أشاد أشاد السيد جان إيف لودرين وزير الخارجية الفرنسي بالعلاقات السعودية الفرنسية.. وقال في حواره مع «اليمامة» إن العلاقات بين المملكة وفرنسا ممتازة جداً تقوم على صداقة قوية وقديمة وعلى تعاون مشترك ومثمر في جميع المجالات. وحول قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس الذي رفضته فرنسا منذ البداية، قال الوزير: إنه لا يخدم السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وأكد تمسك فرنسا والاتحاد الأوروبي بإحياء العملية السياسية وحل الدولتين.. وفيما يأتي هذا الحوار: * معالي الوزير، ما تقييمكم لعلاقات الصداقة والتعاون بين المملكة وفرنسا؟ - العلاقات بين المملكة وفرنسا ممتازة جداً، تقوم على صداقة قوية وقديمة وعلى تعاون مشترك ومثمر في جميع المجالات، وهو تعاون متنوع ومتنامٍ ومتطور.. وهذه العلاقات نموذجية لا تشوبها شائبة.. ونحن في فرنسا ننظر إلى المملكة بعين التقدير والإعجاب وهي تبني قدراتها التنموية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والعلمية والثقافية في كنف الأمن والاستقرار والرخاء بتوجيهات وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. قرار لا يخدم السلام * هل ما زالت فرنسا على موقفها الرافض لقرار الرئيس الأمريكي ترامب حول القدس؟ - فرنسا رفضت وترفض، كما هو معروف، القرار الأمريكي الأحادي حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. لأن ذلك لا يخدم السلام ويزيد في تعقيد وتأزيم وتوتير الأوضاع في الشرق الأوسط وخاصة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لأن هذا مخالف للشرعية والقوانين الدولية. * بعد المبادرة الفرنسية الأخيرة، هل ننتظر مبادرة فرنسية جديدة لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ - فرنسا دائماً مع سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي ما زالت ساعية وجادة في سبيل ذلك، نحن مع إحياء العملية السياسية وحل الدولتين، لكل دولة حدودها الآمنة والمعترف بها، وتكون القدس عاصمة للدولتين، بحيث تكون القدس الشرقية للفلسطينيين والقدس الغربية للإسرائيليين، وإن جهود فرنسا لا تتوقف من أجل ذلك.. كما أن فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي متمسكة بحل الدولتين. الأزمة السورية * في رأيكم ما الحل المناسب للأزمة السورية؟ - الحل السياسي هو مفتاح إنهاء هذه الأزمة من خلال انتقال سياسي جدي ومصالحة وطنية سورية عن طريق التفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث إننا نؤيد وساطة الأمم المتحدة بين جميع الفاعلين الأساسيين من أجل حل الأزمة السورية حلاً نهائياً وفق قرارات مجلس الأمن الدولي التي وقع التفاوض حولها بين الأطراف السورية المتنازعة والمتحاربة بوساطة الأمم المتحدة في جنيف. * لماذا لم تشارك فرنسا في مؤتمر الحوار حول سوريا في سوتشي مؤخراً؟ - فرنسا لا تعترف بهذا المؤتمر ولا بنتائجه لأن موتمر السلام حول سوريا يجب أن يكون في جنيف وليس في سوتشي. الأزمة الليبية * وماذا عن الدور الفرنسي لحل الأزمة الليبية؟ - من أولوياتنا في الدبلوماسية الفرنسية تحقيق الاستقرار في ليبيا لأن فرنسا تعرف وتدرك الأخطار التي يشكلها الوضع في ليبيا على الأمن والنمو الاقتصادي في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وخاصة في دول الجوار لليبيا.. فرنسا يهمها ذلك كثيراً لأسباب سياسية وأمنية، فالمنطقة بأسرها في حاجة إلى استقرار دائم في ليبيا.. ومساعي فرنسا متواصلة من أجل ذلك، وقامت بعدة مبادرات من بينها اللقاء الذي نظمته الدبلوماسية الفرنسية في شهر يوليو الماضي بين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي والسيد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية في فاريس. ونحن مقتنعون بأن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا سياسياً ونؤيد تأييداً كاملاً مهمة السيد غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا من أجل إنجاز المصالحة الوطنية بين جميع الأطراف الليبية وإنقاذ ليبيا، لذلك لا بد من تنظيم المؤتمر الوطني وإعداد الانتخابات لبناء دولة مستقرة في ليبيا.. وعلى دول الجوار أن تواصل جهودها ومساعيها لمساعدة الليبيين في هذا الشأن. الإرهاب الدولي * وماذا عن دور فرنسا في مقاومة الإرهاب الدولي؟ - الإرهاب الدولي يهدد ويقلق كل دول العالم خاصة بعد تنامي هذه الآفة الدولية في العراق وسوريا وليبيا، وعلى هذه الدول مضاعفة تعاونها لمقاومة الإرهاب، وفرنسا تقوم بدور كبير وفعال ورئيسي في هذا المجال على المستوى الأوروبي، وتفعل الشيء نفسه في مقاومة التنظيمات والجماعات الإرهابية المسلحة في إفريقيا لأن أخطارها تهدد الأمن والسلام في الدول الإفريقية وشمال إفريقيا وأوروبا وبقية مناطق العالم.. ونحن مع مواصلة التعاون المشترك في مجالات الأمن والدفاع بين فرنسا وهذه الدول. لذلك فإن مكافحة الإرهاب في شمال مالي أمر حاسم للقضاء على الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وليبيا. * وماذا عن موضوع الهجرة السرية؟ - لا يمكن وضع حد للهجرة السرية قبل تحقيق الاستقرار في ليبيا، وهذا يستدعي أن تتضافر جهود حكومات دول المنطقة في سبيل ذلك.
مشاركة :