الرئيس الأمريكي يفك تعويذة السحر الصيني لـ«الرنمينبي»

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هناك شبه إجماع على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه قبل نحو عام ونيف لم يكن الرئيس الأمريكي الأكثر نجاحا في كل العصور من حيث إحراز تقدم على صعيد جدول أعماله التشريعي. ومع ذلك، هناك دلائل على أن تحذير ترامب للصين بسبب سياساتها التجارية غير العادلة قد يؤتي ثماره من حيث الضغط على بكين للسماح للرنمينبي، عملتها المحلية، بالصعود دون تلاعب منها. ومنذ مطلع نوفمبر، كانت نسبة الانخفاض في مؤشر الدولار أمام العملات المحلية للدول الناشئة بنسبة 17.6%، وهي مقياس للقوة الولايات المتحدة في مقابل العملات الأخرى المتقدمة في العالم منذ يناير 2017 حتى يناير 2018 وكان الانخفاض أمام العملة الصينية وحدها تقريبا 10.2% في قيمة الرنمينبي مقابل الدولار بحسب احصاءات اوردها تقرير لصحيفة (فاينانشال تايمز) وتقرير صحيفة (ويست دولار) الإلكترونية. ويقول تقرير ويست دولار: إن رحلة صعود العملة الصينية كانت على مرحلتين أساسيتين الاولى من 26 يوليو 2017 إلى 8 سبتمبر، محققا صعودا تراكميا خلال 33 يوما من التداول بنسبة 3.7% وكانت المرحلة الثانية من 13 ديسمبر إلى الاسبوع الأول من فبراير محققا صعودا بنسبة 5.4% أمام الدولار خلال عمليات التداول على مدار 37 يوما. ومنذ يناير الماضي فقط ارتفع الرنمينبي مقابل الدولار بأعلى معدل شهري له منذ عام 1980، وهي الأيام الأولى لانفتاح الصين على العالم تحت قيادة الرئيس (دنج شياو بينج). واستعاد 91% من قيمته التي خسرها أمام الدولار منذ انخفاض قيمة العملة في يوليه 2015. وقد سارع المحللون إلى ربط هذه الخطوة، على الأقل جزئيا، بانتقادات الرئيس ترامب للسياسات التجارية وتهديده باجراءات حمائية مضادة تستهدف بكين على وجه الخصوص. وقال (بول ماكل) رئيس أبحاث (إم فكس) في بنك (إتش إس بي سي) إنه بالنظر إلى خلفية التحقيقات الأمريكية الجارية في واردات الصلب والألومنيوم ومعالجة الصين لحقوق الملكية الفكرية الأمريكية، فضلا عن التنقيحات المحتملة لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، فإن التحيز لصالح المنتجات الأمريكية من خلال اجراءات حمائية من البيت الابيض ربما يكون قد وضع ضغطا غير مباشر على الدولار الأمريكي. ومن المحتمل ان يكون بعض صناع السياسة الآسيويين قادرين على تحمل ارتفاع قيمة العملة الصينية مقابل الدولار لتفادي الاحتكاكات التجارية الامريكية المحتملة. وهناك المزيد من الأدلة على حدوث تغيير في التعامل مع بنك الشعب الصيني، الذي يشرف على العملة، ومنها تثبيت سعر الرنمينبي اليومي والتداول بعد ذلك في حدود 2%. وقال (كيران كوشيك)، خبير الاستثمار في الأسواق الناشئة لدى بنك (يوني كريديت) إن السلطات تبدو مرتاحة نسبيا إزاء هذه الخطوة الحادة الأخيرة مقارنة بموقفها حتى قبل ثلاثة إلى أربعة شهور. وأضاف: إن ذلك قد يكون سببه عودة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة فى الاسابيع الاخيرة مع انتقاد متزايد من الولايات المتحدة حول قضايا حقوق الملكية الفكرية وإغراق سوق الصلب فى الولايات المتحدة. وترى (شينا شاه) وهي خبيرة اقتصادية في (مورجان ستانلي) أن قوة العملة الصينية أمر سلبي لاقتصاد يعتمد على التصدير، ولكن كان له في الواقع أثر ايجابي نظرا للعدد الكبير من الديون المقومة بالدولار التى تتحملها البنوك الصينية والشركات الأخرى بسبب تراجع الفوائد الدولارية مما يضيف قوة للميزانية العامة تفوق أثر الضرر التجاري وهو ما يصب في النهاية لصالح نمو الأعمال. وهناك فائدة أخرى، وتتمثل في تعزيز اجراءات الحد من التدفقات الخاسرة وتشجيع المصدرين الصينيين على تحويل المزيد من عائداتهم من الدولار إلى الرنمينبي، نظرا لأن معدل التحويل الحالى يتراوح ما بين 60 و65% لكنه دون المستهدف الذي يتراوح بين 70 و75%.

مشاركة :