قال جعفر بهبهاني، وهو أحد المواطنين القدامى المشغوفين بقيادة الدراجات الآلية، إن الدراجة الآلية وسيلة متعة وترفيه ونقل في الوقت نفسه، وهي وسيلة آمنة إذا أحسن قائدها استخدامها، مؤكداً أن الدراجة الآلية في تطور مستمر، وبدأت تحظى باهتمام كبير من فئات المجتمع المختلفة. وطالب بهبهاني، في حوار مع "الجريدة"، المسؤولين بمعاملة قائد الدراجة الآلية معاملة قائد السيارة، وإعطائه الحرية في القيادة بالحارات التي يفضلها ويشعر فيها بالأمان، وعدم حصره في الحارة اليمنى من الطريق أو مخالفته إذا خرج عنها... وفيما يلي تفاصيل الحوار. ● في البداية... حدثنا عن شغفك بالدراجات الآلية، كيف بدأ؟ - في الحقيقة، أنا بطبيعتي لدي شعور بخطورة الأشياء دائما، ولذلك لم أقُد دراجة آلية (سيكل) حتى تخرجي تخرجي من الجامعة، وعدت إلى الكويت، وكنت دائما أقول إنه لا يمكن أن يكون الشخص آمنا مع مركبة بإطارين مقارنة بأخرى لديها 4 إطارات، لكن كان لي صديق يمتلك "سيكل" بقوة 100 سي سي، فاستعرته منه وقدته في الشارع، وفي اليوم التالي اشتريت واحدا بسعة 550 سي سي، وارتكبت حادثا صغيرا، ومع ذلك اشتريت "سيكل" بحجم أقوى وأكبر (1100 سي سي). ولم أتراجع عن فكرة قيادة الدراجات الآلية، لأنها أصبحت، وفق قول البعض، في دمي، وكنت من أوائل الكويتيين الذين ارتدوا الخوذة أثناء قيادة الدراجات الآلية، وأتذكر وقتها أن الشرطي أوقفني مستفسرا عن سبب ارتداء الخوذة، وما إذا كنت في سباق من عدمه. كما أنني أرتدي حزام الأمان منذ أيام موديل سيارة فولكس عام 1966، وهو ما كان غريباً وقتها على رجال الأمن. وبالعودة إلى بداية قيادتي الدراجة الآلية، أذكر أنه أثناء الحادث الذي تعرضت له كنت أرتدي وقتها جاكيت تزحلق على الجليد "اسكاي جاكيت"، ولذلك لم أصب كثيرا، فقط تضررت ركبتي، لأنني لم أكن أرتدي ملابس واقية. ● إذاً... هل تعد أول مَن طرح فكرة ملابس الأمان (السيفتي) في الكويت؟ - يمكننا قول ذلك، لكن الأمر الفعلي أنني حرصت جداً على ملابس "السيفتي" حماية لي ولأولادي وعائلتي، فالدراجات الآلية صارت بالنسبة لي شيئا يوميا، وحصلنا على ماركات مهمة في هذا المجال، منها سياكل "بي إم دبليو"، ودوكاتي التي تعتبر "فيراري" الدراجات الآلية، إلى جانب ماركات عالمية أخرى. ومن المهم هنا الإشارة إلى أن أمور السلامة أثناء القيادة تتضمن كذلك، وجود ورشة متخصصة، لأنه من دونها يمكن لقائد الدراجة أن يتعرض للخطر، وهي تتمثل في قطع الغيار المضمونة، والميكانيكيين المتدربين والمعدات الخاصة، والدراجات الآلية بشكل عام تطورت كثيراً مثلها مثل السيارات، فبعد أن كانت الطرق تتطلب أن تكون المسافة بين السيارتين نحو 20 مترا للأمان، أصبحت تلك المسافة تقريبا نصف متر، نتيجة لتطور السيارات، كما هو الوضع بالنسبة للدراجات الآلية. ● هل ترى الإقبال اليوم على الدراجات الآلية ومغامراتها في ازدياد؟ - في السابق، كان من يستخدم تلك الدراجات الآلية الشباب الصغار "للتفحيط والتقحيص"، وكثيرا ما كانوا يسببون الإزعاج للمارة والسيارات على شارع الخليج، غير أن هذه النوعية ظلت على عددها المحدود إلى الآن، وما زاد هو نوعية قائدي الدراجات المحترمين كالمحامي والمستشار ووكيل الوزارة، على اختلاف فئاتهم العمرية، فهناك الشاب والأب والجد وغيرهم، مما يعكس مدى الإقبال على هواية قيادة الدراجات الآلية في شوارع الكويت. ● كيف ترى قوانين المرور بالنسبة إلى قائد الدراجات الآلية؟ - هناك قوانين بالطبع لمصلحة قائدي الدراجات الآلية، وهناك أخرى لا تطبق، لكن المستغرب هو إلزام قائد الدراجة الآلية بالسير في الحارة اليمنى، ومخالفته على السير في الحارة اليسرى، لأن ذلك لا يصلح الآن بالنظر إلى السرعات والقوة الكبيرة التي تتمتع بها الدراجات الآلية، كما أن الحارة اليمنى اليوم مخصصة للحافلات الكبيرة وسيارات النقل ومعدات البناء، وهي بطبيعتها بطيئة، ومن الخطر أن نلزم الدراجة الآلية بالسير وسط هذه النوعية من المركبات، كما أن مخلفات الحوادث والاطارات عادة ما تصل إلى الحارة اليمنى، وقد تعرض قائد الدراجة الآلية للخطر، اضافة إلى بروز التموجات التي قد تؤدي إلى انقلابه، ولذلك نطالب بمعاملة قائد الدراجة كقائد المركبة للسير في الحارات التي يرغب بها ويشعر فيها بالامان حسب ظروف الطريق، كما هو معمول به في كل دول العالم. ● نظرة الآباء والأمهات للدراجة الآلية دائما على أنها تحمل خطراً لأبنائهم... هل تغيرت تلك النظرة بزيادة معدلات الأمان في "الدراجات الآلية"، أم مازالت قائمة؟ - حرص الوالدين على أبنائهما لا يمكن أن يزيله أحد، والوضع كذلك بالنسبة لي، غير أن هناك الآن أساسيات لابد أن تتوافر في قائد الدراجة الآلية، أبرزها الرغبة في القيادة، وتعلّم أصولها، وارتداء الملابس الواقية، لأن وسيلة النقل لا تضر في حد ذاتها، بل من يقودها هو الأساس. والدراجة الآلية الآن وسيلة متعة وترفيه ونقل، إلا أنها مثل المسدس بمفرده لا يسبب أضرارا، بل يتسبب فيها إذا أسيء استخدامه من جانب الشخص. ● هل ترى أن أحد أسباب الزحام المروري اليوم عدم الاعتماد على الدراجة الآلية كوسيلة نقل؟ - الزحام المروري من وجهة نظري ناتج عن عدم استغلال البدائل، فكل منا يذهب إلى عمله وبجواره 5 كراسي فارغة، خلافا للدول الأوروبية، فالشخص هناك يذهب إلى عمله بالقطار وأحيانا بالحافلة، وأحيانا أخرى مشيا على الأقدام إذا سنحت الأحوال الجوية، أما نحن فلم نطور وسائل النقل الجماعي لدينا، وتلعب الثقافة دورا مهما في هذا الجانب. ● هل تعتقد أن اعتماد الدراجة الآلية وسيلة نقل مستقبلا سيقلل من الازدحام المروري؟ - بالطبع لابد أن يساهم، وأنا شخصيا أومن بمقولة "لا تشتكي من الزحمة... غير وسيلة تنقلك"، وهذا التغيير ليس بالضرورة أن يكون بالاتجاه إلى الدراجة الآلية، إذ يمكن أن يذهب الشخص إلى عمله مع زوجته، أو مع أصدقائه وجيرانه. ● هل غياب الدراجات الآلية في الكويت كوسيلة نقل بسبب الطقس وأحواله؟ - في الحقيقة لا توجد وسيلة نقل مناسبة لكل الأوقات والاستعمالات، والدراجة الآلية مثلها مثل المخيم، لا يمكن أن تستخدمه طوال السنة، لكن يمكن استعماله على الأقل 6 أو 7 أشهر في الكويت، فظروفنا المناخية أفضل حالا من غيرنا، غير أن الإشكال الوحيد يتمثل في اللباس الذي ترتديه أثناء قيادة الدراجة الآلية، إذ لا يمكن أن تقودها وأنت مرتد اللباس الوطني، تماما كالمناسبات الاجتماعية التي لا تستطيع حضورها من غير لباس وطني. 3 نواد للدراجات الآلية بينها نادٍ نسائي ذكر بهبهاني أنه لما زادت قاعدة قائدي الدراجات الآلية في الكويت افتتحنا غروب كويت رايدرز، لكننا غيرنا الاسم عام 2006 إلى "كويت بي إم دبيلو مورسالك كلوب"، وبمرور الزمن زاد عدد زبائن دوكاتي، فافتتحنا ناديا سميناه" كويت دوكاتي كلوب"، وذلك عام 2009، ثم تطورت المسألة واشتركت النساء، فأسسنا لهن غروب "كويت موتو ليدي كلوب"، وذلك عام 2013. وعن عدد أفراد هذه النوادي، أوضح أنهم قرابة 500 شخص، لافتا إلى أن التدريب واستخراج الرخص للقيادة ساعد على توسعة قاعدة قائدي الدراجات الآلية في الكويت. من هواية إلى احتراف تجاري أكد بهبهاني خلال اللقاء أن شغفه بالدراجات الآلية قاده إلى التجارة فيها، عبر الحصول على توكيلات من شركات عالمية متخصصة مثل "بي إم دبليو"، موضحا أن أول ما فعله في هذا المجال هو شراء الملابس الواقية واقتناء أعلى الماركات العالمية فيها. وعن بداية تعاقده مع "بي إم دبليو"، ذكر أنه كان مديرا عاما لمصنع تريلات بالشراكة مع "الوطنية للسيارات"، وهم في الأساس وكلاء "بي إم دبليو" عام 1984، ووقتها علمنا أن "بي إم" فصلت السيارات عن الدراجات الآلية، فأرسلت إليهم كتابا للحصول على وكالتهم في الدراجات الآلية، وبالفعل تم ذلك عقب لقاءات وخطابات متبادلة. أما وكالة "دوكاتي" فحصلنا عليها بعد التحرير، والآن نحن نمثل الوكلاء المهمين في المنطقة، فدراجات "الداخلية" والحرس ومدرسة الجيش كلها من "بي إم دبليو".
مشاركة :