المسؤولية الاجتماعية بين المعرض والواقع - يوسف القبلان

  • 10/25/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

زرت معرض المسؤولية الاجتماعية الثالث الذي افتتحه رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز ونظمه المجلس بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض. زرت هذا المعرض يدفعني الشعور بأهمية هذا النشاط المتنامي في مفاهيمه وتطبيقاته. ومنجذباً بشعارات جميلة رفعتها بعض المؤسسات المشاركة مثل: ( مهما كانت اختلافاتنا، حب الوطن يجمعنا) و (معاً نمكن المجتمع لمستقبل مزهر). هذه الفعالية لم تكن معرضاً فقط بل تضمن محاضرات ودورات تدريبية وورش عمل تهدف إلى تعزيز مفهوم الخدمة الاجتماعية والتعريف بما تقدمه القطاعات العامة والخاصة في هذا المجال. اقتصرت زيارتي بسبب الوقت على جولة في المعرض فوجدته كبيراً في أهميته ناجحاً في فكرته صغيراً في حجمة ولا أظنه يعكس واقع القطاعات العامة والخاصة في المملكة من حيث الكم ومن حيث مشاركتها في المسؤولية الاجتماعية. إن عدم وجود جناح في المعرض لمؤسسة أو شركة لا يعني أنها لا تقوم بدورها في خدمة المجتمع، وفي المقابل قد تكون بعض الجهات غير المشاركة مقصرة جداً في هذا المجال ولذلك قررت عدم المشاركة. لم أجد على سبيل المثال غير بنك واحد مع أن بعض البنوك أنشأت إدارات لهذا النشاط واستقطبت الكفاءات لتولي مسؤوليتها. والبنوك هي من القطاعات التي لا تزال مطالبة بتقديم الكثير في مجال خدمة المجتمع. بعض الجهات المشاركة مثل الجامعات لاحظت أن أجنحتها لا تتناسب مع حجم وتاريخ ومسؤوليات الجامعة، وسألت أحد المشاركين فقال إن السبب قد يعود إلى ارتفاع أسعار التأجير. ورغم ذلك لا بد أن نشير أن المهم ليس حجم الجناح وإنما حجم ما تقدمه الشركة أو الجامعة أو الجهاز الحكومي من برامج تنموية تخدم المجتمع في كافة المجالات. وقي الجولة شدني برنامج صغير وكبير في نفس الوقت بسبب ارتباطه بالأطفال تقدمه الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بعنوان (تمنى أمنية) من خلال إدارة المسؤولية الاجتماعية بالشؤون الصحية بالوزارة. هو برنامج حسب تعريفه الرسمي لتكريم الأطفال الشجعان بمبادرة من الشؤون الصحية وبمشاركة من المجتمع ومنظمات القطاع الصحي بهدف تحقيق أمنيات الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية تهدد حياتهم لرسم البسمة على وجوههم ومنحهم القوة من جديد لمحاربة مرضهم. ما يشد في هذا البرنامج هو التمنيات البريئة للأطفال بحكم أعمارهم، لكن أحدهم رغم صغر سنه كانت أمنيته مقابلة خادم الحرمين الشريفين، وإن شاء الله تتحقق أمنيته. وأخيراً فان المسؤولية الاجتماعية لم تعد تقتصر على التبرعات ورعاية المناسبات والمساهمة في الأعمال الخيرية بل أصبحت تقوم بدور مهم في تنمية المجتمع وخدمة البيئة وإنشاء البرامج التنموية التي تساهم في فتح فرص التعليم والتدريب والتوظيف ومكافحة البطالة والفقر. ونذكر هنا جميع القطاعات أن أحد تعريفات المسؤولية الاجتماعية أنها الالتزام المستمر من قبل منظمات الأعمال بالتصرف أخلاقياً والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، إضافة الى المجتمع المحلي والمجتمع ككل. إن أحد أهداف المعرض هو تحديد وتقييم احتياجات المجتمع وطرح برامج جديدة على الشركات المهتمة بتأسيس برامج خدمة المجتمع. في ظني أن هذا الهدف من أهم أهداف المعرض ونأمل أن يتم تقييم مدى تحقق هذا الهدف. سؤال المقال: هل المجتمع راض بما تقدمه القطاعات العامة والخاصة في مجال المسؤولية الاجتماعية في إطار التعريف المشار إليه؟

مشاركة :