لم تكن خسارة النصر الأخيرة في الدوري أمام ضيفه الباطن صفر- 3، سوى امتداد مستويات الفريق المتواضعة منذ مواسم عدة، وتواصلاً لتفريطه في الكثير من النقاط أمام الفرق التي تقل عنه في المستوى والإمكانات الفنية والمالية، بل بات الفريق محطة للتزود بالنقاط للفرق التي تتصارع على البقاء في المراكز المتأخرة من الدوري، ما باعد بين النصر وبين المنافسة على لقب الدوري الغائب عن الفريق منذ تحقيقه مرتين متتاليتين 2014-2015. الخسارة من الباطن دقت ناقوس الخطر في المشهد النصراوي، ونثرت الكثير من علامات الاستفهام على أداء لاعبي الفريق، على الرغم من المجهودات الجبارة التي قامت بها إدارة النادي المكلفة، برئاسة سلمان المالك في وقت وجيز ومحرج من تكليفها وسط الموسم، ولذا لايمكن الآن منطقياً توجيه سهام النقد لعملها، خصوصاً وأن حال الفريق فنياً ومالياً لم يكن في مستويات مرضية قبل تكليفها بإدارة دفة النادي، ومن إقالة المدرب الأرجنتيني السابق كوستافو كونتيروس، إلى التعاقد مع بديله الكرواتي كرونوسلاف يوريسيتش، إلى استقطاب ثلاثة محترفين جدد وظهير القادسية الأيسر عبدالرحمن العبيد، وليس انتهاء بتغيير جلد الفريق إدارياً إلا أن كل تلك الإجراءات ظهرت كمسكنات مؤقتة، سرعان ما زال تأثيرها، وعاد الألم للجسد النصراوي، وعاد معه الإحباط للمدرجات النصراوية. على الصعيد الفني كما يراه الكثير من المحللين ما زال الفريق يعاني من غياب التنظيم الدفاعي في خطوطه الخلفية، مع تواضع مركز حراسته كثيراً وسهولة استقبال أهداف باكرة، نتيجة غياب التركيز عن اللاعبين، وضعف منطقة المحور الاستراتيجية، ما يولد الضغط على بقية خطوط الفريق، مع غياب الهداف البارع عن صفوفه الذي يقتنص الأهداف من أنصاف الفرص، وكذلك التباعد الواضح بين خطوط الفريق، كما أن الإخفاق المتكرر في اختيارات اللاعبين الأجانب ساهم كثيراً في التأثير على نتائج الفريق، فعدا لاعب أو اثنين يظهر البقية كتكملة عدد داخل الملعب، دون تطور ملموس حتى مع تعدد المباريات. جماهير النصر التي أمست تتحسر على أوضاع الفريق المتردية في الدوري، لم يعد لها سوى أمل المنافسة على البطولة المتبقية «كأس خادم الحرمين»، عدا ذلك فالفريق مهدد تماماً بانتهاء موسمه باكراً خالي الوفاض، وسط غياب عناصر الروح والحماس والعطاء المتقد في أداء اللاعبين، الذي لا يحمل ردة الفعل القوية داخل الملعب، فغلبت الانهزامية على عطاءات اللاعبين، بما لايليق بتاريخ النصر ومدرجه الكبير وحجم الاهتمام الإعلامي والجماهيري الذي يحيط الفريق، ولا يدفعه إلى تحقيق نتائج ترضي محبيه وعشاقه، الذين باتوا ينتظرون غربلة شاملة ولو في نهاية الموسم، تطيح بعناصر عدة في الفريق، تشبعت كثيراً من ممارسة الكرة، وأضحت عالة على القميص «الأصفر» في مرحلة مفصلية في تاريخ النادي، إذ بدأ الفريق الكروي يفقد هيبته الفنية وتوهجه ويترنح كثيراً في مواجهة منافسيه داخل الملعب، ولم يعد لدى جماهيره العريضة مجالاً للصبر أكثر على أوضاع ونتائج الفريق المتراجعة، ومستوياته الفنية الباهتة التي حيرت مناهضيه قبل محبيه.
مشاركة :