عرض لوحة لمحمود سعيد للبيع في مزاد كريستيز بـ 65 ألف دولار

  • 2/18/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تعقد دار كريستيز مزادها المقبل للأعمال الفنية الشرق أوسطية الحديثة والمعاصرة بدبي يوم الخميس 22 مارس المقبل. يضمّ المزاد المرتقب أعمالًا لفنانين تشكيليين من مصر وسوريا والعراق وفلسطين وتركيا وإيران وعدد آخر من بلدان المنطقة. ومن أهم الأعمال المعروضة أعمال الفنان محمود سعيد، ويتفق النقاد على أن مدينة الإسكندرية تركت بصمة عميقة في مُجمل أعمال محمود سعيد (1897 – 1964)، أحد رواد المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية. وترصد لوحاته جوهر الأشياء والأجسام، فقد جسّدها بتبايُن أخاذ بين الضوء والظل وتوليفة بارعة منهما. فمن ناحية رسم محمود سعيد وفق مفهوم "الفن في الهواء الطلق" المعروف عن المدرسة الانطباعية، غير أنه من ناحية ثانية حملت لوحاته سمات المدرسة التكعيبية. وعلى سبيل المثال، تذكّر اختياراته من الألوان ورؤيته وتأويله للجبال ذات التضاريس بأعمال الرسام الفرنسي بول سيزان، أحد روّاد المدرسة ما بعد الانطباعية، غير أنها في الوقت نفسه تحمل البصمة الفردية المعروفة عن مجمل أعمال محمود سعيد. وتقدر لوحة محمود سعيد المعنونة Alexandrie Le Mex والمرسومة في عام 1918 بقيمة تقديرية تتراوح بين: 55.000 – 65.000 دولار أمريكي، وتظهر فيها منطقة "المكس" في الإسكندرية حيث تتراصّ مساكن الصيادين حول مصب مياه ترعة المحمودية العذبة. وتُظهر هذه اللوحة براعة محمود سعيد ليس لقدرته على تسخير معرفته للمنظر من الجو فحسب، بل أيضًا لقدرته على التجريب في ذلك. وتحمل هذه اللوحة سمة المشاهِد ثلاثية الأبعاد على نحو فريد، ناهيك عن التأملات الثقافية المتأصلة في لوحاته مثل مشاهِد الفتيات الفلاحات في أثوابهن التقليدية، أو المعالم المعمارية المتراصة في المدينة، أو المصلّين، والأهمّ من كل ذلك تأثير الشمس المشرقة، والنور الساطع، والتقاليد الساكنة. وفي هذه اللوحة أيضًا تتناغم وتنسجم الألوان البادرة والدافئة بطريقة بارعة. كما تضمنت قائمة الأعمال المزمع عرضها في المزاد لوحة للفنانة فخر النساء زيد (تركية/أردنية، 1900 - 1991) وتعد من بين قلة قليلة من الرسامات من منطقة الشرق الأوسط اللواتي برعن في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. فاهتمامها بالحركات الفنية التجريدية ضمن اللوحات التصويرية الحركية وما يتصل بذلك من تأثُّرها بـ"مدرسة باريس" الفنية جعلها في طليعة المؤثرين في تلاقُح الأفكار الفنية بين الشرق والغرب.وتقدر لوحة Budapest, The Express between Budapest and Istanbul التي رسمتها في عام 1943 بقيمة تقديرية تتراوح بين 80.000 – 120.000 دولار أمريكي) وتعد مثالًا أخاذًا على بداية أعمالها الرمزية قبل التحوُّل الملموس نحو التجريد، في نقلة فارقة في حياتها الشخصية وهي تشهد لحظات مبهجة وخاطفة في شوارع المدن خلال أسفارها وأثناء معاناتها من نوبات اكتئاب حادّة. وترصد هذه اللوحة، إلى جانب اللوحة الثانية المعنونة A Winter Day, Istanbul والتي رسمتها في السنة التالية في عام 1944 (القيمة التقديرية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي) ذكريات خاصة من مشاهداتها خلال مرحلة مبكرة من حياتها، ومثّلت منطلقًا لتجريبها لاحقًا في الألوان والضوء. واللوحتان المذكورتان عُرضتا في معرض "فخر النساء زيد" الذي أقيم السنة الماضية في متحف "تيت مودرن" في لندن. ومن سلسلة "جِرار" للفنان التشكيلي الإيراني العالمي فرهد موشيري (وُلد 1963) تُعرض في مزاد كريستيز المرتقب لوحة بعنوان Le jeu est fini التي رسمها في عام 2003 (القيمة التقديرية: 120.000 – 180.000 دولار أمريكي). ويُعرف موشيري بشغفه باقتناء الخزفيات الفارسية، ما جعله يسهم إسهامًا ثريًا في النقاش حول أهميتها وقيمتها التراثية على مرّ العصور. فعبر التاريخ عُرفت الجرار بأهميتها الوظيفية وأيضًا قيمتها الجمالية والزخرفية. وقلبَ موشيري رأسًا على عقب طريقة عرض الجِرار بتقديمها على أسطح مستوية ليحدِّق بها كلُّ من يراها، وأوجدَ ما يشبه الحوارية من خلال تضمين أشعار تراثية ونصوص دينية. وبسبب الطبيعة المتجوية للجرار فقد اختار موشيري تجسيدها باستخدام وسائط متنوعة وألوان. وتقيَّد موشيري بطريقته الخاصة بالحفاظ على التشققات في اللوحة من خلال الاعتماد كثيرًا على العشوائية في عملية معقدة تشمل صف طبقات سطح اللون وفركها وطيّها ومعالجتها قبل ترك العمل تحت المطر حتى يتشرب الماء، ومن ثم تحت الشمس بقصد تقسيته مع وضع الصمغ عليه. كما تضم قائمة الأعمال المعروضة لوحات للفنانة التشكيلية اللبنانية أوغيت كالان (وُلدت 1931) ، وتعد فنانة مخضرمة وواحدة من أشهر الفنانين اللبنانيين المعاصرين من أبناء جيلها. وُلدت أوغيت خوري كالان في عام 1931 في بيروت لعائلة لبنانية معروفة، فهي ابنة بشاري الخوري، أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد استقلال لبنان في عام 1943. ودرست أوغيت كالان في الجامعة الأمريكية في بيروت مع رسّامين طليعيين من أمثال شفيق عبود (1926 – 2004)، وهيلين خال (1923 – 2000)، وعارف الريّس (1928 – 2005).وفي عام 1970 انتقلت أوغيت كالان إلى باريس تاركةً زوجها وأطفالها وراءها. وفي فينيسيا بولاية كاليفورنيا، ابتداء من عام 1987، رسخّت نفسها بالانتقال إلى اللوحات التجريدية. وقامت بتجريب نطاق عريض من الوسائط واستخدمت الكانفاس للتأمُّل في ذكريات عاطفية من ماضيها الذي سيطرت عليه مفاهيم العائلة والحرب والحرية. كذل تُظهر لوحاتها عالمًا مصغرًا من عبق بيروت وزخارفها. وتعجُّ لوحات أوغيت كالان بالألوان النابضة مهما اختلفت ألوانها ورِيَشُها. ومما يشدُّ في لوحاتها هذا التباين بين الخطوط والألوان، وهو ما يظهر جليًا في لووحتها المعنونة Good Luck (القيمة التقديرية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي). وأما الفنان التشكيلي الإيراني تيمو ناصري (وُلد 1972) المبهور بزخرفة الآثار الإسلامية فيستخدمُ نسبًا هندسية وخصائصًا رياضية في تنفيذ أعمال أخاذة. وُلد تيمو ناصري لأبٍ ألماني وأمّ إيرانية، ويقيم في برلين، ونشأ متأثرًا بثقافتين مختلفتين تمامًا. وعكف تيمو ناصري في بداية حياته على استكشاف الأشكال ودراسة المنظور وفهم قوى الفيزياء، وبدأ حياته المهنية مصورًا تجاريًا إلى أن شدّته الفنون بعد رحلة عبر إيران في مطلع العقد الأول من هذا القرن. ويتمثّل مصدر إلهامه الأول في زخرفة معمارية فارسية تعود إلى القرن العاشر وتُسمى "المقرنصات"، إلى جانب مداخل المساجد. وفي عمله الأخاذ المعنون Parsec #11 والذي أتمّه في عام 2010 يعرض تيمو ناصري وصفًا جديدًا لما يمكن وصفه باللامتناهيات الرياضية. وتكشف سلسلة أعماله المعنونة Parsec ، والتي أنتجها في الفترة من عام 2009 إلى عام 2011 عن رؤية جديدة للفنان الذي قرّر الحفاظ على حجم المنحوتة وتتراوح القيمة التقديرية لها بين 35.000 – 45.000 دولار أمريكي.

مشاركة :