كشفت مصادر مقرّبة من قوات النظام السوري، أمس، عن التوصل إلى اتفاق بين دمشق و«وحدات حماية الشعب» الكردية بوساطة روسية، لدخول مقاتلين من القوات السورية الشعبية إلى منطقة عفرين، لمساندة الأكراد في معاركهم ضد مسلحي المعارضة المدعومين من الجيش التركي، في وقت اتهم الأكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان الجيش التركي بشنّ ما يشتبه في أنه هجوم بالغاز في منطقة عفرين، الأمر الذي نفته أنقرة. وقالت مصادر إعلامية مقرّبة من القوات السورية لوكالة الأبناء الألمانية (د.ب.أ)، إنه تم التوصل إلى اتفاق بين حكومة دمشق والأكراد لدخول مقاتلين من القوات السورية الشعبية إلى منطقة عفرين، لمساندة الأكراد في معاركهم ضد مسلحي المعارضة المدعومين من الجيش التركي. وأكدت المصادر نفسها أن التوصل إلى الاتفاق، الذي تم بعد مفاوضات شاقّة جرت في دمشق بوساطة روسية، يقضي بدخول مقاتلين من القوات الشعبية، وليس من الجيش السوري إلى عفرين، «خلال الساعات القليلة المقبلة». وذكرت أن دخول القوات الشعبية إلى عفرين للانخراط في المعارك الدائرة هناك ضد القوات التركية والمعارضة المسلحة، سيتم من دون أي شروط، نافية جميع ما تداولته وسائل إعلام عن اشتراط حكومة دمشق تسليم الأكراد أسلحتهم، ووضع أنفسهم تحت إمرة القوات الحكومية. وتحدثت المصادر نفسها أن القوات المقرّر دخولها أصبحت جاهزة للدخول إلى عفرين، فور تلقيها الأوامر بذلك، مرجحة أن يتم ذلك خلال 24 ساعة. من ناحية أخرى، قالت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش التركي شنّ ما يشتبه في أنه هجوم بالغاز أدى إلى إصابة ستة أشخاص في منطقة عفرين. وقال المتحدث باسم الوحدات بروسك حسكة، إن القصف التركي استهدف قرية في شمال غرب المنطقة قرب الحدود التركية. وأضاف أن القصف أدى إلى إصابة ستة أشخاص بمشكلات في التنفس، وبأعراض أخرى تشير إلى أنه كان هجوماً بالغاز. وقال المرصد السوري إن القوات التركية وفصائل متحالفة معها من المعارضة المسلحة السورية، استهدفت قرية الشيخ حديد، الواقعة غرب عفرين، أول من أمس. ونقل المرصد عن مصادر طبية في عفرين قولها إن ستة أشخاص أصيبوا في الهجوم بصعوبة في التنفس، واتساع في حدقة العين، ما يشير إلى أنه كان هجوماً بالغاز. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن طبيب في مستشفى بعفرين قوله، إن القصف التركي للقرية تسبب في إصابة ستة أشخاص باختناق. وقال مدير مستشفى عفرين، جوان شيتيكا، إن الأشخاص الستة وصلوا إلى المستشفى وهم يعانون مشكلة في التنفس بعد القصف التركي. ولم يعلّق الجيش التركي على هذه الأنباء، أمس، لكنه أعلن سابقاً أنه لا يستخدم أي أسلحة كيماوية أو ذخائر أخرى محظورة في عملية عفرين، وقال إن «القوات المسلحة التركية لا تحتفظ بهذه الذخائر في مخزونها». لكن مصدراً دبلوماسياً تركياً نفى، في وقت لاحق، أن تكون بلاده استخدمت أسلحة كيماوية قط، في عملياتها بسورية، وأكد أنها «تراعي تماماً المدنيين». وقال «هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة، تركيا لم تستخدم قط أسلحة كيماوية، نراعي تماماً المدنيين في عملية (غصن الزيتون)». ووصف المصدر أيضاً الاتهامات بإصابة ستة مدنيين فيما يشتبه في أنه هجوم بالغاز «بالدعاية السوداء». وبدأت تركيا الشهر الماضي هجوماً جوّياً وبرياً في منطقة عفرين، لاستهداف المقاتلين الأكراد في شمال سورية، لتفتح بذلك جبهة جديدة في الحرب السورية التي تشارك فيها أطراف عدة. ومنذ بدء الصراع في 2011، أقامت «وحدات حماية الشعب» وحلفاؤها ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي في الشمال من بينها عفرين. واتسع مجال نفوذ الوحدات وحلفائها بعد انتزاعها السيطرة على أراض من تنظيم «داعش»، بمساعدة الولايات المتحدة، على الرغم من اعتراض واشنطن على خطط الأكراد الخاصة بالحكم الذاتي، وكذلك معارضة الحكومة السورية. وأثار دعم الولايات المتحدة قوات يقودها الأكراد في سورية غضب تركيا، التي تعتبر هذه القوات تهديداً أمنياً على حدودها. وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» تنظيماً إرهابياً وامتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يشن حرباً مسلحة منذ 30 عاماً في الأراضي التركية. إلى ذلك، سقطت ثلاث قذائف أطلقها عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري «بي واي دي»، الذي تصفه تركيا بـ«الإرهابي» من منطقة عفرين، على ريف ولاية كليس جنوب تركيا. وأفادت وكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية، بأن القذائف سقطت على أرض خالية في قرية «قوجة بايلي» التابعة لكليس، ولم تسفر عن سقوط ضحايا. وبحسب الوكالة ردّت القوات التركية بالمثل، مستهدفةً مواقع «الإرهابيين» جوّاً وأرضاً. من جهة أخرى، ذكر بيان صادر عن رئاسة الأركان العامة التركية، أمس، أنه تم تحييد 44 عنصراً من تنظيمي «بي واي دي» وحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) و«داعش» في الساعات الـ24 الماضية، خلال عمليات جوية وبرية في إطار «غصن الزيتون»، ليرتفع بذلك عدد من تم تحييدهم خلال العملية إلى 1595 «إرهابياً» في عفرين.
مشاركة :