اختتمت أوكرانيا أمس الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة غداً والتي يتوقع ان يعزز خلالها الموالون للغرب الذين انبثقوا من حركة الاحتجاج في وسط كييف سلطتهم في أوج أزمة مع روسيا في الشرق الانفصالي. وتجري الانتخابات في فترة صعبة جدا لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الطامحة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي والتي خسرت القرم في مارس بعدما ضمتها روسيا، وتواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس في حوض دونباس، في نزاع أوقع أكثر من 3700 قتيل منذ منتصف ابريل. وفي جنيف، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أمس ان اكثر من 824 الف شخص اضطروا لترك منازلهم في أوكرانيا بسبب النزاع منذ مطلع السنة. وقالت المفوضية ان 430 ألف شخص نزحوا داخل البلاد فيما فر 387 ألفا إلى روسيا وطلب 6600 اللجوء إلى الاتحاد الاوروبي و581 الى بيلاروسيا. وأكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الذي تعتبر حركته الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية، في اوديسا "لن يكون هناك نزاع معلق، لأن دونباس لا يمكن ان تستمر بدون أوكرانيا". وعملية السلام التي اطلقها الرئيس لم تكن كافية لوقف المعارك بشكل كامل فيما يستعد الانفصاليون الذين يسيطرون على قسم من منطقتي دونيتسك ولوغانسك لتنظيم انتخاباتهم في 2 نوفمبر. وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مطلع سبتمبر بين كييف والمتمردين بمشاركة روسيا، لكن معارك قوية تتواصل في بعض جيوب المقاومة ويتسبب بمقتل مدنيين بشكل يومي تقريبا. وتتقدم كتلة الرئيس بترو بوروشنكو الذي انتخب في مايو بوعد بإرساء السلام في الشرق، في استطلاعات الرأي بنسبة أكثر من 30% من نوايا الأصوات وبعده تنظيمات أخرى موالية للغرب. ويأمل الرئيس في تشكيل "غالبية دستورية" في ختام هذه الانتخابات تتيح له القيام بالاصلاحات الضرورية في هذا البلد الذي يشهد فسادا وانكماشا عميقا بسبب النزاع المسلح.
مشاركة :