أصبحت الأمم المتحدة تعاني كثيراً من الصعوبات بسبب الوضع الدولي المتأزم في كثير من مناطق الصراع الإقليمية والدولية، لا سيما وأن المنظمة الأممية نشأت في الأصل بموجب ميثاق التأسيس الذي يدعو إلى حل القضايا والمشكلات العالمية بشكل كلي ودائم وبالطرق السلمية عن طريق المفاوضات، إلا أنه بسبب العواصف السياسية المتتابعة التي تحدث في العالم على وجه العموم والشرق الأوسط بشكل خاص، فقد عجزت المنظمة شيئاً فشيئاً عن إيجاد الحلول، فقدمت الأمم المتحدة كثيراً من المبعوثين لحل هذه القضايا في كثير من الدول التي تخشى أن تتفشى الصراعات فيها، إلا أن جميع الجهود التي بذلت في عديد من القضايا والصراعات الكبرى فشلت، ولم يستطع الأمين العام السيد «بان كي مون» أو أي من مساعديه التوصل إلى حل للخلافات الكبرى في بؤر الصراع العالمية، سواء في الشرق الأوسط الذي بات يحتوي عدة بؤر ملتهبة وقابلة للانفجار في سورية والعراق ولبنان وليبيا واليمن، أو بين الكوريتين أو في بحر الصين. وسواء تأملنا المشهد بقليل من العاطفة، أو بكثير من الإحباط، فإنه يصعب أن نتذكر أن العالم قد واجه مثل هذا العدد الكبير من الأزمات والصراعات السياسية في وقت واحد، وفي الوقت الذي تقف فيه المنظمات التي يتمثل دورها في حل تلك المشكلات عاجزة تماماً عن القيام بدورها، فإن السؤال الذي يشغل بال الشعوب في كافة البلدان، هو: لماذا لا تستطيع الأمم المتحدة حل المشكلات في العالم بسرعة؟. ليس هناك بالتأكيد تقصير في الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الصراعات في كافة أنحاء العالم، ولكن لابد للعالم أن يتعاون مع المنظمة الدولية بشكل جدي، فالمنظمة لم توجد في الأصل إلا من أجل إحلال السلام والأمن العالمي.
مشاركة :