رَصد رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي مكافأةً للمواطنين، حثاً لهم على قتل متمردين شيوعيين، بعد أيامٍ من التهديد بإطلاق النار على المتمردات وإصابة أعضائهن التناسلية لجعلهن عديمات الجدوى. ودعا دوتيرتي -الذي أصبحت تصريحاته المثيرة للجدل روتيناً منتظماً- شعب اللوماد في جنوب الفلبين لإطلاق النار على أعضاء جيش الشعب الجديد، الذي يُعد أطول التمردات الشيوعية عُمراً، بحسب ما نقلته صحيفة البريطانية. وأعلن دوتيرتي في خطابٍ له، الثلاثاء 13 فبراير/شباط، نشر القصر الرئاسي بعض المقتطفات منه لاحقاً: "رصدت مكافأةً مبدئية... قدرها 25 ألف بيزو (نحو 478 دولاراً). إذا كنتَ تبذل كل جهدك لتزحف عبر الغابات، فبالتأكيد يمكنك إطلاق النار على واحدٍ منهم على الأقل، وإذا كان بإمكانك إصابة طائرٍ يطير فوقك، فكم من أعضاء جيش الشعب الجديد يمتلكون رؤوساً حجمها أكبر من الطير". وأضاف: "كنتُ أحسب إذا استمر ذلك الصراع لأربع سنوات... وجدتُ أنَّ التكلفة ستكون باهظة، فهي حرب. وإذا دفعتُ 25 ألف بيزو لكل شخص منهم، فإنني سأوفر بذلك نحو 47%".تهديده للنساء المتمردات وفي خطابه للقوات بالعاصمة مانيلا، الأسبوع الماضي، وجَّه الرئيس حديثه للمنضمات لجيش الشعب الجديد، الذي هدد قائده مؤخراً بقتل 5 جنود في اليوم إذا لم تعُد الحكومة إلى مفاوضات السلام المتوقفة منذ زمن. وأمام 200 جندي شيوعي سابق في مدينة مالاجانانغ، أصدر الرئيس الفلبيني أوامره للجنود بالتعامل مع "المتمردات"، وقال "هناك أمر جديد قادم من رئيس البلدية، نحن لن نقتلكنَّ، سوف نطلق النار فقط بين أفخاذكن.. إنه بدون هذا تكون المرأة عديمة الجدوى"، وفق ما ذكرت صحيفة البريطانية. وهاجمت منظمات حقوق الإنسان تصريحاته فوراً، إذ قال كارلوس كوند الباحث الفلبيني بمنظمة حقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش: "رصد دوتيرتي مكافأةً لقتل المتمردين الشيوعيين يشجع على جرائم الحرب، كقتل المقاتلين المستسلمين أو الجرحى، أو المدنيين المحميين من الهجوم. تصريحات دوتيرتي تجعل فكرة فعل القوات الحكومية أي شيءٍ لهزيمة أعدائها أمراً مقبولاً، بما في ذلك جرائم الإعدام دون محاكمات وكذلك العنف الجنسي". وتباهى دوتيرتي علانيةً بعلاقاته النسائية تعاديه للفياغرا، وعبر مازحاً عن أسفه لغيابه عن حادثة الاغتصاب الجماعي، التي تعرَّضت لها مبشرةٌ أسترالية عام 1989. قتلت الشرطة نحو 3800 شخص منذ انتخاب دوتيرتي عام 2016، هذا بخلاف الآلاف الذين قتلهم أفراد مجهولو الهوية بالتعاون مع الشرطة. واعترف علانيةً بمشاركته في الماضي مع الشرطة، في قتل بعض المشتبه بهم عندما كان عمدةً لمدينة دافاو الجنوبية. ويواجه دوتيرتي تحقيقاتٍ أولية تجريها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، الأمر الذي رد عليه بتحدٍّ وغضب. إذ قال: "هناك (مسلمون) من الروهينغا (في بورما) يُذبحون، ولكن المحكمة اختارت فقط اتهامي أنا. حسناً، أنتم من سعيتم لذلك، فلتكن هناك محاكمة، وسأقوم باستجوابكم كذلك". وبالسؤال عن مدى جدية دوتيرتي في تهديده بشأن استهداف أعضاء المتمردات، صرَّح هاري روك المتحدث الرسمي باسمه: "سأقول هذا مراراً وتكراراً، لا تأخذوا تصريحات الرئيس حرفياً، ولكن خذوها بجدية".
مشاركة :