خال يروي قصته: هذه حكايتي مع البطاطس وسر دخولي العناية 6 مرات!

  • 2/16/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب والروائي السعودي عبده خال: إن القرية هي التي قدّمته للآخرين في بداية كتاباته، وهي بمثابة البئر التي يستقي منها عوالم الدهشة؛ مُرجعاً الفضل لنادي جازان الأدبي من خلال الأديب عمر طاهر زيلع الذي دفعه للأمام ككاتب قصة في الثمانينيات عبر إنتاجه الأول "حوار على بوابة الأرض". وأضاف، خلال اللقاء الذي أقامه نادي جازان الأدبي معه للحديث عن تجربته الروائية والأدبية، وأدار الحوار الدكتور حمود أبو طالب خال: "أجد في حكايات القرية مادة غزيرة، وكلما أتحدث مع بعض أصدقائي العرب والأوربيين عن قصص القرية تنتابهم الدهشة، وكل شخص في هذه المنطقة هو مشروع رواية؛ لأن البيئة هي السر الداخلي للإنسان والإبداع، وأسأل الله أن يكتب لي العمر لكي أكتب بعض الشخصيات التي سكنتني في هذه المنطقة". وتابع: "الرواية هي تاريخ الناس، والمجتمع بحاجة إلى كاتب يسرد حياة الناس"؛ مؤكداً أن الكاتب لا يمكن أن يبوح بسر الكتابة؛ لأن ذلك يكون كمن يقطع إصبعه"؛ مؤكداً أن الأسطورة هي المفتاح الأساسي والمصدر الأول، ومن أهم الجوانب التي أثرت حياته، واستطاع من خلال الأسطورة فتح الكثير من النوافذ في تجربته. وقال: "كنت الابن الأصغر لوالدتي، وأحضر مجلس الحكايات الذي يبدأ في المساء للحديث عن الحكاية الشعبية، كنت أستمع إلى كل هؤلاء، وكنت في طفولتي مغرماً بتلك القصص التي شكّلت حياتي لاحقاً؛ مستشهداً بمقولة الكاتب العالمي ماركيز "الطفولة هي البئر الوحيدة التي تعطي الكاتب الزخم الزائد". وأردف: "لا يستطيع أي كاتب أن يعطيكم سر الكتابة، كل كاتب له بصمة مختلفة كالإبهام، الكتابة تتحرك بين شخصيات مختلفة ومتناقضة، وكل شخصية لها مزاجها وقبولها؛ فيكف تجتمع 6 شخصيات في كاتب واحد؟ هذه عظمة الكتابة الروائية". وتحدّث "خال" عن حالة التعب المعنوي والألم النفسي أثناء الكتابة؛ مؤكداً أنه أُدخل العناية المركزة عدة مرات، وبعد الكشوفات والفحوصات لم يكتشفوا المرض؛ مرجّحاً أن يكون ذلك وجع الكتابة. واستكمل: "عُرض عليّ أكثر من مرة تحويل بعض رواياتي إلى أفلام سينمائية؛ ولكنني أشعر بأن هناك ضعفاً في القدرة الإنتاجية والفنية"؛ مستذكراً بعض قصص الطفولة في مدينة جدة عندما كان يبيع البطاطس ولم يجد أحداً يشتري منه؛ فقادته المخيلة إلى فتح مسرح في ذلك الوقت! وطالَبَ الأديب عمر طاهر زيلع، أن يتبنى نادي جازان الأدبي بالشراكة مع جامعة جازان، عقد ندوة عن إنتاج الكاتب عبده خال لمدة ثلاثة أيام، ويتم خلالها تقديم الدراسات المنهجية وعمل دراسات علمية في الجامعات لهؤلاء المبدعين. وتحدث الدكتور حسن حجاب عن تجدد التجربة واللغة المتفردة وتنوع الإبداع الروائي والقصصي عند عبده خال؛ حيث كتب الرواية والقصة القصيرة في الثمانينيات في وقت كان فيه كبار كتاب القصة في المملكة، وأثبت حضوره، وله تجربة متميزة في الأدب السعودي. وقال الدكتور مجدي خواجي: "المتأمل في روايات عبده خال؛ يجد أن هواجس الموت والحزن كثيراً ما تسيطر على أحداثها ومضامينها، وعندما نستبطن تلك الهواجس وندقق في معانيها؛ نجد أن الخوف هو العامل المشترك بينها والمحفز الحقيقي لها؛ ولهذا توالت مظاهر الخوف في روايات عبده خال جميعها؛ فهو روائي يمسك بسكين حادّ ليستأصل أوراماً بشرية تكتلت في حياتنا المعاصرة". واستشهد "الخواجي" بحديث الراحل غازي القصيبي، بعد أن قرأ رواية "الموت يمر من هنا" لعبده خال، وأطلق مقولته المشهورة "أبعدوا عني هذا الموهوب".

مشاركة :