رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول إن حكومته لا تزال مستقرة وستستمر في السلطة رغم توصية الشرطة بتوجيه تهم له بقبول رشوة.العرب [نُشر في 2018/02/15، العدد: 10901، ص(2)]نتنياهو: الحكومة باقية حتى 2019 تل أبيب - تزداد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد توصية الشرطة بتوجيه تهم له بقبول رشوة من رجال أعمال ضمن ما يعرف بـ”القضية 1000”. ورغم أن نتنياهو حرص الأربعاء على الظهور في ثوب الواثق من براءته وباستمرارية حكومته الائتلافية، بيد أن مراقبين يشككون في مدى قدرته على التخلص من طوق الاتهامات التي تحيط به والتي لا تنحصر في القضية 1000 فحسب، حيث أن هناك قضايا أخرى مرفوعة ضده وكلها حول الرشى والاحتيال منها تلك المعروفة بالقضية 2000 والمرتبطة بحصول رشوة من أحد مراسلي صحيفة يدعوت أحرنوت. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الحكومة الائتلافية لا تزال مستقرة وستستمر في السلطة رغم توصية الشرطة التي وجه لها انتقادات لاذعة. وأوضح نتنياهو في مؤتمر في تل أبيب “أود أن أطمئنكم بأن الائتلاف مستقر. ليس هناك أحد، لا أنا ولا أي شخص آخر، يخطط لإجراء انتخابات. سأواصل العمل معكم من أجل مصلحة إسرائيل حتى نهاية الفترة”. وجاءت تصريحات نتنياهو في الصباح التالي من إعلان الشرطة توصياتها للقضاء بتوجيه تهم الفساد والاحتيال واستغلال الثقة لفائدته، والتي تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهه في حياته السياسية التي قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنها “شارفت على النهاية”. وذكرت الشرطة في بيان اسمي أرنون ميلتشان، وهو منتج سينمائي في هوليوود ومواطن إسرائيلي، ورجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر قائلة إنهما قدما هدايا من بينها شمبانيا وسيجار وحلي لنتنياهو وأسرته. وأفاد البيان أن قيمة هذه الهدايا في المجمل تجاوزت مليون شيكل (280 ألف دولار). ومن المرجح أن تركز أي إجراءات قانونية على ما إذا كان تقديم هذه الهدايا بهدف الحصول على منافع سياسية وما إذا كان نتنياهو قدم هذه المنافع. وقال محامو نتنياهو إن هذه الهدايا كانت ببساطة رمزا للصداقة. ومسألة توجيه الاتهامات يحسمها المدعي العام وهو ما قد يستغرق شهورا، فيما تنتهي ولاية بنيامين نتنياهو في العام 2019. وتعرض نتنياهو على مدار الأشهر الماضية لضغوط سياسية وشعبية شديدة نتيجة الاتهامات الموجهة له، وقد شكلت التطورات الأخيرة المتعلقة بإسقاط طائرة إسرائيلية من نوع أف 16 بمضادات جوية سورية متنفسا له، بيد أن توصية الشرطة أعادته مجددا على دائرة الأضواء. ويستبعد مراقبون أن تقود التوصية إلى إسقاط أو حل حكومة نتنياهو الذي يتولى رئاستها بشكل متواصل منذ العام 2009، بيد أنه بالتأكيد سيعزز الضغوط عليها. وانتقد وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنييت، وهو عضو رئيسي في الائتلاف الحكومي اليميني نتنياهو، ولكنه أكد أنه باق في الائتلاف. في المقابل جدد زعيم حزب العمل (المعارضة) آفي غاباي دعوته لاستقالة نتانياهو قائلا “ممّا لا شك فيه، يجب على رئيس الوزراء أن يستقيل”. وأمضى نتنياهو الذي لا ينافسه أي خصم واضح على الساحة السياسية حاليا، في السلطة أكثر من أحد عشر عاما حتى الآن، ويمكنه أن يتقدم على ديفيد بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل من حيث مدة بقائه في الحكم، إذا استمرت الولاية التشريعية الحالية حتى نهايتها في نوفمبر 2019.
مشاركة :