لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى وافقت على دراسة مقترح لتعديل بنود في قانون الجنسية، أبرزها إمكانية منح السعودية المتزوجة من أجنبي جنسيتها إلى أبنائها. وتفاعل مغردون سعوديون مع الخبر عبر تدشين هاشتاغ #حل_مجلس_الشورى_مطلب_شعبي، طالبوا من خلاله بتعليق المجلس أو حله باعتباره يناقش قوانين لا تأتي في سلّم أولويات الشعب السعودي وتطلعاته، وفق تعبيرهم. وأفرد البعض الآخر جزءا كبيرا من تغريداتهم للحديث عن تجنيس أبناء السعوديات المتزوجات من غير سعوديين. كما لجأ النشطاء مرة أخرى إلى هاشتاغ #لا_لتجنيس_أبناء_السعوديات وهاشتاغ#لا_للتجنيس إضافة إلى هاشتاغ #السعودية_للسعوديين للتأكيد على رفضهم القاطع لمساعي تجنيس الأجانب. وينظر مغردون إلى تجنيس أبناء السعوديات على أنه “خطر يهدد النسيج الوطني” إلا أن آخرين يرونه “حقا من حقوق المواطنة”، و”تكريسا لمبدأ المساواة بين السعوديين”. وكتب مغرد “التجنيس مرفوض جملة وتفصيلا.. نحن أمام تحول اقتصادي عظيم لن يفيد هذا البلد إلا أبناؤه.. لن يفيد هذا البلد من يبحث عن مصالحه من الجنسية ومميزاتها.. الوطن أمانة في أعناقكم”.مغردون مع تجنيس أبناء السعوديات، لأنهم جزء من السعودية ولا يعرفون وطنا غيرها وكتب آخر “السعوديات المتزوجات من أجانب 97 بالمئة تقريبا منهن متزوجات أبناء عمومتهم الذين لم يحصلوا على الجنسية”. وأضاف “99 بالمئة من السعوديات المتزوجات من أجانب موجودات في جدة ومكة والمدينة”. وأكد ذات المغرد “أنه في إحصائية قبل سنوات (2013) قدر عدد السعوديات المتزوجات بأجانب بـ700 ألف، وهذا يعني تجنيس 3 مليون من ذريتهن وهذا نسف لديموغرافية أهم منطقة #هوّية_الحجاز”، وفق تعبيره. واتخذ المغرد علي عسيري موقفا معارضا، فكتب “معظم المشاركات في هاشتاغ #السعودية_للسعوديين و#لا_للتجنيس لا تقل عنصرية عن مطالب حركات اليمين المتطرف في أوروبا..”. أما المغرد محمد بن عبدالعزيز فعلق “إذا كان دفاعنا عن أمننا واقتصادنا وديننا عنصرية، فأهلا وسهلا بهذه العنصرية الحميدة”. وتشكل مناقشة المجلس للمشروع بصيص أمل لأبناء السعوديات المتزوجات من أجانب. وفي الأعوام الأخيرة، بات بإمكان ابن السعودية أن يدرس في الجامعات والمدارس الحكومية، إلا أنه لا يحق له الابتعاث على حساب الدولة. وله الحق في الحصول على عمل، ويعامل معاملة السعودي في احتساب نسب السعودية، ولكنه في النهاية ليس مواطنا أسوة بمن والدته أجنبية ووالده سعودي. وكان نشطاء سعوديون قد دشنوا في الأسابيع الماضية هاشتاغ #ارفعوا_معاناة_مواليد_المملكة. ونقل الهاشتاغ شهادات لأبناء لسعوديات تحدثوا عن معاناتهم وعن اليأس الذي يشعرون به. وناشد بعضهم السلطات بإدراج ملفهم في إطار “رؤية السعودية 2030”. وكتب مغرد في هذا السياق “فعلا شيء محزن أن نكون نحن أبناء المواطنات تحت أعين الشك والرّيبة! كيف ذلك ونحن تربينا على يد والدة سعودية علمتنا أن الوطن هو المستقر وهو الأم الحنون! لماذا نكون مطالبين بإثبات ولائنا ولا يُطلب ذلك من أبناء الأجنبية المتزوجة بسعودي! مالهم كيف يحكمون؟”. ولا يحق للمرأة السعودية منح جنسيتها لزوجها الأجنبي وأولادها منه لكنه يمنح زوج المرأة السعودية وأبناءها بطاقة إقامة. ولا تشكل السعودية استثناء في هذا المجال عربيا، إذ يحرم قانون الجنسيات في أغلب الدول العربية المرأة المتزوجة من أجنبي من حقها في إسناد جنسيتها إلى زوجها وأبنائها، باستثناء بعض الدول العربية كالمغرب وتونس ومصر. وفي سلسلة تغريدات قالت الإعلامية هيلة المشوح “نعم أنا امرأة وأهتم لحقوق المرأة على حد سواء بالرجل ولكن هذا لا يعني أن أنجرف خلف عاطفة خائبة وأطالب بتجنيس من يحملون جنسيات ولديهم انتماءات وأوطان، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأهم من كل عاطفة”.لا يحق للمرأة السعودية منح جنسيتها لزوجها الأجنبي وأولادها منه لكنه يمنح زوج المرأة السعودية وأبناءها بطاقة إقامة وأضافت “أعلم جيّدا ولا أحتاج لمن يذكرني بأن السعودية وقّعت على اتفاقيات عالمية وملزمة كاتفاقية (سيداو) التي تتبنى في أحد بنودها التجنيس.. وأعلم أن الأمر ليس بيدي أو بيدك.. ولكن هذا رأيي طالما هناك ما هو أهم من تجنيس أبناء المرأة وهي لا تزال تحت قيود الولاية مثلا! #لا_للتجنيس”. وقال مغرد “لماذا إن لم يقبل السعوديون بالتجنيس أصبحوا عنصريين!”. وذهب البعض إلى اعتبار أن الوطن يتعرض لـ”مشروع خيانة من #دعاة_تجنيس الأجانب ليسهل تقسيمه بحالة الغزو”. وبالمقابل انتشر هاشتاغ #الملك_ينتصر_للأم_السعودية. وقال مغرد “أنا مع تجنيس أبناء السعوديات، فهم جزء من هذا الوطن ولا يعرفون بلدهم الأصلي وولاؤهم يأخذونه من أمهاتهم لذلك هذا زمان المرأة والمساواة ومع تجنيس القبائل البدون التي لا تحمل هوية وطنها إلى هذا اليوم..“. واعتبر آخر أن ”هناك أبناء مواطنات نفتخر بهم أكثر من بعض السعوديين الأصل. وقال مغرد “أبناء المواطنات ولدوا وتربوا وعاشوا العشرات من السنين على هذه الأرض المباركة، فأنصفهم يا خادم الحرمين”.
مشاركة :