كل لغات العالم إذا ما راودها الشعر تصير أجنحة ضوئية تُمَوْسقُ الحواس على وتر الحلم، وأن بالشعر يولد الكون متجددا بالاستعارات. منذ ليلة ليلة الشعر الأولى في المعرض الدولي للكتاب، جذب الشعراء انتباه جمهور الحاضرين، الذين كانوا شغوفين بسماع الشعراء ومن بين الذين اثروا في الجمهور إلى جانب مريم حيدري وحرز الله بوزيد كان الشاعر العماني حسن المطروشي. وفي تصريح لـ”العرب” أكد الكاتب الناقد المغربي عبدالله الموساوي، أن من الشعر ما لا يتسع الجلوس مع صاحبه لليلة شعرية واحدة، فالليلة قد لا تكون سوى بداية للجلوس إلى الشعر والشاعر لليال طوال، خصوصا إذا كان الشاعر ابن بيئته، كما يقول النقاد، لأنه هو الوحيد الذي يحمل مفاتيح أسرار قصائده، وهو الذي يعرف مداخل الولوج إلى عمقها. وأضاف “أما نحن جمهور المتلقين، فلسنا سوى محاولين لفهم بعض من تلك الأسرار، أسرار الشاعر الذي أسس عليها بناء شعره”. إن اللغة الشعرية عند الشاعر المطروشي لها حمولتها المعرفية والإنسانية التي تجعل المتلقي ينشد إليها صاغيا لنبض العقل في عمق نفسه الذي يستهدفه الشاعر بشعريته المختلفة محاولا التأثير فيه، خاصة في عمقه النفسي. ويعلق الموساوي مشيدا بتجربة دار الشعر في المغرب التي كان وسيكون لها الفضل الكبير في التعريف بالشاعرات والشعراء المغاربة، الذين بدا لهم حضور أكبر وأكثر في الساحة الشعرية المغربية، العربية والدولية. وشارك في الليلة الثانية من “ليالي الشعر”، الثلاثاء 13 فبراير، بوزيد حرزالله من الجزائر ومريم حيدري من إيران وغاي بنيت من الولايات المتحدة الأميركية وأحمد عصيد من المغرب، وسيّرها أحمد الحريشي من المغرب أيضا، بمرافقة سهام المكاوي على البيانو. وسيّرت الجلسة الثالثة إكرام عبدي من المغرب، حيث قدّم فيها الفنانان جبريل بناني وطارق بنعلي عزفا على الكمان، بمشاركة الشعراء غياث المدهون من فلسطين، ومحمد بودويك وصفاء السجلماسي الإدريسي وسامح درويش من المغرب.
مشاركة :