الجمهور الرياضي في مملكة البحرين الغالية اليوم على موعد مع عرس الرياضيين السنوي، نعم هو عرس كل الرياضيين البحرينيين؛ لأنه يحمل اسم غالي على جميع الشعب البحريني بجميع فئاته وطوائفه. فمنذ انطلاقة المسابقة بالمسمى القديم كأس الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان الخليفة عام 1977، وحتى بمسمى المسابقة الجديد بعد ذلك الذي أصبح كأس جلالة الملك حمد بن عيسى الخليفة (حفظه الله ورعاه)، وفي نفس هذا اليوم من كل عام (يوم المباراة النهائية) أجلس مع نفسي وكنت أحلم ولا زلت بأمنية رياضية أتمنى أن تتحقق على أرض الواقع في يوم ما!؟ وذلك الحلم هو بأن نشاهد الأستاد الوطني يكتض بالشعب البحريني أجمع ويأتون (من كل حدب وصوب) لحضور المباراة النهائية لهذا الكأس (أغلى الكؤوس) وأن تكون المباراة النهائية بغض النظر عن طرفيها المتباريين ملحمة وطنية كبيرة بين قائد وشعبه. وأن لا يقتصر حضور تلك المباراة على جمهور الفريقين المتباريين اللذان وصلا للنهائي فقط. وأن يكون يوم المباراة أشبه باليوم الوطني الذي ينتظره الشعب البحريني بفارق من الصبر سنويًا. والأحلام كثيرة وهي حق مشروع لأي إنسان على وجه البصيرة، وتحقيق الأحلام ليس مستحيلاً أو ضرب من الخيال. والحلم عندما يتم الإعداد والعمل له بشكل منظم وأحترافي بمدة زمنية كافية على أسس علمية وعملية صحيحة يكون عندها سهل تحقيقه. وفي عودة الى مباراة اليوم والتي ستقام بين فريق نادي المحرق العريق والمدجج بالإنجازات والبطولات وفريق نادي النجمة العتيد المتمرس في بطولات الكؤوس مرورًا بالعربي والوحدة (الأسماء القديمة للنادي) وبعيدًا عن التعصب الرياضي الأعمى فلنرجع الى الوراء قليلاً وقبل شهر ونصف تقريبًا من الزمن ونتوقف عند المباراة النهائية لبطولة خليجي 23 التي اقيمت مؤخرًا في دولة الكويت الشقيقة عندما صعد منتخبا الإمارات وعمان الشقيقان الى تلك المباراة النهائية، وعندها أطلق ودشّن سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي هاشتاغ وشعارًا جميلاً وهو (الإمارات وعمان الفوز واحد) قاطعًا السبيل في وجه كل من كان يحاول إثارة الفتنة بين البلدين من خلال تلك المبارة! وبفعل ذلك الشعار من قائد حكيم امتص معه أي تعصب رياضي قد يحدث في تلك المباراة بين اللاعبين أو جماهير المنتخبين، وشاهدنا تلاحمًا رائعًا بين الجماهير الاماراتية والعمانية قبل ايام من موعد المباراة التي كانت ولا أروع في مستواها التشجيعي وشهدت التنافس الرياضي الشريف قبل النظر الى مستواها الفني. إذًا لنأخذ من ذلك الشعار عبرة وحكمة ونطبقها في مباراة اليوم على أرض الواقع ويكون الشعار: (المحرق+النجمة = الفوز واحد)، ولنشاهد مباراة راقية فنيًا وأخلاقيًا تتسم بالروح الرياضية العالية التي تعكس الواقع الجميل للشعب البحريني الذي عرف بحسن الأخلاق وطيبة القلب والمعشر، وتكون بالمستوى الكروي المطلوب الذي يرتقي بالمسمى الرسمي للبطولة (كأس جلالة الملك). ويهنئ الفريق الخاسر الفريق الفائز بالكأس، وبالرغم بأن في هذه المباراة بالذات لن يكون هناك خاسر، والجميع فائز بإذن الله. وبالأخص بأن المباراة ستكون منقولة على الهواء مباشرة على معظم القنوات الخليجية. ولنرى جماهير الفريقين تخرج من الملعب بعد المباراة متماسكة يدًا بيد وتهتف بصوت واحد قوي: عاش عاش بوسلمان عاش عاش بوسلمان. (وتبين عيني.. لچ عيوني أنا وكل ما أملك).
مشاركة :