في المنطقة الشرقية ، كما في المناطق الأخرى من وطننا الحبيب، عدد كبير من المثقفين والأدباء والنقاد والفنانين والباحثين، الذين يلتقون، رغم إختلاف وتعدد ممارساتهم الإبداعية وميولهم الفكرية، عند الشعور بوطأة الحاجة إلى أماكن ومواسم ثقافية تلم شملهم في لقاءات تخدم الثقافة وترتقي بالوطن والمواطن وعياً وذوقاً وطرائق تفكير تقوم على البحث والتساؤل والعمل الثقافي الإبداعي الخلاَق. من هنا نبع إهتمام جمعية الثقافة والفنون في الدمام بإقامة مهرجان للقصة القصيرة ليكون موسما سنوياً لأدباء ومثقفي المنطقة والوطن، حيث اختتم مساء أمس الجمعة مهرجان بيت السرد للقصة القصيرة في دورته الأولى التي كرم فيها القاص خليل الفزيع، وبمشاركة كُتّاب وكاتبات القصة القصيرة من أجيال مختلفة، كانت جسراً للإتصال بين الكتاب وجمهور المهرجان من نقاد وكتاب وقراء ومتذوقي فن القصة القصيرة، وفرصة لتبادل وتلاقح الأفكار والآراء في الحوار الذي يعقبها. حيث قدمت ندوة “القصة المحلية: النشر والتلقي والنقد”، وناقشت قضايا تتعلق بالقصة القصيرة مثل حجم نشرها والمشاكل الذي تكتنفه ومقروئيتها وإستقبالها النقدي، ومعرض يتألف من صور فوتوغرافية تحكي قصص بصرية، ومشهد مسرحي، وموسيقى طيلة أيام المهرجان. وقرأ في الأمسية القصصية الأولى “فهد الخليوي، جبير المليحان، عبدالرحمن الدرعان، وأدارها عبدالواحد اليحيائي، وفي الأمسية القصصية الثاني قرأ “ظافر الجبيري ، وفاء الطيب، عبدالله النصر، وأدارها عبدالله الوصالي”، وفي الأمسية الثالثة “كفى عسيري ، أحمد الحسين، أيمن عبدالحق، وأدارت الأمسية منيرة الأزيمع”. وصاحب المهرجان توقيع لآخر الاصدارات القصصية المحلية، لمجموعة من الكتًاب، وتوزيع جوائز مسابقة القصة القصيرة التي فاز بها “فيصل خرمي، حاتم الشهري، بيان الزوري”، وهدفت إلى تشجيع المواهب من الجنسين على الكتابة في القصة القصيرة، ولتحفيز كُتّاب وكاتبات القصة في المملكة على إنجاز المزيد من الإبداع القصصي. فيصل خرمي الفائز الأول عن قصة بعنوان”الوحدة” وهو لم يتجاوز سن 19 عام، قال: أن قصته لم تتجاوز الصفحة الواحدة مما يؤكد صعوبة كتابة القصة القصيرة وحبكتها ودراسة الشخوص في هذه القصة التي تدور حول ” شاب يشعر بالوحدة ويركب حافلة لايعلم إلى أين يتجه ثم يركب مجموعة أخرى ممن يشعرون بالوحدة، حيث تم توصيف كل شخص في أربع كلمات، وفي لحظات يشعر ذلك الشاب بغياب الوحدة مع هذه المجموعة مما جعله يفكر بالانتحار لتبقى هذه الصورة الجميلة، إلا أنه وقبيل الارتطام يشعر بالوحدة”. وأكد خرمي، أن فوزه بهذه الجائزة، سيكون داعم للاستمرار في الكتابة واخراج منتج ابداعي آخر، وهو شعور بأني أملك ملكة الابداع في الكتابة الذي حتما علي أن أنميها بكل الطرق وحضور مزيدا من الورش والدورات في مجال كتابة القصة والاكثار من قراءة القصص سواء المحلية او العالمية، متمنيا استمرار مثل هذه المهرجانات لخلق جيل كاتب نفتخر به. وذكر خرمي، أنه يملك رواية “الحظ لايطرق أبواب الجميلات، وكتاب نثر(مسني الشوق)”، ويرى أن المجال مفتوح للجميع لم يملك الموهبة لتطوير موهبته
مشاركة :