كيلو جرام واحد يساوي سبعة آلاف دولار!!

  • 2/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشاي، بمختلف أنواعه، يكاد ينافس القهوة في معظم دول العالم إن لم يكن فيها جميعاً، والمنافسة شديدة سواء من ناحية محبي شربه أو في تجارته العالمية، وكل شعبٍ أو بلدٍ له طريقته في صنعه ونكهاته وطريقة احتسائه، وأما في الصين، التي إذا ذُكر الشاي ذُكرت معه، فلا يزال المشروب الأول ولا ينافسه مشروبٌ آخر لدى الصينيين، وحيث إنه يعتبر من التقاليد الصينية العريقة وله تقاليد خاصة في طريقة شربه وتقديمه، إلاّ أن قصة اكتشافه هي واحدة رغم اختلاف الرواية وطريقة سردها. فوفقاً ل «الأسطورة التي ما زالت تُروى» فقد تم اكتشاف الشاي لأول مرة من قبل الإمبراطور الصيني وطبيب الأعشاب شين وانغ في سنة 2737 قبل الميلاد، وفي القصة يقال: إن الإمبراطور كان يحب أن يشرب ماءً مغلياً وذلك كون الغليان من شأنه جعل الماء نظيفاً ونقياً، وهذا ما كان يقدمه له الخادم دائماً، وفي يوم من الأيام وفي رحلةٍ للإمبراطور بموكبه إلى منطقةٍ بعيدة، توقف هو وجيشه للراحة وبدأ خادمه يغلي الماء له حتى سقطت ورقة شاي بريةٍ وميتة في الماء فتحول لونه إلى اللون البني، ولكن الخادم لم يلاحظ ذلك الاختلاف ولم يلاحظها أحد، فقدمه إلى الإمبراطور بحاله تلك فشربه من دون النظر إليه فوجد طعماً غريباً ومنعشاً جداً، ليكتشف مصدر الطعم واللون لاحقاً، ومن هنا كانت بداية الشاي أو كما يُطلق عليه بالصينية (تشا) في الوجود. الشاي عشبة طبية وفي حين أن الشاي في الماضي استخدم كعشبة طبية مفيدة للبقاء مستيقظاً، ولدى الصين أقدم سجلات شرب الشاي، فقد استخدمته أسرة هان الإمبراطورية (206 قبل الميلاد - 220م) كدواء وكمشروب سكر للمتعة في المناسبات الاجتماعية ليستمر بعد ذلك إلى أن أصبح مشروباً رئيسياً كل يوم للفرد الصيني كجزءٍ من ثقافته وتقاليده في المأكل والمشرب إلى درجة أنه أصبح يساوي بينه وبين الدم الذي يسري في العروق! قبل عدة قرون، كانت طبيعة المشروبات وأسلوب إعداد الشاي مختلفة تماماً عن الطريقة التي نعرف بها الشاي اليوم، فقد كان يتم تجهيز أوراق الشاي مضغوطة على شكل الكعك، وكان يسمى بشاي الطوب في قصر الهون الحجري فيتم إضافة الماء الساخن إلى أوراق الشاي المضغوطة على شكل كعك والمطحونة ويتم غليه في غلاية خزف وتقديمة كمشروب ساخن. وتتعدد أنواع الشاي باختلاف أماكن زراعته فهناك الأخضر والأحمر والأبيض والمعطر وغير ذلك، ولكن هناك نوعاً من الشاي يعد الأفضل على الإطلاق وهو بالتالي الأغلى ثمناً، يُطلق عليه اسم: (بو آر) ويصل سعر الكيلو جرام الواحد منه إلى نحو سبعة آلاف دولارٍ أمريكي وذلك حسب مدة تخزينه، فكلما كان معتّقاً لفترةٍ أطول ارتفع سعره. طريقة التحضير التقليدية عند الصينيين يخضع تحضير الشاي في الصين إلى عدة طرق دقيقة وخاصة كدرجة حرارة الماء كي لا تفقد الأوراق فوائدها وهي التي تم غسلها مسبقاً وكذلك حجم الفنجان المستخدم إضافةً إلى درجة لون الشاي داخل الإبريق، ودائماً يفضل الصيني استخدام أكوابٍ من الفخار لشرب الشاي. وتنتشر في أنحاء الصين متاجر ومحال الشاي المتخصصة والمشابهة لمقاهي القهوة ولكن بطاولاتها وأدواتها الخاصة بالشاي ولها عشاقها الذين يزورونها بغية الجلوس لمدةٍ طويلة يتحلقون فيها حول طاولة الشاي ومن ثم يبدأ تجاذب الأحاديث والتسامر لعدة ساعات يتخللها شرب الشاي الذي يُغسل ويُخمّر أمامهم على نفس الطاولة. شاي الكنوز الثمينة العجيب ومن بين تعدد أنواع الشاي الكثيرة، ستكتشف أن هناك أنواعاً لم تخطر على بالك من قبل، وذلك بسبب مكوناتها العجيبة، وأن تلك الأنواع قد أصبحت من تراث وثقافة بعض المناطق في الصين، ولا ينافسهم فيها غيرهم، بل أضحت من الأمور التي يجذبون بها السياح لمناطقهم، ومن أشهر تلك الأنواع (الشاي النفيس) أو شاي الكنوز الثمينة، وهو شاي مكون من ثمانية عناصر، والرقم ثمانية تم حديده للمعتقد الصيني التقليدي في هذا الرقم باعتباره من أرقام الحظ والفأل الحسن، وهو من منطقة نينغشيا شمال الصين، ويتفنن أهالي تلك المنطقة من المسلمين فيه وبكيفية صنعه، ولا تخلو مطاعمهم منه، وهو مكون من الشاي الأخضر والزبيب والتوت الصيني والتمر الصيني والجوز والسمسم وسكر النبات ووردة الروز كأهم عناصر ويضيف عليها البعض عناصر أخرى مثل جوزة الطيب والمشمش فيما ينقص منها البعض الآخر خصوصاً سكر النبات، ويعتبره مسلمو نينغشيا سرّاً من أسرار الصحة وهو مهم على موائد الغداء خصوصاً ويكون مهماً أكثر وجوده على موائد الإفطار لديهم خلال أيام شهر مضان المبارك، فيما يعتقد الصينيون عموماً بأن وصفة الشاي هذه هي من وصفة أول إمبراطورة أنثى في التاريخ الصيني (تسيشي) والتي ابتكرتها طلباً لطول العمر والجمال والشباب الدائم!

مشاركة :