بيروت - قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخميس إن بلاده "لم تقدم قط أسلحة ثقيلة" لوحدات حماية الشعب الكردية السورية لذلك ليس هناك ما يتعين عليها سحبه. ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي لتحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي بعد أن انتزعها من تنظيم الدولة الإسلامية. وتعد وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية التي تمكنت بدعم أميركي من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مساحات واسعة في شمال وشمال شرق سوريا. وتدعم واشنطن هذه القوات بالتدريب والسلاح ونشر مستشارين على الأرض في الحرب ضد التنظيم المتطرف. ولطالما اتهمت تركيا الولايات المتحدة بتسليح المقاتلين الأكراد على نطاق واسع، داعية واشنطن إلى جمع السلاح من الأكراد بعد انتهاء المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في ختام زيارة إلى بيروت "لم نعط أبداً أسلحة ثقيلة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وبالتالي لا يوجد شيء لاستعادته" في معرض تعليقه على اتهامات تركيا التي تطالب واشنطن بجمع السلاح الثقيل من المقاتلين الأكراد في سوريا. وتطالب تركيا واشنطن بقطع علاقاتها تماما مع وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما رفضه تيلرسون الأربعاء مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستواصل تدريب قوات أمنية محلية" مع الحرص على "ألا تشكل تهديدا للدول المجاورة". وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس قد دعا نظيره التركي نور الدين جانكلي الأربعاء في بروكسل، دعا إلى إعادة التركيز على الحملة للانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية ومنع أي فلول للتنظيم الإرهابي من إعادة تنظيم صفوفها في سوريا. ويصل تيلرسون إلى تركيا قادما من بيروت التي وصلها صباح الخميس في زيارة تستغرق ساعات، وسيلتقي الرئيس رجب طيب أردوغان حول مائدة عشاء قبل أن يجري محادثات الجمعة مع نظيره مولود تشاوش أغلو. وبدأت تركيا في 20 يناير/كانون الثاني عملية غصن الزيتون ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية وهي حليفة واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ومنذ بدء الهجوم، حذرت تركيا مرارا واشنطن من أن مدينة منبج (على بعد حوالي 100 كلم شرق عفرين) قد تكون هدفها المقبل وتسيطر عليها أيضا وحدات حماية الشعب الكردية إلى جانب قوات أميركية. ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجنود الأميركيين إلى الانسحاب من منبج تفاديا لأي مواجهات مباشرة بين البلدين الحليفين في الحلف الأطلسي.
مشاركة :