كشفت معلومات نشرتها صحيفتان يمينيتان بريطانيتان أن زعيم حزب العمال الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وهو مرشح لخلافتها، التقى في الثمانينات جاسوساً تشيكوسلوفاكياً يُدعى يان ساركوتشي، وزوّده معلومات نقلها إلى حكومته ووصلت إلى موسكو «بطبيعة الحال». ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن الديبلوماسي التشيكوسلوفاكي السابق يان ساركوتشي قوله إن كوربين كان يعلم أنه جاسوس يتخفى بصفة ديبلوماسية، موضحاً أن «الكل يعرف أن الديبلوماسية كانت مجرد غطاء للتجسس». وتابع أنه التقى يساريين بريطانيين مرات عدة بين عامي 1986 و 1987، وعقد اجتماعات مع سياسيين يساريين آخرين (لم يذكر اسماءهم) «تعاونوا مع عملائنا، ولكن سجلات تلك الاجتماعات دُمرت أثناء سقوط الشيوعية». ونقلت الـ»تلغراف» عن الصحيفة السلوفاكية «نوفي كاتش»، قول الجاسوس السابق إنه «بالطبع كان هناك المزيد من الاجتماعات التي جرت في بعض الدوائر الفكرية». وتظهر الوثائق التي كُشفت في وقت سابق أن الاجتماعات مع كوربين عُقدت في مجلس العموم (البرلمان) في العام 1986، وفي مكتبه في 3 تموز (يوليو) 1987 وفي 24 تشرين الأول (أكتوبر) من العام ذاته. ويزعم ساركوتشي أن كوربين حذره خلال الاجتماع الثالث من ملاحقة الإستخبارات البريطانية عملاء الاتحاد السوفياتي وسلمه معلومات نشرتها الصحف مفادها أن هذه الإستخبارات تحقق مع أشخاص يُشتبه في أنهم جواسيس. وطردت رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر، ساركوتشي من المملكة المتحدة، وهو يعيش الآن في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، وقال إنه اجتمع مرات عدة بكوربين. وأضاف: «من الطبيعي أن تدفع الإستخبارات بدلاً مالياً للمخبرين». وأكد أن زعيم حزب العمال «لم يتلق منه أي مقابل فهو شخص نزيه لكنه غبي». وكان الرئيس السابق للإستخبارات الخارجية البريطانية السير ريتشارد ديرلوف حذر خلال انتخابات العام الماضي من أن كوربين «لا يمكن الوثوق به كرئيس للوزراء إذ جرى التحقيق معه»، من دون أن يذكر موضوع التحقيق. لكن الـ «تلغراف» أفادت بأن الإستخبارات أعادت فتح ملف علاقات كوربين مع الجيش الجمهوري الايرلندي. وأضافت أن «ضباطاً من فرع المعلومات كانوا يتابعون نشاطه لعقدين من الزمن، وسط مخاوف من أنه يسعى إلى تقويض الديموقراطية».
مشاركة :