الشارقة: «الخليج» تفرد جمعية أصدقاء مرضى السرطان اهتماماً كبيراً بالأطفال المصابين بالسرطان، وهو ما دفعها في عام 2014 إلى إطلاق مبادرة «أنا» المعنية بتعزيز الوعي بسرطان الأطفال، وتقديم الدعم الطبي والمادي والمعنوي للأطفال المصابين به، ومساعدتهم على تجاوز التحديات التي يخلفها المرض وبث الأمل في نفوسهم.وتحت رعاية كريمة من قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيسة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وراعية المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، نجحت الجمعية حتى الآن وعبر «أنا» في إعادة الأمل إلى عدد من الأطفال الذين أصيبوا بالمرض، ضمن 4200 شخص قدمت لهم الجمعية ولأسرهم مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي.وتؤكد الإحصاءات الطبية إصابة 300 ألف طفل سنوياً بالسرطان، 80% منهم يعيشون في الدول النامية، التي يصل معدل النجاة من المرض فيها إلى 20%، مقارنة مع 80% في الدول المتقدمة.وتعد الناجية مروة (18عاماً) من أكثر الأمثلة التي تؤكد قدرتنا على قهر السرطان والتغلب عليه، وقصتها مع المرض تحمل في طياتها الكثير من الدروس الملهمة في الصبر والإيمان بحق الإنسان في الحياة، مهما تكالبت عليه الظروف، حيث أصيبت بالسرطان عام 2006، ولم تكن تتجاوز السبع سنوات، وتؤكد والدتها آمنة، أن اكتشاف الإصابة كان بعد تعرض مروة لآلام حادة في المفاصل، واضطرابات في النوم، حيث أخضعت لمجموعة من الفحوص قبل أن يطلب الأطباء فحصا شاملا للدم الذي أكد إصابتها باللوكيميا من نوعية ALL.وتقول آمنة: «تعرفنا إلى الجمعية عن طريق أحد معلمي المدرسة التي كانت تدرس فيها مروة، حيث نصحنا بضرورة التواصل مع الجمعية، وهو ما قمنا به مباشرةً، وحظينا بترحاب كبير من الجمعية التي وفرت لنا كل الدعم، وحولتنا بعدها إلى مستشفى توام الذي أقمنا فيه ستة شهور متواصلة، خضعت فيها مروة لجلسات علاج مكثفة، إلى أن تحسنت حالتها وتماثلت للشفاء تماما».وقالت الدكتورة سوسن الماضي، مديرة الجمعية «تزامناً مع اليوم العالمي لسرطان الطفل، 15 من فبراير، لا بدّ من الوقفة مع هذا المرض والجهود التي تبذلها سموّ الشيخة جواهر، حيث يعدّ سرطان الأطفال، لاسيما اللوكيميا من السرطانات التي ترتفع معها فرص الشفاء في حال اكتشف مبكراً».وتابعت: «للوالدين دور فعال في السيطرة على الألم الذي يصيب طفلهما بالسرطان، كما يعد تكاتف الأسرة عاملاً أساسياً في الوقاية من الألم ومعالجته، ويعد توفير المعلومات للوالدين أفضل طريقة لضمان عناية جيدة للطفل المصاب، فكلما ازدادت معرفة الوالدين بكيفية السيطرة على الألم، ازدادت قدرتهما على تخفيف معاناة الطفل المريض، وهو ما نعمل على الوصول إليه في الجمعية».جهود الشيخة جواهر في مكافحة سرطان الأطفالبوصفها سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وراعية المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، دأبت سموّ الشيخة جواهر، على الدعوة إلى تعزيز الوعي العالمي بسرطانات الأطفال، والمبادرة إلى توفير الرعاية اللازمة للصغار المصابين، لتخفيف الألم والمعاناة عنهم.وخلال السنوات القليلة الماضية، أطلقت سموّها الكثير من المبادرات الإنسانية الرامية إلى تحسين المستوى الصحي والتعليمي والمعيشي للأطفال في جميع أنحاء العالم، حيث زارت عام 2013، مستشفى الأطفال للسرطان في لبنان، التابع لمستشفى سانت جود لبحوث الأطفال بالولايات المتحدة، وقدمت مكتبة تضم كتب الأطفال هدية للمستشفى.تمويل مشروع نظام «باكس» في مستشفى «57357» بمصر وفي عام 2015 قدمت سموّ الشيخة جواهر لمستشفى سرطان الأطفال «57357» في القاهرة، مبلغ 10 ملايين جنيه، ما مكن إدارته من إدخال نظام أرشفة الصور والاتصالات (PACS). في يناير الماضي، وتحت رعاية سموّها، استضافت الشارقة «ملتقى تسهيل الوصول إلى الضروريات والأساسيات العلاجية العالمية لأورام الأطفال «بورتاج الشارقة»، الذي شهد مشاركة 60 من كبار مسؤولي المنظمات والهيئات الدولية والأطباء والخبراء الصحيين من مختلف دول العالم.
مشاركة :