الهلال سيدافع بكل لاعبيه ويستفز لاعبي سيدني ويضرب بالمرتدات

  • 10/25/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

..المتتبعون و المحللون دوما يهمشون المشاعر و الأمنيات ..لا يتعاملون سوى مع الملعب و ما قد يتوقع أن يحدث في ملعب المباراة ..يؤمنون بالقتالية لكنهم يصنفون هذه القتالية أن نصفها إنضباط و صرامة و مثابرة و تضحية..و ما يسمونه بالتركيز ..و النصف الآخر يكمن في الرغبة و الإصرار ..و التحدي ..و هذه الكلمات الأخيرة لا وجود لها في المصطلحات العلمية لكرة القدم بل تكمن في الوجدان و المشاعر و الأحاسيس... و سنتوقف قليلا مع نهائي كأس أبطال آسيا في سيدني ..و سنحاول النبش في المفكرة التقنية و التكتيكية لمدرب الهلال - ريجيكامب - و سنجد أنه يدون أنها المباراة التي تسمى - صرخة الصدى - هذا الصدى الذي سيدوي في الرياض أكثر قوة ضمن إسترجاع الصوت ..أي أنها رغم تفردها بخصوصيتها ترتبط ارتباطا مطلقا بشقيقتها مباراة الرياض ..و سنجد أن - ريجي - يدون أنه يرغب جادا في حسم الأمور في سيدني ..و لكن كيف ..هل يفكر في الفوز ..هل يفكر في التعادل ..أم في الخروج بأقل و أصغر الخسائر ..و قد يفكر في هذا المعطى جميعا ..أي أنه سيحاول أن يفوز و سيقاتل كي لا يخسر و إذا عاندته الظروف يكون الأمر هينا قابلا للتجاوز بمراحل في الرياض .. غير أن منطق التحليل - و يقولون أن كرة القدم لا تخضع لمنطق - يجذبنا إلى ضرورة الإقفال في كل الحالات الثلاث المطروحة ..أي أن الأولوية في المواجهة أن يلتجئ الهلال إلى اللعب الدفاعي ..بمعنى أن الكل يمارس الدفاع ابتداء من الحارس و من ديغاو إلى ناصر الشمراني ..لا بد للجميع أن يخدم هذه المنظومة ..و لكن ..لا يمكن أن تنجح في درء الضغط كل الضغط الذي يمارسه الخصم من دون أسلحة أخرى مصاحبة و هي ..المباغتة و الإرتداد الهجومي السريع ..و التركيز بدقة على الكرات المتوقفة كلها ..سواء ضربات الخطأ المباشرة و غير المباشرة ..أو الركنيات و الزوايا ..بل حتى رميات التماس و تحريك الكرة نحو مساحات الخصم ..بل و استفزازه تقنيا لدفعه للإستعجال و ارتكاب أخطاء ..و لا توجد مباراة من دون أخطاء ..و الأهم قبل المهم استغلال هذه الأخطاء أو واحدة على الأقل ..فكثيرا ما يكون هدفا ..وحيدا يتيما..قاتلا و ضربة قاضية ..و لعل الجميع يتذكر رد فعل الهدف الذي سجله الشمراني في العين ..بعده أعلن مدرب العين دخوله في نفق المعاناة و صرح النجم الإماراتي عموري أن هذا الهدف أنهى كل شئ .. و إذا حاولنا توقع الشاكلة و هي الإقفال الدفاعي ..فما هي الأدوات البشرية التي سيعتمدها - ريجي - لتنفيذ ذلك ..؟ و أعرف أن تشكيلة الهلال أصبحت محفوظة عن ظهر قلب لدى الجميع ..لكن التقليب في خصوصيتها و البحث في متغيراتها التكتيكية هي التي يصعب على الكثير استنتاجها ..و هي مفتاح و سلاح ريجي في المباراة ..كأن نتساءل مثلا ..على سيلعب الهلال بمحورين كالعادة بسعود كريري و بينتلي لهدم و المشاغبة على بناءات الخصم الهجومية من الوسط ..أم سيضيف لاعبا محورا آخر من أجل الإقفال على كل المناورات ..و من دون أن نتعب كثيرا سنجد أن سلمان الفرج هو رجل المهمة ..و قد يكون محور الانطلاقات المباغثة ..على أن نواف العابد يمكنه القيام بهذه المهمة أيضا ..دفاعيا هو ناجح تماما وأكثر من هذا أنه ينطلق بسرعة في الخانات المنسية فإما يسدد أو يمرر كرات كالسم في العسل .. ..و لماذا نذهب بعيدا ..سيتواجد سلمان الفرج و سيتواجد نواف العابد معا و يتناوبان على الوسط و الأطراف ..إلا أنه في هذه الحالة سيضطر المدرب لتأجيل دخول سالم الدوسري ..إذ لا مفر من وجود تياغو نيفيز في وسط الميدان المتقدم أمامه مباشرة مهاجما وحيدا هو ناصر الشمراني .. ..أما الخط الدفاعي الرباعي ضمن هذه المنظومة ..فسيكون عالي الإنضباط ..من دون زيادات أو < فلسفة > الكرة التي لابد أن تبعد ..تبعد ..و الكرات المطلوبة للتشتيت ..تشتت..و يتشكل كما يعرف الجميع من ..ياسر الشهراني في اليمين و عبد الله الزوري في اليسار و كواك و ديغاو في متوسط الدفاع و طبعا الحراسة الشاب النجم عبد الله السديري.. ..و لعل من أهم نجاح شروط النهج الدفاعي أن يمارس بأقل الأخطاء ..فما أصعب على فريق بكامل عدده أن يدافع طيلة 90 دقيقة من دون أن يتعرض لاعبوه للحظات يهرب فيها التركيز ..أو للإجهاد أو لا يرتكب أخطاء - ميكانيكية - تتكرر فتتحول إلى خطر محدق ..ما أصعب ..و بالمقابل ما أفضل و لا أروع أن يسجل الهلال هدفا في سيدني يحسب له مضاعفا و يسهل له الطريق إلى اللقب في مجمله .. إن الهلال زعيم آسيا و هو الآن عائد بعد استراحة محارب ..و يهمه جدا ..جدا ..أن يعانق اللقب ..لكن المدرب الروماني الشاب يراهن على هذا التحدي أكثر لأنه جديد على منطقة الخليج و جديد على المنافسة الآسيوية و أكثر من هذا و ذاك أنه متأكد أن عيون أزول المكسيكي و ريال مدريد ستشاهد المباراة بل المباراتين ..و أن كبار مدربي العالم بل العالم كله يشتاق للتعرف على هذا الخصم العنيد في الموندياليتو بالرباط ..و يعرف أن هذا الإهتمام فرصة لا تقدر بثمن و لن يحصل عليها بهذه العالمية لو بقي في رومانيا وقتا طويلا ..طويلا جدا ..لذلك فالمدرب - ريجي - هو أيضا يلح بإصرار لتخطي هذه المرحلة الأخيرة الشائكة ..و يندمج كليا مع رغبة الزعماء .. بالتوفيق إن شاء الله للعملاق الأزرق ..

مشاركة :