خالد السليمان: لدينا وزراء لا يُعفيهم من مناصبهم إلا الموت

  • 10/24/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: انتقد الكاتب الصحفي المعروف خالد السليمان، أداء المؤسسات الحكومية وأداء بعض الوزارات والوزراء والأنظمة؛ مطالباً بتغيير الأنظمة؛ ومنها نظام الخدمة المدنية الذي وصفه بـالحاضن لبيئة الكسل. وقال السليمان، خلال استضافته في برنامج لقاء الجمعة، الذي يقدمه الزميل عبدالله المديفر، على قناة روتانا خليجية: في الواقع هناك بعض المؤسسات الحكومية تعرقل عمل المؤسسات الأخرى وغالبيتها منفصلة عن المواطن، ولا يوجد بينها تناغم، وهذا جزء من أسباب تعثر التطور. وضرب السليمان على ذلك أمثلة قائلاً: وزير الصحة يشكو من المالية في بعض الإجراءات، الإسكان تشكو عدم توفر الأراضي، وزير التعليم يشكو من عدم توفر أراضٍ لبناء المدارس، والأمانات لا تسهل معاملات هذه الوزارات. وأضاف: برغم أنه من المفترض أن تعمل كل التروس مع بعضها لإدارة العجلة؛ إلا أننا نرى أن كل ترس يدور وحده، وكل شخص ينفذ موضوعاً خاصاً به برغم أن الهدف النهائي خدمة المواطن والارتقاء بالبلد. وعن رأيه في الوزراء والمسؤولين، قال: يتعامل المسؤولون مع المواطن وكأنه غير موجود، أو كأنهم يتفضلون عليه ويمنون عليه؛ بينما يوبخ الملك عبدالله المسؤولين ويدعوهم لخدمة المواطن. وأضاف: المسؤول لا ينفذ على أرض الواقع، وهناك فوقية في التعامل مع المواطن، وعدم ثقة في المواطن، ويتعامل المسؤولون وفق مَثَلَ قديم يقول الشيوخ أبخص يتعاملون، وهذا المثل خاطئ؛ فالمواطن جزء من عملية البناء. وتحدث السليمان عن مجلس الشورى وقال: يُفترض أن يكون مجلس الشورى مجلساً رقابياً؛ لكن هذا لا يحدث، والإشكالية ليست في الأعضاء إنما في آلية العمل، تستجدي وزيراً للحضور، والوزراء يظللون بالمعلومات. وفيما يخص آلية اختيار المسؤولين للمناصب، قال: أشك أن تجد شخصاً يفهم آلية اختيار الأشخاص للمناصب.. لا نعرف الآلية. وامتدح السليمان أداء وزير التجارة قائلاً: وزارة التجارة كانت تفتقد الثقة وتعاني من موت سريري لاستعادة ثقة المجتمع؛ حيث كانت توصف بأنها في صف التجار، ثم بعد تعيين الوزير توفيق الربيعة، أعاد الثقة وانحاز للمواطن وفَعّل الأنظمة وحمى المستهلك وضمن حقوق المستهلك. وأضاف: يتضح أن الإشكالية تكمُن في عدم وجود عمل مؤسساتي، النجاح حالياً في الأشخاص، الحاصل كل وزير يحاول مسح آثار الوزير السابق، ويبدأ من الصفر؛ حيث لا يحاول استكمال ما بدأ به الوزراء السابقون، وهذا الوقت محسوب من عمر المواطن وعمر الدولة. وتَطَرّق السليمان إلى نظام الخدمة قائلاً: النظام أكل عليه الدهر وشرب، ويجب تغييره، الحاصل بيئة حاضنة للكسل، الفاشل يستمر في وظيفته، وهذا لا يشجع المنتج والأكفاء، ولا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وأضاف: كل أنظمتنا تحتاج إلى تحديث، هناك وزراء لا يعفيهم إلا الموت.. فلماذا؟ بعض الوزراء في مجالسهم يقولون: متى الله يفكنا من هذا المنصب والمسؤوليات الكبيرة؟، وهذا غير صحيح، وأرى ان المنصب أكبر من بعض المسؤولين. وأكد السليمان وجود كفاءات في الوطن تستطيع النجاح؛ مثل بعض المسؤولين حالياً؛ قائلاً: المهندس عادل فقيه كان أميناً لجدة، ثم وزيراً لـالعمل والصحة.. ألا توجد في البلد كفاءات؟. وتحدث السليمان عن أرقام الميزانيات الضخمة بقوله: أنا مواطن بسيط، ومن منظور المواطن البسيط الأرقام لم تعكس تحسناً في مستوى خدمته، أرقام الميزانية فلكية؛ ولكن إذا لم تنعكس بشكل مباشر على حياتي ومستقبل تعليم أبنائي ورصيف أمام منزلي؛ فهذه الأرقام خطأ؛ لأنني لم أستفد من هذه الطفرة الكبيرة، تعليم أبنائي تراجع، القطاع الصحي لا يوجد سرير؛ لذلك المواطن معيار قياس هذه الأرقام، وأداء المسؤولين، لا يمكن أن تكون نظرة مسؤول مرتبه 40 ألف ريال هي المقياس لما يعانيه مواطن يعيش على ألفي ريال يصرفها حافز. وقال السليمان: الملك ينظر للمواطن ويحذّر من التقاعس، والعكس لدى المسؤولين؛ فهل يرون أنفسهم أكبر من الملك؟ الحقيقة أنهم ليسوا أكبر من المواطن، فسيتقاعدون غداً، وهناك شخصيات رموز بقيت أسماؤها ووجاهتها بسبب نجاحها خلال فترة عملها؛ ولكن هناك مسؤولين لَحِقَتهم لعنات المواطنين نتيجة أنهم أهدروا ثروات الوطن وحقوق المواطنين. وأضاف: لنكن منصفين، لدينا خلل أيضاً في المجتمع؛ مثلاً بعض الوسوم على تويتر، كلها تطالب الحكومة بالتوظيف وهذا خطأ، الدولة مسؤولة عن وضع سياسيات التوظيف وتشريعها، وليست معنية بتوظيف الجميع. وتحدث السليمان عن القطاع الخاص بالقول: لدينا سعودة وهمية، القطاع الخاص قطاع جشعي، الدول الأخرى تستقبل عمالة مدرّبة؛ فلدينا 80% من العمالة أمية وجاهلة، الميزة الرخص وقدرة العامل على العمل لساعات أطول. وتطرّق السليمان لإشكالية الإسكان قائلاً: هل هناك جدية لحل مشكلة الإسكان؟ لماذا لا تحل الإشكاليات التي تعترض عمل الوزارة؛ وخاصة في موضوع الأراضي. وأكد السليمان أن أكبر أعداء الوطن حالياً هو الفساد؛ مشيراً إلى أننا لم نخسر المعركة؛ ولكن نحن في حالة انهزام. وقال: نزاهة بدأت بالتوعد وانتهت بالتوعية، الفساد له نفوذ كبير بالدولة، من يخلط البنزين مع المويه نشهر فيه، ورموز بالفساد تسرق مليارات ولا يُشَهّر بها. وأضاف: المواطن جزء من المنظومة ومسببات الإشكالية، تجده يبحث عن الواسطة، ويلجأ للرشوة لإنجاز بعض الأمور وهذا خطأ، كما أن البيروقراطية لها دور في خلق بيئة الفساد. وتَطَرّق السليمان إلى تفسيرات بعض الوزرات للأوامر الملكية؛ ومنها حافز، وتكفل الدولة برسوم مراجعة المعاقين لمراكز التأهلية قائلاً: بعض المسؤولين محترفون في الاستفزاز، الشؤون الاجتماعية تقول إن الأمر يخص التأهيل؛ بينما الجميع يعرف أن التأهيل هو العلاج، موضوع حافز لم تحدد في الأمر ضوابط، ووجدنا تضييقاً كبيراً. وقال: المسؤول يتوقع أن مهمته التوفير على الدولة؛ كأنه يصرف من مخباته، كثير من الأوامر ضيّقها المسؤولون، يؤسفني أن أصف الشؤون الاجتماعية بالاستفزازية؛ ولكن هذا يحدث. وبخصوص التضييق قال: مثلاً الملك في جلسة متلفزة وجّه بـ500 متر لسكن المواطن، ويأتي وزير المالية ويقول 400 متر، هل أنت يا الوزير تسكن في بيت 400 متر. وتحدث السليمان عن تعثر مشاريع الإسكان؛ مطالباً الوزارة بالاستفادة من تجربة مؤسسة الأمير الوليد الخيرية التي أنجزت وسلّمت مشاريع خيرية كثيرة.. تجربة الإسكان الحالية ليست ناجحة، ولن تنجح، بعد أعوام ستزداد الحاجة للوحدات السكنية، والوزارة لم تؤمن حالياً 10% من الاحتياج. وعن قيادة المرأة للسيارة قال: رأيي الشخصي: لا بد أن يأتي يوم وتقود السيارة؛ ولكن أنا لا أؤيد مخالفة القانون في سبيل الحصول على الحق. ونفى السليمان توجيهه لكتابة مقال صحفي معين في عهد الدكتور هاشم رئيس تحرير عكاظ؛ مبيناً أنه حدث في وقت سابق في مواضيع وطنية؛ لتحفيز الجانب الوطني؛ مثل الحرب على الحوثيين قبل سنوات. وانتقد السليمان عدم اطلاع الكتّاب على ما يدور في الجانب السياسي قائلاً: مع الأسف نحن نعيش في عزلة، الكاتب أحد صناع الرأي، على سبيل المثال أيام الحرب ضد الإرهاب، كان الأمير نايف -رحمة الله عليه- يدعو الكتاب ورؤساء التحرير، ويعرضون أدق التفاصيل علينا؛ لكي نكتب على دراية؛ أما الحاصل الآن فنحن لا نعرف حتى السياسة الخارجية! إحنا وين ورايحين إلى أين؟ نضطر لقراءة كتّاب خارجيين لمعرفة توجهاتنا، نعتمد على اجتهاد شخصي. وأضاف: بالنسبة لي لم ألتقِ وزير الخارجية أو بأحد من وزارة الخارجية؛ بينما أجد كاتباً فلسطينياً يقيم في لندن يتصل بوزير الخارجية ويأخذ رأيه حول موقف المملكة! وهذا يستفزنا. وانتقد السليمان ما يحدث في الإعلام الرياضي قائلاً: الخصومة في الوسط الرياضي تجاوزت الفجور إلى العهر، فقبل سنوات لم نكن قد وصلنا إلى هذه المرحلة التي أدخلنا فيها الدين والوطنية؛ فحتى رؤساء الأندية الذين من المفترض أن يحاربوا التعصب، ركبوا الموجة، لا أدري هل هناك تعمّد للسماح بما يحدث لإشغال المجتمع. وعن مقاله عن الأمير عبدالعزيز بن فهد، الذي يتردد أنه اختفى قال: المقال موجود ولم يختف؛ ولكن الصحيفة بعد فترة من الزمن تتجدول مقالاتها ولا تظهر في الموقع، والمقال كتبته عندما تزوّج الأمير، ولا أعرفه؛ حيث لم ألتقِه سوى لقاء عابر في مقهى في باريس. وأضاف: في المقال تحدثت عن حفل الزواج الذي لم يحدث مثله، ولم يتكرر من كثرة الزحام، وكنت قبلها قد أرسلت له بعض الحالات الإنسانية وتجاوب معها؛ فأحببت أن يكون المقال نوعاً من التقدير، وأؤكد أنني لم أستفد من المقال شيئاً، وأتحدى من يُثبت العكس.

مشاركة :