رحلتى فى بلاط صاحبة الجلالة 2 -10

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للأسف الشديد أن مهنة الصحافة مليئة بالصراعات الداخلية التى ورثناها نحن الصغار من الكبار الذين سبقونا، فلا تجد مؤسسة فى مصر والعالم العربى تخلو من الصراعات بين أبنائها , لدرجة أن بعض رؤساء التحرير هم الذين يخلقون الصراعات داخل مؤسساتهم كنوع من أنواع تحريك الماء الراكدة  وكنوع من أنواع خلق نوع من أنواع التنافسية الشديدة بين أبنائهم الصحفيين، ولكن سرعان ما يتحول التنافس الشريف الى تنافس غير شريف يشوبه المؤامرات السيئة ويختلط به المكر والدهاء ويعكر صفوه الأنانية المفرطة وحب الذات،لدرجة أن بعض الصحفيين الذين يمكلون مهارات الحبكة الدرامية يكتبون مقالات مثل هذا المقال ليشوهون صورة زملائهم بكتابة سيناريوهات حمقاء للنيل من زملائهم وللنيل من كرامتهم وللنيل من الإنسانية كلها , لأن الصحفى هو ضمير الأمة , فكيف يفتقد ضمير الأمة قلبه وضميره ؟!!هذا الكلام بالطبع على قلة من الصحفيين فى أغلب المؤسسات , ولكن هذه القلة محسوبة على مهنة الشرف والكرامة فيظن من يتعامل معهم أن كل الصحفيين على شاكلتهم وبالتالى تشوه المهنة عن طريق هؤلاء الذين انتزعوا من صدورهم قلوبهم ووضعوا أحجارا صماء مكانها , فما عرفوا للحق طريقا وإستفزوا آخرين فكتبوا عنهم مثل المقال الذى أكتبه , ولكننى لا أخشى أن أنتقد نفسى فيه قبل الآخرين , لأنه طالما أعطينا لأنفسنا حق إنتقاد الاخرين فكيف لا ننتقد أنفسنا نحن قبل الاخرين , وخاصة أننا لسنا ملائكة ولسنا شياطين ولكننا بشر غير معصومين من الخطأ.وإنتقادى لخصلة من الخصال السيئة عند بعض الصحفيين لا يعنى أن الصحافة لا تقوم بدورها الحقيقى فى مصر بل أن الصحافة أحدثت ثورة فى كل شىء , ولا ينكر دورها إلا جاحد أو ناكر ظالم .. فأصبحت الصحافة فى العقد الأخير بالتحديد تلعب دورا مؤثرا للغاية فى خلق التوعية السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية وفى صقل المشاعر القومية والإنسانية لخلق المواطن الواعى المتكامل والعمل على ترابط أجزاء المجتمع ووحدته والإهتمام بنقل التراث الثقافى للأجيال المتتالية والوئام الفكرى.وتساهم الصحافة فى بناء ثقافة المجتمع من خلال الدور المستمر الذى تؤديه بنشرها الأخبار التى تساهم فى تكوين قيم ومعتقدات ومفاهيم ورؤى أفراد المجتمع ونظرتهم للحياة , وبالتالى فالصحافة تستخدم سلطتها لتنفيذ كل ما سبق , ولتفيذ كل ما سبق يلزم الصحافة أن تمارس سلطتها دون ضغط أو تأثر ودون مؤمرات تحاك بين أفرادها , لأن المؤامرات دائما تفسد القضايا الحقيقية وتصبح قضايا فرعية وبالتالى تنفيذ ميثاق الشرف الصحفى يجب أن ينفذ بكل حذافيره وبكل جوانبه لردع الصحفى فى أخطائه لأنه إذا كان غير مسموح بالخطأ للعامة فكيف يسمح للصحفى بالخطأ , فالصحفى إنسان ليس على رأسه ريشه أو طربوش.يا سادة .. أكتب هذا الكلام وإن كان ظاهره إنتقادا ولكن باطنه غيرة على الصحافة وعلى الصحفيين المحترمين الذين يؤدون رسالتهم بكل حب وإحترام , ويعملون من أجل المجتمع ليس من أجل أنفسهم , وبالتالى إنتقادى من أجل لملمة جراح الماضى، هو حب وليس كراهية وإهتمام وليس إهمالا أو تطاولا , ولأن للكلمة رونقا أدعو زملائى دائما أن يحافظوا على رونقها وجمالها ... ولأن الكلمة سلاح فحاربوا به لدحر الظلم , لنصل الى درجة الوضوح الشديد لا لدرجة التشويه والإثارة.

مشاركة :