أبوظبي: إيمان سرور أكد عدد من التربويين والاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس أن إحضار الطلبة لهواتفهم النقالة إلى مدارسهم له آثار سلبية عدة، منها تشتيت ذهن الطالب داخل الصف وضعف الفهم والاستيعاب أثناء الحصة الدراسية، ويزيد من اعتماده على الآخرين، وإبعاده عن التركيز.قال التربويون إن الهواتف النقالة اقتحمت حياتنا بشكل مبالغ فيه، ولم يعد وجودها مقتصراً على البيت، أو مكان العمل، لكنها وصلت إلى المدارس والجامعات، فأصبح أصغر طالب يذهب إلى المدرسة، وهو يحمل هاتفاً نقالاً في يده من احدث ما جادت به التقنية، وأصبحت ساحات المدارس أماكن لعرض أجهزة الطلاب، والتباهي بأنواعها.وأشارت ثريا السلومي - اختصاصية اجتماعية - إلى أنه، وعلى الرغم من القرارات الحازمة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لمنع وصول هذه الأجهزة إلى المدارس، لم يعد هناك أي قرارات تصلح لردع الطلبة عن أخذ هواتفهم النقالة معهم، بمباركة أولياء أمورهم الذين يعلمون تماماً بأن أبناءهم يخالفون التعليمات المدرسية، ويرون مبررات لذلك. وقال محمد وهبي - معلم رياضيات - إن الطلبة الذين تعودوا على استخدام الهواتف النقالة يعانون التشتت الذهني وضعف الفهم والاستيعاب خلال الحصة الدراسية، وهذا يؤدي إلى ضعف تحصيلهم الدراسي، مشيراً إلى أنه ينبغي تكاتف الجهود للعمل على تغذية عقول الطلبة بالمفيد، وتنمية الرقابة الأسرية لأنهما الحل الوحيد لحماية الطالب من هذه الظاهرة.وقال عمر عبدالعزيز - وكيل مدرسة ثانوية - إن العديد من المدارس فكرت في حل لمشكلة حمل الطلاب لهواتفهم النقالة للمدرسة، والبعض منهم لم يستجب عندما طلبنا منهم إغلاقها عند دخول الحصة، وأصبح الهاتف يشكل مصدراً للإزعاج داخل الصف للمعلم وللطالب، برنات رسائله النصية التي تشتت الانتباه، لافتاً إلى أن إدارة المدرسة لجأت إلى حل آخر يتمثل في تخصيص خزائن مرقمة للطلاب يضعون فيها أغراضهم عند دخولهم للمدرسة في الصباح، وإعطاء كل طالب مفتاحاً، ولكي يتمكن من وضع هاتفه النقال وأي أغراض تخصه في تلك الخزائن الجدارية، كما أننا بهذه الطريقة أنهينا مشكلة أخرى وهي سرقة الهواتف النقالة وفقدانها.وقالت رضية المحيربي - مديرة مدرسة ثانوية - إنها منحت الطالبات الفرصة لاستخدام هواتفهن أثناء الفسحة فقط، ثم يتم أخذها منهن وإيداعها في خزانة المدرسة حتى نهاية الدوام، مشيرة إلى أنه بذلك لا تشعر الطالبة بأنها مطاردة من إدارة المدرسة، وتضطر إلى خلق الحيل لمخالفة التعليمات. وقالت موزة الكثيري - مديرة مدرسة - إن إدخال الهواتف النقالة إلى المدارس غالباً ما يتسبب بمشاكل نحن في غنى عنها، حيث تلجأ بعض الطالبات إلى تصوير معلماتهن من دون علمهن، أو تصوير بعض الظواهر التي تحدث في المدرسة من مشاجرات، وتبادل الرسائل النصية، والصوتية، والمقاطع الحركية المنافية للأخلاق وعادات المجتمع التي تؤدي إلى الانحراف الأخلاقي، علاوة على أن الهواتف النقالة تؤثر في الصحة نتيجة الذبذبات والموجات الصوتية الصادرة عنها، خاصة أن معظم الطالبات يلجأن إلى إخفاء هواتفهن في صدورهن، وهذا قد يؤدي لا سمح الله، إلى إصابتهن بأمراض خطيرة.وأشارت مهرة المهيري أخصائية اجتماعية، إلى أن حمل الطلبة للهواتف النقالة إلى المدرسة قد يؤدي بهم إلى ممارسة سلوكات غير لائقة تربوياً واجتماعياً، تسبب في ضياع مستقبلهم التعليمي، محذرة أولياء الأمور من فرط التدليل لأبنائهم، مشيرة إلى أن تلبية رغبات الأبناء في الأمور السلبية لا يعبر عن إظهار الحب لهم. وقالت رضوة عبدالمحسن - أخصائية اجتماعية في مدرسة ابتدائية - إنه في وقتنا الحالي قليلاً ما نجد من لا يمتلك هاتفاً نقالاً، فقد أصبح حتى الأطفال يمتلكون تلك الهواتف، وبتشجيع من ذويهم، واصبحوا يتباهون بها في مدارسهم أمام زملائهم ومعلميهم.وقال شاكر عبدالمنعم معلم تربية إسلامية إن استخدام الطالب للهاتف النقال داخل الصف يعيق المعلم عن التسلسل في شرح الدرس، نظراً لما يصدره الهاتف من نغمات مزعجة تشتت ذهنه وأذهان الطلاب، وتعرقلهم عن المشاركة الصفية.ويرى خالد نصار- معلم فيزياء - أن من الضروري التعامل مع الطلاب المخالفين من خلال توجيه النصح لهم، وإذا لم يستجيبوا يتم تحويلهم إلى الاختصاصي الاجتماعي ليسجل مخالفتهم، وإذا تكررت يحجز الهاتف حتى استدعاء ولي الأمر.وأكد خالد الحوسني اختصاصي اجتماعي أن بعض المدارس تسمح لطلبة من ذوي الإعاقة، أو الأمراض المزمنة باستخدام الهاتف النقال، حسب إعاقة كل واحد منهم
مشاركة :