حركة طالبان الأفغانية تطالب واشنطن بإنهاء الاحتلال والقبول بحق طالبان في تشكيل حكومة تتوافق مع معتقدات الشعب الأفغاني.العرب [نُشر في 2018/02/15]الرسالة ليست علامة ضعف كابول - قالت حركة طالبان الأفغانية في بيان نادر وجهته للشعب الأميركي إنها ترغب في إنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاما عبر المحادثات لكنها حذرت من اعتبار هذه الرسالة علامة على ضعفها مؤكدة استمرار القتال ضد القوات الأميركية. وقالت طالبان في بيانها الأربعاء "نفضل حل المسألة الأفغانية من خلال حوار سلمي". وأضافت الحركة، التي تقاتل لطرد القوات الأميركية وهزيمة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، أن على واشنطن إنهاء "الاحتلال" والقبول بحق طالبان في تشكيل حكومة "تتوافق مع معتقدات شعبنا (الأفغاني)". ولم يشر البيان إلى هجوم على فندق كبير في كابول يوم 27 يناير أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وتفجير آخر في شارع مزدحم، بعد الهجوم الأول بأسبوع، أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل. وكانت الحركة أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين. وقال متحدث باسم مهمة عسكرية يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن هجمات طالبان على المدنيين لا تظهر استعداد الحركة لخوض "مفاوضات سلام حسنة النية" مضيفا أن الحكومة الأفغانية أعلنت بوضوح في مناسبات عدة استعدادها لبدء عملية سلام. وقالت الحركة في بيانها إنه لم يمض بعد أوان أن يدرك الشعب الأميركي أن بإمكان طالبان حل المشكلات بكل جوانبها "من خلال سياسة وحوار صحيين" مضيفة أن فرص الحوار "لم تستنفد". وتسببت حركة طالبان في مقتل وإصابة الآلاف خلال عملياتها الإرهابية، وأشار تقرير أممي حديث إلى أن أكثر من عشرة آلاف مدني أفغاني قتلوا أو أصيبوا بسبب العنف العام الماضي وإن التفجيرات التي ينفذها متشددون هي السبب الرئيسي بينما أسقطت الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية والحكومية عددا متزايدا من الضحايا. وفي أغسطس طرح الرئيس الأميريي دونالد ترامب استراتيجية جديدة في أفغانستان تتضمن زيادة الضربات الجوية. ورد المتشددون بشن هجمات في كابول خلال الأسابيع الأخيرة أسفرت عن مقتل قرابة 150 شخصا. وذكرت الأمم المتحدة أن العدد الإجمالي للقتلى الذي بلغ 3438 والجرحى الذي وصل إلى 7015 كان أقل بنسبة تسعة في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه. لكن الأرقام سلطت الضوء على العدد المرتفع للضحايا بسبب تفجيرات المتشددين. وقالت المنظمة الدولية في بيان "شكلت الهجمات التي استهدفت خلالها عناصر مناهضة للحكومة المدنيين 27 في المئة من العدد الإجمالي للضحايا المدنيين... تحديدا الهجمات الانتحارية والمركبة". ووقع أدمى هجوم، منذ بدأت الأمم المتحدة تسجل أعداد الضحايا المدنيين في 2009، يوم 31 مايو أيار عندما فجر مهاجم انتحاري شاحنة ملغومة مما أسفر عن مقتل 92 مدنيا وإصابة 491. وكانت القوات المعادية للحكومة مسؤولة عن ثلثي عدد الضحايا العام الماضي إذ كانت حركة طالبان مسؤولة عن سقوط 42 في المئة منهم بينما كان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولا عن عشرة في المئة وكانت عناصر معادية للحكومة لم تحدد هويتها سببا في سقوط 13 في المئة من الضحايا. وتسببت القوات المؤيدة للحكومة في سقوط خُمس عدد الضحايا إذ كانت القوات الأفغانية مسؤولة عن 16 في المئة والقوات الدولية عن اثنين في المئة وواحد في المئة لكل من الجماعات المسلحة المؤيدة للحكومة وجماعات أخرى مؤيدة للحكومة لم تحدد هويتها. وأسفرت الحملة الجوية التي تنفذها قوات دولية وحكومية عن سقوط ستة في المئة من الضحايا المدنيين في 2017 وبلغ عدد القتلى 295 والمصابين 336 بزيادة قدرها سبعة في المئة عن العام الذي سبقه.
مشاركة :