قررت الكاتبة البريطانية كاميلا شامسي تحدي عالم الكتب، بنشر كتب للنساء فقط في عام 2018، لمواجهة ما ترى أنه ظلم للمرأة في عالم الأدب. وأفاد موقع «بي بي سي» العربي، دعوة شامسي لم يلبها سوى ناشر واحد في مدينة شيفيلد الإنكليزية، وهو دار «آند أذر ستوريز». خرجت شامسي بدعوتها قبل 3 سنوات، قائلة: «لا بد من حملة لمواجهة مشكلة غياب التوازن» في عالم النشر. واقترحت أن يكون عام 2018 هو عام الحملة، لمناسبة مرور قرن كامل على منح النساء في بريطانيا حق التصويت لمن هن فوق الـ30. وأشارت شامسي إلى أن النساء لا يتمتعن بالإنصاف في مجال النشر، ولا في مراجعات الكتب، ولا حتى في الوظائف المرموقة في عالم النشر. وتوقعت أن تؤدي الحملة إلى بروز المرأة في صفحات مراجعات الكتب، وفي المدونات، وفي نوافذ دور النشر، والقوائم القصيرة للجوائز. ولكن رد فعل الناشرين لم يكن مشجعاً. فلم يستجب لدعوتها إلا ستيفان توبلر، مؤسس دار «آند أذر ستوريز»، وهي دار النشر التي تنشر كتباً بالإنكليزية وكتباً مترجمة. ونشرت الدار من قبل رواية فائزة بجائزة بوكر عام 2012 كتبتها ديبرا ليفي، ساعدت كثيراً على شهرة الدار. ويقول توبلر إن عدم إنصاف المرأة يظهر أكثر في عالم الروايات المترجمة، إذ لا تمثل المرأة سوى 30 في المئة فقط، ويرجع ذلك إلى قلة عدد النساء اللواتي يحظين بالدعم في بعض البلدان التي تكتب فيها تلك الكتب. وتطبع دار «آند أذر ستوريز» 12 كتاباً كل عام من مكتب في مدينة شيفيلد، بعد انتقالها من لندن عام 2017. ونشرت الدار تلبية للحملة كتابين بالفعل في أول شهرين من عام 2018. أولهما مجموعة قصص لم يسبق نشرها للكاتبة آن كوين، ثم ترجمة للكاتبة السويسرية فلير ياغي. وهناك قائمة لكاتبات أخريات ستنشر تباعاً. وتقول الإحصاءات إن نسبة المرشحين لجائزة بوكر الأدبية المرموقة في بريطانيا من الرجال بلغت 57 في المئة خلال السنوات العشر الماضية، بينما كانت نسبة النساء في «جوائز كوستا بوك» 61 في المئة خلال تلك الفترة. ولا يقتصر عدم إنصاف المرأة على المؤلفات فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى الشخصيات في الروايات، التي يهيمن عليها الرجال.
مشاركة :