تشهد كوسوفو السبت، احتفالات بذكرى مرور عشر سنوات على إعلان استقلالها، رغم رفض صربيا المدعومة من موسكو، من التصدي لانضمام كوسوفو إلى الأمم المتحدة. واستبعد وزير الخارجية الصربي الاعتراف باستقلال كوسوفو مؤكدا أنه "لا يمكن حل هذه المشكلة من دون اتفاق مع بلغراد". تحتفل كوسوفو السبت بذكرى مرور عشر سنوات على إعلان استقلالها عن صربيا وتعتبره يوم الفخر الوطني للكوسوفيين الألبان، رغم رفض الصرب الاعتراف بسيادتهم. وأشار رئيس الوزراء راموش هاراديناي خلال اجتماع للحكومة السبت، إلى أن كوسوفو "تأخذ على عاتقها تمني المواطنين العيش بحرية". لكنه أقر بأن السلطات لم تلب بالكامل التوقعات بإقامة دولة حديثة. وأعرب الأستاذ المتقاعد باشك ديسكو (66 عاما) عن قلقه من الوضع وقال إن "المشاكل تلاحقنا، أتخوف من أن تزداد الأمور سوءا بدلا من أن تتحسن". وكان نواب كوسوفو أعلنوا الاستقلال رغم غضب بلغراد، في 17 شباط/فبراير 2008 في مشهد أعدته بإتقان واشنطن وعواصم أوروبية أخرى. وبدعم من موسكو، تتصدى صربيا بنجاح لانضمام كوسوفو إلى الأمم المتحدة. واعترف باستقلال كوسوفو 115 بلدا، لكن رغم مرور عشر سنوات على إعلانه، هناك حوالي ثمانين بلدا لم يعترفوا بالاستقلال رسميا مثل روسيا والصين والهند وإندونيسيا والبرازيل. ومنذ بضعة أيام، يغطي لونا العلم الأصفر والأزرق بريشتينا التي تزينت لنهاية أسبوع يشهد احتفالات، ولاسيما حفلة موسيقية لأطفال البلاد، تحييها نجمة البوب البريطانية ريتا أورا. وغادرت عائلة ريتا أورا كوسوفو عام 1991 حيث كانت أقليما تابعا لصربيا، وألغى الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش وضع حكمه الذاتي. وفي العام 1998، اندلع نزاع بين القوات الصربية وحركة التمرد لألبان كوسوفو المطالبين بالاستقلال. وانتهى هذا النزاع الذي أسفر عن 13 ألف قتيل، أواخر 1999 بعد أحد عشر أسبوعا من الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي، بإيعاز من الولايات المتحدة لحمل بلغراد على سحب الجيش والشرطة من كوسوفو. وبعد هذا الانسحاب، انتشرت بعثة للأمم المتحدة وقوة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو. وفي العام 2008 أعلن نواب كوسوفو الاستقلال. انقسام مدينة ميتروفيتسا في اليوم الدراسي الأخير الجمعة، طلب من أساتذة البلاد أن يصفوا لتلامذتهم "جهود شعب كوسوفو التي استمرت سنوات للفوز بحريته واستقلاله". وبالتأكيد، لم يتلق أطفال الأقلية الصربية التي يناهز عددها 120 ألف شخص من أصل 1,8 مليون نسمة، الخطاب نفسه. والمجموعتان لا تختلطان. والانقسام مذهل في مدينة ميتروفيتسا حيث تعيش كل مجموعة على أحد جانبي نهر إيبار، الكوسوفيون الألبان في الجنوب، والصرب الرافضون للاستقلال في الشمال. الاعتراف بالاستقلال "ما زال بعيدا" من جهته، أكد وزير الخارجية الصربي إيفيكا داسيتش السبت، أن "الاعتراف باستقلال كوسوفو ما زال بعيدا"، مذكرا بأن كوسوفو ليست عضوا في الأمم المتحدة. وأعلن داسيتش أنه "لا يمكن حل هذه المشكلة من دون اتفاق مع بلغراد، وهذا ما يتعين على بريشتينا أن تدركه". وقد جعل الاتحاد الأوروبي الذي لا تعترف خمسة من بلدانه أيضا باستقلال كوسوفو، من تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا شرطا لمتابعة طريقها نحو الانضمام إلى التكتل. لكن هذا الحوار الذي بدأ العام 2011، متوقف منذ سنتين. ودائما ما يؤكد المسؤولون في بلغراد أنه لن يحصل اعتراف بكوسوفو، بهدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. لكن الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش كان أكثر غموضا، فيما أكد رئيس كوسوفو هاشم تاجي أنه يريد التوصل إلى اتفاق عام 2018. إلا أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني التي تحدثت بالتالي عن نهاية 2019، أعربت عن "تفاؤلها بشكل واقعي". إعادة ترسيم الحدود في بلغراد، يتحدث مسؤولون عن إمكانية إعادة ترسيم الحدود. لكن الحكومات الغربية ترفض هذا السيناريو وتعرب عن قلقها حيال التوترات الإثنية التي ما تزال على حدتها في المنطقة بعد عشرين عاما على انتهاء الحروب الدامية وتفكك يوغوسلافيا السابقة. وقال هاشم تاجي في الفترة الأخيرة إن كوسوفو "غير قابلة للتقسيم". وبعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسالة تشجيع كتب فيها "ما زال ثمة عمل يتعين القيام به، لكن نتقدم لكم بالتهنئة على التقدم الذي أحرزتموه". لكن العلاقات تتحسن منذ سنة على ما يبدو بين بريشتينا والبلدان الغربية. وحذرت البلدان الغربية بريشتينا، من عزم نواب كوسوفو على إلغاء محكمة للقضاة الدوليين المكلفين بمحاكمة جرائم الحرب التي ارتكبها قادة سابقون للتمرد في كوسوفو. وهؤلاء ما زالوا في مواقع قيادية في كوسوفو. ويعد الانهيار الاقتصادي والبطالة التي تشمل ثلث السكان ونصف الشبان، من المشاكل التي تواجهها كوسوفو. ويحلم كثيرون من السكان بالانضمام إلى قرابة 700 ألف من الكوسوفيين في الشتات، خصوصا في ألمانيا وسويسرا. وتعتبر التحويلات التي يقومون بها، مع المساعدة الدولية، أساسية لكوسوفو. ويعتبرون أن رهان الأشهر المقبلة هو توصل الاتحاد الأوروبي إلى تحرير تأشيرات الدخول. ومن أجل ذلك، طلبت بروكسل إحراز تقدم على صعيد التصدي للفساد الذي ما زال مستشريا. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 17/02/2018
مشاركة :