إحياء ذكرى اغتيال الحريري في غياب رموز 14 آذار

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جعجع وأمين الجميل وسامي الجميل وجنبلاط يغيبون عن حفل إحياء الذكرى الثالثة عشر لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.العرب  [نُشر في 2018/02/15، العدد: 10901، ص(2)]الحريري يهاجم أصدقاء الأمس بيروت - أحيا اللبنانيون الأربعاء الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي وقع في الـ14 فبراير من العام 2005 بتفجير موكبه في بيروت، ويُتهم حزب الله والنظام السوري بالوقوف خلفه. وأتت المناسبة في توقيت بالغ الحساسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي تعد محطة فارقة في المسار السياسي لتيار المستقبل (أسسه الحريري الأب) وخاصة في مسيرة الحريري الابن (سعد). وتحت عنوان “للمستقبل عنوان.. حماية لبنان” ترأس رئيس تيار المستقبل سعد الحريري حفل إحياء الذكرى في قاعة البيال وسط بيروت، بمشاركة وفود من قوى سياسية ودبلوماسيين أجانب، فيما غاب عنه رئيس حزب القوات سمير جعجع، ورئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، كما قاطع عدد من وسائل الإعلام المحلية المناسبة في سابقة لفتت انتباه المتابعين للمشهد اللبناني. وسلط الحريري في كلمة له الضوء على الخطوط العريضة لتيار المستقبل في المرحلة المقبلة. وقال رئيس تيار المستقبل إن “اتفاق الطائف خطّ أحمر لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل وهو ليس إطاراً لأي ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات ولن نغطّي أي سياسة تعمل على خرق وثيقة الوفاق الوطني”. وشدد على أن التيار ومعه جمهور رفيق الحريري غير قابل للكسر وهو ركن أساس من أركان الصيغة اللبنانية، مهاجما أصدقاء الأمس دون أن يسميهم. وأوضح أن التيار يستعدّ لخوض الانتخابات في كلّ لبنان وخلال أيام سيتم الإعلان عن أسماء المرشحين. وحذر من عدم المشاركة في التصويت في الانتخابات النيابية. وتوجه إلى جمهور المستقبل بالقول إن “هناك من يريد أن يخطف صوتكم بالمزايدات ليقدموه هدية للمشروع المناقض للديمقراطية والاعتدال”. وقال “وصل الإبداع الفكري ببعض المزايدين إلى المناداة بتسليم البلد إلى حزب الله لتحميله مسؤولية التداعيات التي ستحصل بعد ذلك وروجوا لفكرة أن الانتخابات ستسفر عن مجلس نيابي يتولى تشريع سلاح الحزب”. وأضاف “هؤلاء المزايدون كانوا أصدقاء لكنهم ضلَّوا سبيل الصداقة إلى دروب البحث عن أدوار بالداخل والخارج وهم يعلمون أنّ المواجهة السياسية الانتخابية الحقيقية هي بين تيار المستقبل وحزب الله”. وشكلت كلمة الحريري وعدم حضور الجميل وجعجع للمناسبة، ترجمة واضحة لحالة الفتور التي تمر بها العلاقة بينهما وبين الحريري، وهم الثلاثي الذي مثل على مدار السنوات الماضية أعمدة تحالف 14 آذار الذي تم تشكيله بعد اغتيال الحريري الأب وكان الهدف معه استرجاع الدولة وفرض استقلاليتها عن الوصاية السورية، التي انتهت لتخلفها وصاية إيرانية يؤمنها ذراعها حزب الله. ولطالما مثل إحياء ذكرى اغتيال الحريري مناسبة لمكونات 14 آذار للتأكيد على صمود تحالفهم في مواجهة نوازع القوى الإقليمية وتحديدا السورية والإيرانية لإخضاع لبنان لأجنداتهما، بيد أن هذا التحالف بات غير موجود على أرض الواقع نتيجة التغيرات التي شهدتها الساحة الداخلية وتأثيرات التقلبات الإقليمية. ويقول مراقبون إن جميع مكونات 14 آذار مساهمة فيما وصل إليه حال التحالف اليوم، مستبعدين إمكانية نهوضه مجددا، لافتين إلى أن لبنان يشهد مخاضا لتكتلات جديدة تحت عناوين مختلفة عن تلك التي سادت السنوات الأولى من ذكرى اغتيال رفيق الحريري. وبرز في السنتين الماضيتين تغير في الخط السياسي الذي انتهجه الحريري الابن، حينما قرر اعتماد ما أطلق عليه بسياسة “ربط نزاع” مع حزب الله وأيضا تحييد القضايا الخلافية مع الحزب خاصة في علاقة بسلاحه لضمان استقرار لبنان. وأثار توجه الحريري حنق العديد من القوى داخل 14 آذار، واتهمه البعض بأنه حاد عن الخط الذي رسمه والده وهو الدفاع عن لبنان ومواجهة كل المشاريع التي تستهدفه. وتعزز التغيير على مستوى سياسة الحريري الابن، منذ التسوية الرئاسية التي أتت بميشال عون (حليف حزب الله) رئيسا للجمهورية، وبه رئيسا للحكومة في نهاية 2016. وقد سُجل تناغم على خط عون الحريري، تكرس مع أزمة استقالة رئيس الوزراء (تراجع عنها) في مقابل تحول الفتور مع الكتائب والقوات على وجه الخصوص إلى توتر مكتوم، رغم محاولة نفيه من الجانبين. ويقول متابعون إنه من الثابت أن هذا الوضع سينعكس على التحالفات الانتخابية.

مشاركة :