع كفكفكف ألم الرحيل ولا الوجع يخفف لوعة الفراق. تشيعك القلوب وانت فيها *حبيبا طاهراً عفاً نظيفاً كلنا نؤمن ونصدق بأن الموت حق إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون. ومن هنا طار بي الخيال واستمدت بي هموم الذكريات لأيام مضت وذكريات سجلت ومواقف دونت ،والحديث عنك يا أبا محمد حديث ذو شجون قد يطول ويطول ولكن عزاؤنا الوحيد انك ذهبت الى رب رحيم يغفر الذنب العظيم (كل نفس ذائقة الموت ) أيها المربي الفاضل : لو قلبنا صفحاتك لوجدناها بيضاء ناصعة زاخرة بالعطاء والسخاء والحب والوفاء فلقد ضحيت بالنفس والنفيس وبذلت ما تستطيع في سبيل العلم والتعليم وخدمة الوطن والمواطن. وعندما أطوف بمخيلتي الى تلك الذكريات الجميلة والليالي السعيدة التي كنّا نجتمع فيها سوياً فتعطرنا بأحاديثك وتنعشنا بحكاياتك وأشعارك وتبهجنا بابتسامتك ومداعبتك, لقد كنت تحمل قلبا ناصحاً ولساناً ذاكراً وعلما نافعاً. فلقد كان زادك التقوى ولا تشكو همك إلا إلى الرحمن . لقد أعطيت وأجزلت العطاء وكان عطاؤك فخراً لنا جميعاً لقد كنت تتمتع بحسن النية وصفاء السريرة ومنتهى النزاهة. فيالها من نعمة كبرى لاتعد ولا تحصى لا يفوتني في هذه المناسبة أن أسلط الأضواء على قصة ولمحة تاريخيه موجزه من بداية مشوار حياته العملية والتربوية. المرحوم بإذن الله تعالى من مواليد ١٣٤٩ بدأ حياته. العملية والتربوية معلما في مدرسة الهفوف الاولى ومن ثم إداريا بالمدرسة وبعد ذلك صار مديرا لمدرسة الكوت ببيت الافندي ومن ثم الى الرشيدية وكنت حينذاك طالبا بالمدرسة لعام ٧٣هـ ومن ثم ترحل مديرا لمعهد المعلمين الابتدائي من بداية تأسيسه عام ١٣٧٦هـ إلى نهاية عام ١٣٨٢ هـ ومن ثم عمل مفتشا إدارياً في مكتب التعليم عام ١٣٨٦ هـ وآخر المطاف مديراً لتعليم البنين حتى تقاعد عن العمل لعام ١٤٠٩ هـ بعد خدمة استمرت أربعون عاماً. كما لا يفوتني الإشارة إلى انه كان عضوا فاعلا في المجلس البلدي. وان مما تجدر الإشارة اليه انه كان مكافحاً للحياة، يحب القراءة والاطلاع وحفظ الشعر وكثرة الرحلات ففي عام ١٣٨٠ هـ حصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية بالرياض منتسباً كما حضر العديد من الدورات والمؤتمرات والندوات في الداخل والخارج وإن مما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن له مواقف نبيلة تدل على إحسانه وكرمه وتسجل له على جبين الزمان بمداد من الفخر والامتنان. كان سمحا اذا باع وسمحا اذا اشترى , متفانيا في حياته متغافلا عمن أخطأ عليه متجاوزاً عن المعسرين وقد شهدت له عددا من المواقف التي تنم عن نبله وفضله “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” وما هذه الجموع التي شيعتك وهؤلاء الرجال التي عزو أبنائك واسرتك الكريمة وأهل الاحساء ورجالات التعليم إلا دلالة على محبتهم لك وتقديرهم لجهدك رحمك الله رحمة واسعةً وأسكنك فسيح جناته من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *لا يذهب العرف بين الله والنَّاس ياراحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ، هلْ منْ سبيلٍ إلى لقياكَ يتَّفقُ ما أنصفتكَ جفوني وهيَ دامية ٌ ولا وَفَى لكَ قَلبي وهوَ يَحتَرقُ طيب وإكرام وصفح وشيمة* وحب وترحاب وحكمة عاقل أسأل الله أن يجمعنا بكم في جنات النعيم
مشاركة :