الكرة الإنكليزية ترصد استعادة عرش القارة العجوزعادت الأندية الإنكليزية لتكشر عن أنيابها من جديد في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك من خلال 11 هدفا سجلتها مقابل هدفين فقط استقبلتها شباكها في ذهاب دور الستة عشر للبطولة، الذي شهد فوزين وتعادلا وحيدا لصالح الكرة الإنكليزية التي بدت جاهزة لاستعادة عرش القارة العجوز.العرب [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، ص(22)]الفرعون المصري يساهم في عودة الهيبة إلى الأندية الإنكليزية لندن - انطلقت منافسات دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا الثلاثاء بفوز ساحق لمانشستر سيتي برباعية نظيفة على بازل السويسري، وكانت النتيجة هي الأكبر التي يحققها أي نادي إنكليزي في البطولة الأوروبية. ولم يصمد هذا الرقم القياسي أكثر من 24 ساعة بعد أن حطمه ليفربول بفوزه 5-0 على بورتو البرتغالي. وإلى هذه الأهداف التسعة يجب أن نضيف الهدفين اللذين سجلهما توتنهام في المباراة، التي تعادل فيها 2-2 خارج ملعبه مع يوفنتوس الإيطالي وشهدت استقبال شباكه لهدفين في الدقائق الثماني الأولى. أثبت انتصار ليفربول على ملعب بورتو، وقبله بيوم واحد فوز مانشستر سيتي على بازل قوة أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، التي استعادت بريقها أوروبيا. ولم تثبت أندية الدوري الأكثر ثراء في القارة قوتها في دوري الأبطال منذ تفوق تشيلسي على بايرن ميونيخ ليتوج باللقب عام 2012. ومنذ هذا التاريخ ذهبت الألقاب إلى أندية من الدوري الإسباني والألماني حيث توج ريال مدريد ثلاث مرات مقابل واحدة لبرشلونة ومثلها لبايرن ميونيخ. وكان ليستر سيتي ممثل إنكلترا الوحيد في دور الثمانية الموسم الماضي، بينما لم يبلغ أي فريق إنكليزي دور الثمانية في موسمي 2012-2013 و2014-2015. وهذا الغياب النسبي عن الألقاب قد يكون على وشك الانتهاء، بعدما حول مانشستر سيتي بقيادة مدربه بيب غوارديولا المنافسة على لقب الدوري إلى ما يشبه الصراع من طرف واحد. وبدا أن ليفربول وسيتي تأهلا بنسبة 99 بالمئة إلى دور الثمانية بينما يبدو توتنهام هوتسبير قريبا من الانضمام إليهما. ولم يخض مانشستر يونايتد وتشيلسي مباراتيهما في ذهاب دور الستة عشر بعد. وسيدخل يونايتد فريق المدرب جوزيه مورينيو مباراته أمام إشبيلية، وهو أقرب إلى التأهل بينما يتحتم على تشيلسي بذل جهد كبير لتجاوز برشلونة متصدر الدوري الإسباني. وهذه أول مرة تتجاوز 5 أندية من دولة واحدة دور المجموعات، وفي 5 من بين آخر 6 مواسم بلغت كافة الأندية الإنكليزية الأدوار الإقصائية، وبلغ فريق واحد منها على الأقل النهائي. ورغم أن الطريق إلى كييف لا يزال طويلا، إلا أن الإحصائيات تؤكد استعادة الأندية الإنكليزية بريقها هذا الموسم. ويتصدر ليفربول أكثر الأندية تسجيلا للأهداف في المسابقة برصيد 28 هدفا حتى الآن، وفوزه على بورتو هو الأعلى لفريق خارج ملعبه متساويا مع بايرن ميونيخ الذي فاز على سبورتينغ لشبونة بالنتيجة ذاتها في فبراير 2009 وريال مدريد على شالكه في فبراير 2014. وعلى الصعيد الفردي، يأتي أربعة لاعبين من بين الهدافين الثمانية الكبار في البطولة من أندية إنكليزية حيث يحتل هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير وروبرتو فيرمينو المركز الثاني، ولكل منهما 7 أهداف بينما سجل ساديو ماني ومحمد صلاح ثنائي ليفربول 6 أهداف لكل منهما.4 أرقام للمصري صلاح بعد هدفه في أبطال أوروبا*واصل المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنكليزي سلسلة تحقيقه للأرقام بعد نجاحه في تسجيل هدف من الخمسة التي أحرزها فريقه في مرمى بورتو البرتغالي في ذهاب دور الـ16 (ثمن النهائي) لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وجاءت الأرقام على النحو التالي: *ارتفع رصيد صلاح إلى 9 أهداف أوروبيا (7 في دوري أبطال أوروبا، وهدفان في الدوري الأوروبي)، ليحتل وصافة هدافي العرب في بطولات القارة العجوز بفارق 3 أهداف فقط عن الجزائري رابح ماجر. * بات أول لاعب من ليفربول يسجل 30 هدفا في كافة البطولات منذ النجم السابق الأورغوياني لويس سواريز (31 هدفا) في موسم 2013-2014. * سيكون صلاح قد ساهم في مشاركته الأولى مع ليفربول هذا الموسم بـ40 هدفا (سجل 30 وصنع 10) وذلك في 36 لقاء حتى الآن ليستمر في الضغط على مقدمة ترتيب هدافي أوروبا والاقتراب أكثر من الحذاء الذهبي. * أصبح صلاح اللاعب رقم 13 في تاريخ ليفربول الذي يحرز 30 هدفا في موسم واحد. تحذير مورينيو حذر مورينيو من أن المنافسة في دوري الأبطال تبدأ في فبراير مع بداية مراحل خروج المغلوب. وقلل المدرب البرتغالي أيضا من فرص الأندية الإنكليزية، قائلا إن الصراع الأسبوعي في الدوري الإنكليزي يسبب الكثير من الخسائر للأندية. لكن مع اتساع المنافسة بين ما يعرف بـ“الأربعة الكبار” لتصبح “الستة الكبار” يبدو أن الدوري الإنكليزي وصل إلى مستويات عالية. ورغم أن الأدوار الإقصائية لا تزال في بدايتها يبدو أن ميزان القوى تحول مرة أخرى نحو الأندية الإنكليزية. وبمراجعة قائمة الفرق العشرين التي تأهلت إلى الدور قبل النهائي للنسخ الخمس الأخيرة للبطولة الأوروبية، لن نجد من بينها سوى تشيلسي ومانشستر سيتي ممثلين للدوري الإنكليزي في مناسبتين فقط عامي 2014 و2016 على الترتيب. ويبدو أن العام الجاري هو عام العودة الحقيقية للكرة الإنكليزية إلى التألق، وتحقيق الإنجازات في دوري أبطال أوروبا، فقد ظهرت مؤشرات هذا التصور في دور المجموعات. وحققت الأندية الإنكليزية 21 فوزا من أصل 30 مباراة لعبتها في هذا الدور، مسجلة 80 هدفا مقابل استقبال شباكها لـ26 هدفا. وعلى الجانب الآخر، فازت الأندية الإسبانية الأربعة المشاركة في البطولة بـ11 لقاء من أصل 24 مباراة لعبتها هناك، وتأهل منها برشلونة وريال مدريد وإشبيلية، فيما سقط أتلتيكو مدريد. أما الثلاثي الألماني بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند ولايبزيغ فلم ينج منه مِن شرك الدور الأول سوى الفريق البافاري، بعد أن حققت مجتمعة الفوز سبع مرات في 18 مباراة لعبتها في تلك المرحلة. وقالت صحيفة “اندبندنت” البريطانية “هجوم ليفربول يستطيع الفوز على أي فريق في العالم”. ورغم ذلك، طالب الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول، لاعبيه بالتزام الحذر، وقال “أعمل منذ مدة طويلة في هذا المجال مما يؤهلني لمعرفة أن شيئا ما ينتهي قبل أن تنطلق صافرة النهاية”. ولئن مضى ليفربول في مشواره بدوري الأبطال مدعوما بتاريخه وألقابه الخمسة في هذه البطولة، فإن مانشستر سيتي يخطو نحو اللقب مدعوما بمستواه الفني الرائع الذي يعد سلاحه الأساسي والوحيد في هذا المضمار. قد يبدو ليفربول خارج دائرة الفرق المرشحة بقوة للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، ولكن يظل المجد الأوروبي أمرا حاضرا في تاريخ ودماء هذا النادي العريق. ومع عدم وضع الفريق ضمن المرشحين بقوة للفوز باللقب، لا يمكن استبعاده بشكل قاطع من دائرة الترشيحات خاصة مع اعتماده على الثنائي الهجومي المتألق والمكون من النجمين محمد صلاح وروبرتو فيرمينو اللذين يقدمان مستويات رائعة. وعاد ليفربول للمشاركة في دوري الأبطال هذا الموسم للمرة الثانية فقط منذ 2009، وتصدر الفريق مجموعته في الدور الأول للبطولة كما يحتل المركز الثالث في الدوري الإنكليزي. ويتبقى حاليا نحو ثلث الموسم مما يعني أن الثنائي صلاح وفيرمينو يمكنهما تحطيم رقم سواريز وستوريدج دون عناء كبير. ورغم انتقال البرازيلي فيليب كوتينيو إلى برشلونة الإسباني، يمتلك ليفربول خيارا هجوميا آخر يتمثل في السنغالي الدولي ساديو ماني. ويشكل الثلاثي المكون من صلاح وفيرمينو وماني خطا هجوميا يثير غيرة الفرق الأخرى. ولكن الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول سيعتمد في المستقبل على الثنائي صلاح وفيرمينو. وقال كلوب “كلاهما استفاد من أسلوب لعبنا”. وأوضح “في هذا الدوري القوي، لا يمكننا احتلال المركز الثالث بدون وجود لاعبين متميزين”. وفيما جذبت أهداف صلاح الأضواء منذ انتقال اللاعب إلى ليفربول، كانت العروض التي يقدمها فيرمينو مع الفريق على نفس الدرجة من الأهمية. وقال كلوب، عن أسلوب ضغط فريقه على المنافس في كل مكان بالملعب “الجميع يعلم أن فيرمينو ليس سريعا مثل صلاح ولكنه يتواجد في الوقت المناسب… وهناك أيضا صلاح وماني”. وتوج ليفربول بلقب دوري الأبطال خمس مرات سابقة كانت أحدثها في 2005 كما يحظى الفريق بسجل رائع في البطولة لا تملكه سوى القليل من الأندية. وأثارت عودة الفريق إلى المسابقة، بعد غياب دام أربع سنوات، سعادة بالغة بين جماهيره. وذكرت صحيفة “ذي ليفربول إكو” “بالنسبة إلى فريق فاز باللقب خمس مرات، لا يجب التركيز بشكل كبير على المواجهة المرتقبة مع بورتو في دور الستة عشر” في إشارة إلى ضرورة اجتياز ليفربول لهذه المواجهة متوسطة المستوى.في الأسبوع المقبل، سيأتي الدور على ناديين آخرين يمثلان الكرة الإنكليزية، وهما تشيلسي الذي سيستضيف برشلونة ومانشستر يونايتد الذي سيحل ضيفا على إشبيلية. وأثار دفاع ليفربول جدلا كبيرا على مدار المواسم القليلة الماضية. ولكن في فترة الانتقالات الشتوية عزز ليفربول دفاعه في شهر يناير الماضي من خلال ضم المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك ليمنح هذا اللاعب المزيد من الاستقرار والثبات لمستوى أداء دفاع الفريق قبل المواجهة مع بورتو الفائز بلقب دوري الأبطال مرتين سابقتين. وذكرت “ذي ليفربول إكو” “مفتاح تألق ليفربول يكمن في قيادة كلوب للفريق وقدرته على الاحتفاظ بهدوئه وسط الضغوط”. ويحظى كلوب بشعبية واسعة بين جماهير النادي بعدما أعاد بناء الفريق وقاده إلى تقديم هذه العروض الكروية الجذابة. إنفاق قياسي تصدرت الأندية الإنكليزية سوق الانتقالات الشتوية، التي انتهت في 31 يناير الماضي، بإنفاق قياسي بلغ 492 مليون يورو على الصفقات الجديدة التي أبرمتها، مسجلة رقما قياسيا يقترب من ضعف الرقم القياسي السابق في 2011. وشهد اليوم الأخير في فترة الانتقالات بالنسبة للأندية الـ20 في إنكلترا إنفاق ما يصل إلى 171 مليون يورو، وفقا لتقرير مجموعة “ديلويت” الإنكليزية لخدمات الأعمال الرياضية، حيث بلغ حجم الإنفاق في موسم 2017-2018، مستوى 2.18 مليار يورو، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي المسجل في الموسم الماضي، وهو 1.6 مليار يورو. وجاء معظم الإنفاق من قبل ما يسمى بالأندية الستة الكبرى، وهي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وأرسنال وليفربول وتوتنهام، في حين بلغ إجمالي الإنفاق الصافي 103 ملايين يورو. وكانت أعلى صفقة فردية تلك التي أبرمها ليفربول من أجل التعاقد مع المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، من نادي ساوثهامبتون، حيث كلفت 86 مليون يورو، ليصبح أغلى مدافع في العالم. أما أكثر صفقة شغلت الرأي العام الكروي في إنكلترا وأوروبا فكانت تلك الخاصة بالتشيلي سانشيز، المنتقل من أرسنال إلى مان يونايتد، حيث بات اللاعب الأعلى أجرا في إنكلترا براتب سنوي يعادل 24 مليون يورو، رغم أن اللاعب سيصبح حرا الصيف المقبل، وكان قبل أسـابيع فقط أقرب إلى سيتي من يونايتد. واشتملت صفقة سانشيز كذلك على انتقال الأرميني هينريك مخيتاريان إلى أرسنـال في الاتجـاه المعاكس. وفي الدوري الإنكليزي الممتاز تمثلت أبرز الانتقالات كذلك في انتقال الفرنسي إيمريك لابورت من أتلتيك بلباو الإسباني إلى مان سيتي، مقابل 65 مليون يورو، والغابوني بيار إيمريك أوباميانغ من بروسيا دورتموند الألماني إلى أرسنال، مقابل 64 مليون يورو، وكذلك الفرنسي أوليفييه جيرو من أرسنال إلى تشلسي، والبلجيكي ميتشي باتشواي من تشلسي إلى دورتموند (إعارة)، والبرازيلي لوكاس مورا من باريس سان جرمان الفرنسي إلى توتنهام هوتسبر، بنحو 29 مليون يورو.
مشاركة :