قاد البرتغالي كريستيانو رونالدو ريال مدريد الإسباني حامل اللقب إلى قلب تأخره أمام ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي وتحقيق الفوز 3-1، في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، فيما قطع ليفربول شوطاً هائلاً نحو ربع النهائي بسحقه مضيفه بورتو البرتغالي 5-صفر.وسجل رونالدو، الهداف التاريخي للمسابقة هدفين، فيما صام البرازيلي نيمار، أغلى لاعب في العالم، عن التسجيل لسان جيرمان، ومن جهة ليفربول تفنن السنغالي ساديو مانيه بتسجيل ثلاثية مقابل هدف بطريقة فنية رائعة للمصري الدولي محمد صلاح.سجل لريال مدريد حامل اللقب في آخر سنتين، نجمه رونالدو (45 من ركلة جزاء و83) والبرازيلي مارسيلو ولسان جيرمان ادريان رابيو (33). وتقام مباراة الإياب الثلاثاء 6 مارس/‏ آذار المقبل في باريس.ويأمل الريال في أن يصبح أول فريق يتوج بلقب المسابقة القارية الأم ثلاث مرات متتالية منذ منتصف السبعينات، حين حقق ذلك بايرن ميونيخ الألماني، وتعزيز رصيده القياسي الخارق في المسابقة (12 لقباً).لكنه يريد تعويض فقدانه الأمل منطقياً بمطاردة غريمه برشلونة في الدوري المحلي وخروجه المذل من مسابقة الكأس، في ظل انتقادات شديدة لمدربه الفرنسي زين الدين زيدان، برغم جلبه 8 ألقاب من 11 ممكنة في موسمين فقط. وجاء فوز ريال مدريد وبالطريقة التي حصل عليه، رغم أنه لم يقدم مباراة عالية المستوى، ليؤكد أنه «سيد دوري أبطال أوروبا»، وأنه يكون في قمة تركيزه، حين يلعب في بطولته المفضلة.ولخص قائد ريال مدريد سيرخيو راموس كل الحكاية بقوله: «برغم كل التكهنات، أكدنا أن الريال لم يمت».وبالنسبة لباريس سان جيرمان، فقد أصبح وضعه صعباً للغاية، وقال رابيو صاحب هدف الفريق الفرنسي الوحيد بعد المباراة: «حصلنا على عدة فرص ولم نكن واقعيين، لأننا بدأنا جيداً وتلقينا هدفين في النهاية، يجب أن نكون حاسمين في هذا النوع من المباريات، سنحاول تحقيق الفوز لكن بعد هكذا نتيجة ستكون الأمور معقدة». أمام 81 ألف متفرج بينهم 4 آلاف لسان جيرمان، على ملعب سانتياغو برنابيو، أجلس المدرب الإسباني أوناي ايمري قائد سان جيرمان البرازيلي تياغو سيلفا (34 عاماً) على مقاعد البدلاء، مفضلاً عليه الشاب بريسنيل كيمبيمبي (22 عاماً) الذي ينتظر خوض مباراته الأولى مع منتخب فرنسا.وبرر ايمري التخلي عن سيلفا بأنه «خيار تكتيكي». كما دفع بلاعب الوسط الأرجنتيني جيوفاني لوسيلسو (21 عاماً) وجلس الأرجنتيني المتألق في الفترة الأخيرة انخل دي ماريا خارج التشكيلة الأساسية.أما الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الريال، ففضل إشراك إيسكو على حساب الويلزي غاريث بايل، من أجل السيطرة على الاستحواذ في الوسط.وبدأ صاحب الأرض المباراة بقوة وصنع أول فرصة في منتصف الشوط الأول عندما أرسل مارسيلو تمريرة عرضية منخفضة إلى رونالدو وانفرد بشكل كامل لكنه سدد برعونة كرة في وجه الفونس اريولا حارس باريس سان جيرمان.ولم يستحوذ الفريق الزائر على الكرة كثيراً لكنه كان خطراً في كل مرة تقدم فيها للهجوم، وبعد عدة تحركات لنيمار، افتتح سان جيرمان التسجيل إثر عرضية بعيدة من اليافع كيليان مبابي تركها الأوروغوياني ادينسون كافاني بذكاء لنيمار، فأبعدها الدفاع وصلت إلى لاعب الوسط رابيو الذي سددها سهلة في قلب مرمى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (33).رمى ريال بثقله للمعادلة، وكان المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة قريباً جداً من التسجيل لكن تسديدته البعيدة صدها بإعجاز المتألق اريولا (43)، قبل أن يتابع لوسيلسو هفواته ويسقط كروس داخل المنطقة ليحصل ريال على ركلة جزاء ترجمها رونالدو بنجاح قوية إلى يمين اريولا، ليصبح أول لاعب يسجل 100 هدف في المسابقة مع فريق واحد (45).وفي ظل سيطرة نسبية لريال الذي دفع ببايل ولوكاس فاسكيز وماركو اسنسيو، لعب الأخير عرضية أبعدها اريولا إلى رونالدو مضيفاً هدفه الثاني (83).ورفع رونالدو رصيده إلى 116 هدفاً في المسابقة (101 مع ريال مدريد)، معززاً رقمه القياسي، بينها 21 في آخر 12 مباراة، وال11 هذا الموسم في صدارة ترتيب الهدافين، علماً بأن أفضل لاعب في العالم سجل في كل مباريات هذا الموسم في دوري الأبطال.وانقلبت المباراة رأساً على عقب في الدقائق الأخيرة، عندما سجل مارسيلو هدف ريال الثالث بيسارية أرضية من داخل المنطقة إثر عرضية جديدة من اسنسيو (86).ووضع ليفربول، حامل اللقب 5 مرات، قدماً وأكثر في ربع النهائي بعد سحقه بورتو بخماسية حملت توقيع السنغالي ساديو مانيه (25 و53 و85) والمصري محمد صلاح، أفضل لاعب إفريقي، بطريقة رائعة (29) والبرازيلي روبرتو فيرمينو (70).وتقام مباراة الإياب في مارس/‏ آذار المقبل على ملعب انفيلد.على ملعب «الدراغاو»، أو ملعب التنين، سيطر ليفربول المتوج آخر مرة في 2005 والذي يخوض الأدوار الإقصائية للمرة الأولى منذ 2009، على الشوط الأول كأنه يلعب على أرضه من حيث انتشاره واستغلاله مساحات الملعب. وفي الثاني، تابع تقدمه وهز الشباك ثلاث مرات.وافتتح ليفربول التسجيل عن طريق مانيه بتسديدة لولبية أرضية من وسط المنطقة، أخطأ الحارس جوزيه بالتعامل معها فارتدت من تحت جسمه إلى داخل الشباك (25).وضاعف ليفربول النتيجة بعد تسديدة جميلة بعيدة المدى من جيمس ميلنر ارتدت بقوة من القائم الأيسر لمرمى بورتو، روضها صلاح لنفسه بطريقة رائعة جداً من فوق الحارس وتابعها في المرمى الخالي (29)، مسجلاً هدفه ال30 هذا الموسم في 36 مباراة. وأصبح صلاح أول لاعب يسجل 30 هدفاً في مختلف المسابقات مع ليفربول، منذ مهاجم برشلونة الإسباني الحالي الأوروغوياني لويس سواريز في موسم 2013-2014 (31 هدفاً)، كما هو الهدف التاسع لصلاح في دوري الأبطال والسادس هذا الموسم.وصنع صلاح هدفاً جديداً بتمريرة إلى البرازيلي روبرتو فيرمينو صدها له الحارس منفرداً، لترتد إلى المتابع سانيه فسجلها في المرمى الخالي محققاً الثنائية الشخصية (53).وأضاف ليفربول هدفاً رابعاً عبر فيرمينو من نقطة الجزاء بعد عرضية متقنة من ميلنر (70)، وهذا الهدف ال21 لفيرمينو مقابل 11 تمريرة حاسمة هذا الموسم في جميع المسابقات، والسابع في دوري الأبطال في المركز الثاني في ترتيب الهدافين وراء البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد (10).وسجل مانيه الخامس بتسديدة قوية من خارج المنطقة سكنت الزاوية اليسرى لمرمى بورتو (85).وأصبح ليفربول أفضل مسجل في دوري الأبطال هذا الموسم مع 28 هدفاً، بينها 25 في مبارياته الخمس الأخيرة.