قال الكاتب الأمريكي ريتشارد سي بافا، الباحث في شؤون الدفاع بمؤسسة راند الأمريكية، إن إسرائيل تستعد لمواجهة مع إيران وحزب الله اللبناني. وأضاف في مقال نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية ـ ترجمته عاجل ـ أن الاشتباكات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل والقوات الإيرانية والسورية ضخت تقلبات جديدة في منطقة الشرق الأوسط المتفجرة بالفعل، ما يزيد من احتمال سوء التقدير وتصعيد العمل العسكري في المنطقة. وتابع بافا "مع استمرار الحرب الأهلية السورية، فإن القلق المُلح ليس حربا شاملة بين إسرائيل وسوريا، التي استنفدت قواها العسكرية بشكل كبير. بدلا من ذلك، فإن نقاط التوتر الحقيقية هي إمكانية وجود عسكري إيراني دائم في سوريا ونقل أسلحة متقدمة موجهة بدقة إلى حزب الله اللبناني، وكلاهما خط أحمر بالنسبة لإسرائيل". ومضى يقول "بدأت آخر مشادة عندما توغلت طائرة إيرانية بدون طيار من وسط سوريا إلى المجال الجوي الإسرائيلي وتم إسقاطها. وردت إسرائيل بهجوم جوي ضد قاعدة تياس الجوية في وسط سوريا، وهي منشأة تسيطر على الطائرات بدون طيار. وتم إسقاط طائرة إسرائيلية إف 16 خلال الهجوم. كان انتقام إسرائيل سريعا وشديدا؛ حيث أطلقت موجتين من الضربات وضربت القواعد الجوية السورية ووحدات الدفاع الجوي ومنشآت القيادة والسيطرة وأهداف إيرانية". وأشار إلى أن هذا التصادم الأخير بمثابة تصعيد كبير في الصراع بين إسرائيل وإيران. واعتبر أن استعداد إيران لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي بطائرة بدون طيار وبناء منشآت في سوريا ومواصلة نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله في لبنان يمثل استفزازًا شديدًا ويزيد من خطر سوء التقدير والحرب في المنطقة. ولفت إلى أن تل أبيب أظهرت مرارًا استعدادها لاتخاذ إجراء عسكري ضد هذا التهديد. ومضى يقول "إذا اندلعت حرب بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى، فمن المؤكد أنها ستكون أوسع نطاقا بكثير وأشد تدميرًا من حرب 2006. حزب الله لديه جيش يمتلك قدرات صاروخية أكبر بكثير من ذي قبل وأبعد مدى بحيث يمكن أن تضرب بشكل أكثر عمقًا في الأراضي الإسرائيلية". وتابع: "خلافا لما حدث في 2006، فالصراع لن يقتصر على لبنان واسرائيل. نظرًا لوجود إيران وحزب الله في سوريا، ستشمل الهجمات الإسرائيلية أهدافًا في سوريا". ومضى يقول "علاوة على ذلك، فوجود القوات الروسية والأمريكية على مقربة من ذلك يخاطر بتوسيع هذا الصراع. قد تطلب إسرائيل رسميا مساعدة عسكرية أمريكية في حال طالتها صواريخ حزب الله، ما يضع القوات الأمريكية في احتكاك بالقوات الإيرانية والروسية".
مشاركة :