تشاد: لماذا استقال المخرج محمد صالح هارون من منصب وزير الثقافة؟

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن شغل المخرج محمد صالح هارون منصب وزير الثقافة في تشاد مدة سنة، استقال الأسبوع الماضي لأسباب اعتبرها "شخصية". فما هي دوافع هذه الاستقالة؟ كان المخرج محمد صالح هارون أول تشادي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2010، وفاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "رجل يصرخ". ثم اختير سنة 2011 ليكون عضوا في لجنة تحكيم نفس المهرجان السينمائي الدولي. للمزيد - "حسين حبري: تراجيديا تشادية" في قلب مهرجان كان عين محمد صالح هارون (57 عاما) في فبراير/شباط 2017 وزيرا للثقافة في بلاده، ليستقيل من منصبه بعد سنة. وأكد هارون "لم يتم إعفائي من مهامي كوزير للثقافة في تشاد ولم أقل. استقلت لأسباب "شخصية". ففي 8 فبراير/شباط صدر مرسوم رئاسي نقلته الإذاعة المحلية يفيد بأن هارون لم يعد وزيرا للثقافة، وأكد المخرج بعد ذلك عبر بيان هذا الخبر. حسب مصادر حكومية، لم يكن في الفترة الأخيرة الوزير السابق مرتاحا داخل الجهاز الحكومي. ففي مجلس الوزراء الخميس الماضي أشار هارون بوضوح أنه لا يؤيد كل الإجراءات العقابية التي تنوي الحكومة إنزالها على العمال المضربين فأكد المخرج "أن ذلك يطرح علي معضلة أخلاقية". فمنذ نحو ثلاثة أسابيع والبلاد تشهد مظاهرات وإضرابات. فالموظفون والطلاب وناشطو المجتمع المدني يحتجون على غلاء المعيشة وإجراءات تقشفية و"سوء إدارة" البلاد. اعتقل العشرات خلال المظاهرات، وأكد أمس وكيل الجمهورية لدى محكمة العاصمة نجامينا أن لا تسامح مع من يخالف القانون. بدأت في تشاد الأصوات تتعالى، من نقابات وحقوقيين، للتنديد باعتقالات "عشوائية" متهمين سلطات الرئيس إدريس ديبي باستخدام أساليب تكتسب أكثر فأكثر صبغة قمعية. أما هارون فقد صرح لمجلة "جون أفريك" في بداية الشهر الجاري "لم أصبح وزيرا لأغسل ذاكرة تشاد". أزمة ضمير رجل حر ويشار أن قبول هارون منصب وزير الثقافة، في بلاد لا تعرف التداول الديمقراطي على السلطة، كان قد أثار العام الماضي العديد من المخاوف والانتقادات. لكن المخرج دافع عن اختياره مؤكدا "قلبي صاف وضميري مرتاح" موضحا أنه يريد أن يسعى إلى دفع السينما في البلاد... فكاد أن يكون ذلك على حساب سمعته التي يرجح أن تقف محاولة الحفاظ عليها اليوم وراء هذه الاستقالة. وربما أنه تعمد تسلم حقيبة الثقافة لفترة قصيرة فقد كان قد صرح لجون أفريك العام الماضي أنه يريد أن يبقى مخرجا فـ"هذه المهمة محدودة زمنيا. سأعود بعدها إلى حبي الأول" وهو السينما. كل ما أراده محمد صالح هارون هو جلب أسماء لامعة إلى نجامينا على غرار روبير دي نيرو وناتالي باي، وأراد إنشاء مدرسة للفن السابع في العاصمة... لكن اعترف منذ يوليو/تموز بأنه بدأ يخفض سقف طموحاته. لا شك أن اليوم، وفي مواجهة الواقع السياسي الراهن، تدنى هذا السقف إلى الصفر، وأن الاستقالة جاءت للحفاظ على صورة رجل حر أكد عند اختياره وزيرا بأنه "لن يفعل ما لا يسمح به ضميره". ويشار إلى أن المخرج زود المكتبة الوطنية التشادية خلال ولايته بثلاثة آلاف كتاب وأسس جائزة أدبية كبرى. كان محمد صالح هارون قد أعطى الكلمة في وثائقي "حسين حبري: تراجيديا تشادية" عام 2016 لشهود وضحايا الديكتاتور السابق الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال فترة حكمه من 1982 إلى 1990. وكان للفيلم الذي عرض في مهرجان كان ضمن "الحصص الخاصة" (اختيارات رسمية) وقع الصدمة. ومنذ نهاية يناير/كانون الثاني يعرض "موسم في فرنسا" آخر فيلم روائي طويل للمخرج في القاعات الفرنسية ويروي مسيرة أستاذ هرب من الحرب في أفريقيا الوسطى ويسعى إلى الاستقرار في فرنسا.   مها بن عبد العظيم نشرت في : 15/02/2018

مشاركة :