استدعت الخارجية التركية اليوم السبت القائم بالأعمال الهولندي ايريك ويستسرات على خلفية تقارير تفيد بتقديم أحد السياسيين الهولنديين اقتراحا للبرلمان للاعتراف برواية "إبادة" الأرمن على يد العثمانيين عام 1915. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي في بيان ان "موقف تركيا من تلك الأحداث يستند الى حقائق تاريخية وقواعد قانونية" مضيفا ان "الآراء والاجتهادات القضائية في القانون الاوروبي تقول ان أحداث 1915 هي موضوع نقاش مشروع ولا يمكن قبول المحاولات الرامية الى تسييسها وإبعادها عن سياقها التاريخي والقانوني". ودعا المتحدث السياسيين الهولنديين الى "مراجعة موقفهم القائم على الأحكام المسبقة تجاه تركيا وتجنب تسييس التاريخ" مبينا أنه يمكن لهولندا ان تدعم المقترح الذي تطرحه تركيا منذ 2005 بشأن تأسيس لجنة تاريخ مستقلة وواضحة من خبراء التاريخ العثماني إذا كانت تريد المساهمة في حل هذه القضية التاريخية. وكانت الحكومة الهولندية أعلنت رسميا في الخامس من فبراير الجاري سحب سفيرها لدى تركيا على خلفية توتر العلاقات بين البلدين إثر منع وزراء ومسؤولين أتراك لقاء مواطنيهم في روتردام غربي هولندا للترويج للاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية الذي جرى في 2017. وشهدت العلاقات بين أنقرة وأمستردام توترا في مارس 2017 اثر قيام السلطات الهولندية بإبعاد وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول كايا خارج أراضيها الى ألمانيا بعد منعها من دخول قنصلية بلادها في روتردام للقاء الجالية التركية. ومنعت أيضا هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها وإلغاء لقائه مع مواطنيه في روتردام حول الاستفتاء الشعبي. كما منعت هولندا في يوليو الماضي نائب رئيس الوزراء التركي السابق توغرول توركيش من حضور احتفال بالذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو 2016. من جانب آخر انتقدت تركيا اليوم السبت تصريحات وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس التي أشار فيها أمس الجمعة الى ان بلاده قد تستخدم "سلوكا غير سلمي" تجاه انقرة. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية هامي أقصوي في بيان ان تصريح كوتزياس "يعني أنه يتبنى نهجا غير سلمي ومتجاوزا للحد وبعيدا عن المسؤوليات التي يتطلبها منصبه السياسي". ووصف اقصوي تصريح الوزير اليوناني بأنه "مثير للقلق" داعيا كوتزياس الى "التصرف السليم بما يتفق مع الرغبات المشتركة التي أعرب عنها رئيسا وزراء تركيا واليونان في اتصالهما الهاتفي حول التوتر الذي شهده بحر (ايجه) بين البلدين أخيرا". وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ونظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس بحثا الثلاثاء الماضي التوتر الأخير بين البلدين قرب جزيرة صخرية في بحر (ايجه). وكانت الجزر الصخرية غير المأهولة بالسكان في بحر (ايجه) التي تعرف باسم (كارداك) بالتركية و(ايميا) باليونانية سببا في نشوب توتر كبير بين البلدين في عام 1996 كاد ان يؤدي الى حرب لولا الوساطة الأمريكية بعدما أسقطت تركيا مروحية يونانية وقتلت ثلاثة ضباط كانوا على متنها فوق الجزيرة.
مشاركة :