حذرت دراسة طبية حديثة، من الإفراط في تناول الأطعمة المُعالجة، والتي تمثل خطورةً بالغةً على الصحة العامة، وتزيد من نِسب الإصابة بالسرطان، مقارنة بغيرها الطبيعية. وتقول الدراسة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية "BMJ" إن من يقرأون النتائج سيفكرون مليًّا قبل الإقدام على تناولها، مشيرة إلى أنّ الباحثين أكدوا أن الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة المُعالجة هم أكثر عرضة لأمراض السرطان. وتتكوّن هذه الأطعمة من بعض المكونات الضارة للصحة، وهي تتراوح بين الحلوى التي تحول لسانك إلى اللون الأزرق والحساء المعلّب المليء بالنكهات الاصطناعية وغيرها من المواد الضارّة. ويندرج تحت قائمة الأطعمة المصنعة أيضًا "اللحوم المصنعة، والقهوة المخلوطة، الهوت دوج، والصودا" بسبب ما تحتويه مثل هذه الأطعمة المعالجة على كميات أكبر بكثير من السعرات الحرارية، والصوديوم، والسكر. وحلل الباحثون سجلات غذائية على مدى 24 ساعة لحوالي مائة وخمسة آلاف شخص بالغ في فرنسا، وسجل الأفراد ما تناولوه من قائمة تتضمن 3,300 مادة غذائية صُنّفت حسب مدى مُعالجتها باستخدام نظام يُدعى "NOVA". وتوصل الباحثون إلى أنَّ زيادة كمية الأطعمة المُعالجة بشكل فائق بنسبة 10 % ارتبط مع زيادة خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام وسرطان الثديّ بنسبة تزيد عن 10 %. وقالت المؤلفة المشاركة في البحث، ماتيلد توفيير: "تُعتبر النتائج مفاجئة لحد كبير"، وأوضحت المديرة الاستراتيجية لعلم وبائيات التغذية في جمعية السرطان الأمريكية، مارجي ماكولوغ، أنَّ "المغزى الرئيسي للدراسة هو النظر إلى نمط الغذاء بشكل عام بدلاً من مكونٍ معين.". وشرحت ماكولوغ مثالًا للتوضيح قائلة إنَّ الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة المُعالجة بشكل فائق يتناولون كميات أقل من الأطعمة الصحية التي تساعد على الوقاية من السرطان. وتحتل الأطعمة المُعالجة بشكل فائق جزءًا متناميًا من الأنظمة الغذائية حول العالم، إذ كشفت دراسة في العام 2016 أن نسبة 60 % من السعرات الحرارية في النظام الغذائي الأمريكي العادي تأتي من هذا النوع من الأطعمة. ووجدت دراسة أيضًا في العام 2017 أن هذه الأطعمة تشكّل نسبة 50 % من النظام الغذائي الكندي وأكثر من نصف النظام الغذائي في المملكة المتحدة. وتتجه العديد من الدول النامية أيضًا بذلك الطريق. ونصحت بضرورة الاعتماد على نظام غذائي متوازن ومتنوع؛ إذ قالت: "تناول طعامًا حقيقيًا وحاول الحدّ من الأطعمة المُعالجة بشكل فائق،" وأضافت: "على الأقل حتى نعرف المزيد عن ذلك."