القاهرة_من شادية الحصرى تواصلت فعاليات دورة ابي تمام الطائي المقامة في مدينة مراكش المغربية لليوم الثا لث على التوالي حيث خصصت الجلسة الثالثة للاحتفاء باليوبيل الفضي لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. وشارك في الجلسة الثالثة د.محمد حسن عبدالله الذي تحدث عن مؤسسة البابطين واحياء الحركة الثقافية العربية وتناول د.عبدالله المهنا جهود المؤسسة في إغناء حوار الحضارات، وقدم د.عبدالرحمن طنكول ورقة بحثية عن مؤسسة البابطين وتطلعات آفاق المستقبل، وترأس الجلسة د.كمال عمران. وتناول د.عبدالله جهود «مؤسسة البابطين» في إحياء الحركة الثقافية العربية، مؤكدا ان المؤسسة اهتمت منذ انطلاقها بالتسجيل والإحصاء، وهو مطلوب لرصد الحركة وتنامي الوسائل في توصيل أهم ما يمكن دخوله في مفهوم «الثقافة العربية» تاريخا وحاضرا، ولكنها لم تجعل منه محور اهتمامها. وقال إن مرور 25 عاما على إعلان نهوض المؤسسة بما حملته لنفسها من واجب وطني وقومي وإنساني في نطاق الثقافة، يستدعي «قراءة» مختلفة، ويغري بطرح أسئلة مهمة تفتح الطريق إلى مزيد من العمق والتوسع والاستيعاب لحركة الحياة من حولنا. إن «اليوبيل الفضي» مطالب منذ اليوم بالتفكير في كيفية الوصول لليوبيل الذهبي، ومن بعده الماسي.. إلى ما شاء الله، والمناسبة العظيمة تستدعي مع تعميق الفهم لديناميكية الحركة ـ الموجهة لعمل المؤسسة ـ طرح أسئلة واقتراحات، في اتجاه الوسائط والغايات. وأضاف عبدالله اننا وجهنا الاهتمام إلى عمل «مؤسسة البابطين» بين الجماهير العربية، ليس هذا عن تقليل من شأن المحاور الأخرى، وهذه المحاور الأخرى لا تقدر على حمل مسؤولياتها إلا العصبة أولو القوة، إذ نجد لدينا: إصدار دواوين شعر قديمها وحديثها، محققة مشروحة مدققة في أبهى صور الطباعة، ولكن هل تعد سلسلة المعاجم للشعراء العرب المعاصرين (9 أجزاء) وشعراء القرنين التاسع عشر والعشرين (25 جزءا) ومجموعات الأشعار المختارة.. هل تعد محسوبة على نشاط الطباعة والنشر أم أنها من الأعمال العلمية رفيعة القدر؟ وهي أعمال مؤسسة لثقافة واعية موثقة، ذات رؤية فنية وحضارية راقية؟ أضف إلى هذا المشروع الذي تعد له المؤسسة حاليا، وهو إصدار «معجم البابطين لشعراء العربية في خمسة قرون»، وهنا نشير إلى مركز البابطين للترجمة، و«مركز عبدالعزيز سعود البابطين لحوار الحضارات»، وما يستتبع من تأليف وترجمة ونشر، وإقامة ندوات ومؤتمرات. وأنهى عبدالله ورقته بالقول ان «مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري» كما هدفت إلى إحياء الثقافة العربية في كافة أنشطتها، كانت تعمل بوسائل هذه الثقافة وفي إطار أخلاقياتها ومبادئها، وهي تدير مشروعها الجليل. بدوره تحدث د. عبدالله المهنا في ورقته عن جهود مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في إثراء حركة حوار الحضارات، وقال ان المؤسسة أدركت منذ وقت مبكر من تاريخها أهمية حوار الحضارات بين أمم الأرض، خصوصا بعد أن دعت منظمة الأمم المتحدة عام 1998 إلى أن يكون عام 2001 عام الأمم المتحدة لحوار الحضارات، من أجل السلام، والتوافق بين الأمم والشعوب، وازدادت قناعة المؤسسة بهذا المشروع، بعد أن جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، التي على أثرها تداعت صيحات صراع الحضارات بدل حوار الحضارات التي كان ينادي بها من قبل صمويل هنتنجتون في الولايات المتحدة الأميركية. بيد أن هذه الدعوات لم تفلح كثيرا، إذ قامت في مواجهتها دعوات أخرى مضادة تنادي بأن يكون الشعر هو الوسيلة الأولى لحوار الحضارات، إذ اعتبرته وسيلة مؤثرة في التقريب بين الثقافات والحضارات، وإشاعة روح التسامح بين الأمم والشعوب. وأضاف انه في ضوء هذه الدعوات الجديدة، التي تجعل من الشعر أحد الوسائل المؤثرة في إشاعة الوفاق والسلام بين الشعوب والأمم، رأت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، بوصفها المؤسسة الأولى الراعية للشعر العربي اليوم، أن يكون لها دورها الفاعل في إشاعة روح التسامح بين الأمم والشعوب على اختلاف أجناسها وثقافاتها وانتماءاتها، فبادرت عام 2004 إلى وضع استراتيجية خاصة لإنشاء مركز لحوار الحضارات تكون من مهامه الرئيسية اقتراح توقيع الاتفاقيات الثقافية مع المنظمات والجامعات الدولية التي تعنى بحوار الحضارات، من المنظور الإنساني الواسع، فكانت أولى مبادرات المؤسسة، في هذا الجانب، اختيار إقليم الأندلس ليكون منطلقا لتحقيق أهدافها النبيلة، بحكم العلاقة التاريخية التي تربط بين العرب، وإسبانيا عبر العصور، فأقامت دورتها الشعرية عن ابن زيدون عام 2004، في جامعة قرطبة تحت رعاية جلالة ملك إسبانيا خوان كارلوس، وقد لقيت هذه الندوة حماسا منقطع النظير، إذ حضر فعالياتها، غير المسبوقة أكثر من 400 شخصية من قادة الفكر، وأساتذة الجامعات، والنقاد والشعراء، والإعلاميين من العرب والأوروبيين وغيرهم من مختلف الأديان. وقال انه من خلال هذا المنظور تسعى المؤسسة عبر مركز حوار الحضارات، إلى أن يمتد نشاطها الثقافي والفكري في المستقبل ليشمل الشرق الأوروبي والصين واليابان والهند، لتأكيد وحدة التعايش الثقافي بين الشعوب والأمم مهما اختلفت الرؤى والأدوات. وتناول د.عبدالرحمن طنكول في الورقة الثالثة تطلعات القادم وآفاق المستقبل. وقد حملت إبداعات الشعراء طابعا خاصا في الأمسية الشعرية الثانية التي عاش في رحابها الحضور، حيث امتزجت فيها الألوان الشعرية بالحضور الجماهيري الكثيف الذي امتلأت به أرجاء القاعة والتي شارك فيها 11 شاعرا. واستهل الأمسية الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين بقصيدة بعنوان «لقاء». ومن الكويت انشد الشاعر الكويتي رجا القحطاني قصيدة بعنوان «أحدوثة البحر». البابطين يشكر ملك المغرب شكر رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين في ختام الدورة الرابعة عشرة «دورة أبي تمام» باسم المؤسسة والمشاركين فيها، الملك محمد السادس لرعايته السامية لهذه الدورة، وجهوا خلالها الشكر لجلالته، لافتا الى تشرف المؤسسة بإقامة حفلها بمناسبة اليوبيل الفضي في المغرب. وقال ان المشاركين عكفوا في هذه الندوة على تدارس محورين اثنين: أولهما التراث الشعري العربي القديم من خلال قراءة شعر أبي تمام وما يميزه من صور فنية بلاغية وقوة في اللغة والمعنى، وثانيهما الأثر الإيجابي للحوار بين الحضارات وإسهامات مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في إثراء هذا الموضوع الذي لا تدخرون جهدا في جعله وسيلة للتقارب بين الشعوب وغاية لتحقيق الأمن والأمان بين الدول.
مشاركة :