توازن السوق النفطية يتصدر أولويات المنتجين وعدم الإفراط في ارتفاع أو انخفاض الأسعار

  • 6/9/2020
  • 00:43
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون "إن نجاح الاجتماعين الوزاريين كان له تأثيرات قوية ومباشرة في الأسعار، حيث تم تداول النفط بالقرب من 42 دولارا للبرميل، بعد أن اتفقت "أوبك" وحلفاؤها على تمديد قيود الإنتاج التاريخية لمدة شهر إضافي". وعدّوا قرار السعودية بعدم الاستمرار في تطبيق قيود إضافية أعمق بعد حزيران (يونيو) الجاري يأتي انطلاقا من استشعار بتحسن جيد في مستويات الطلب العالمي على النفط الخام. وأكد روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش آي" لخدمات الطاقة، أن المنتجين يضعون نصب أعينهم استقرار وتوازن السوق وعدم الإفراط في الارتفاع أو الانخفاض بالنسبة إلى الأسعار، مبينا أنه من هذا المنطلق يمكن تفسير القرار السعودي باستمرار التخفيضات الإضافية شهرا واحدا فقط كما هو مخطط لها، حيث إن التدابير قد حققت غرضها بالفعل. وذكر أن الاجتماعين الوزاريين كشفا عن تنسيق واسع بين السعودية وروسيا وعن رغبتهما في استمرار العمل المشترك الناجح للتغلب على صعوبات السوق كافة ومواجهة تعثر الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن المنتجين عادوا إلى منظومة التعاون وتجاوزوا فكرة تجدد المنافسة الضارة وحرب الأسعار التي حدثت في آذار (مارس) الماضي. من ناحيته، قال دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، "إن المنتجين في "أوبك+" أكدوا بقوة التزامهم بدعم أسواق النفط على مستوى العالم في ظل الأزمة الراهنة، كما حثوا بقية المنتجين الأقل في الالتزام مثل العراق ونيجيريا، من أجل الوفاء بوعودهم بخفض الإنتاج". وأشار إلى أن السوق تتعافى من أسوأ أزمة حدثت في نيسان (أبريل) الماضي عندما انزلقت أسعار الخام الأمريكي إلى المنطقة السلبية، مبينا أن تخفيضات المعروض وانتعاش الطلب ساعدا بشكل كبير على تضاعف أسعار النفط منذ نيسان (أبريل) الماضي خاصة مع ارتفاع واردات الصين من النفط الخام إلى مستوى قياسي الشهر الماضي، بينما يتحسن الاستهلاك في الاقتصادات الرئيسة الأخرى مثل الهند. من جانبه، أكد بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أنه على الرغم من الأجواء الإيجابية الحالية في السوق يتخوف المنتجون من عوامل أخرى قد تبدل المشهد، منها تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين أو حدوث موجة ثانية من الإصابات بعدوى كورونا أو عودة الإمدادات السريعة والوفيرة من النفط الصخري الزيتي الأمريكي. ولفت إلى أن العرض قد يواجه انكماشا ملموسا بحسب التوقعات الروسية في تموز (يوليو) المقبل، مشيرا إلى إعلان السعودية وقف التخفيضات الطوعية الإضافية بعد حزيران (يونيو) الجاري، كما تسببت العواصف في فقد تعطل ثلث إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك، في المقابل هناك عودة محدودة للإمدادات الليبية مع استئناف أكبر حقول النفط الليبية الإنتاج تدريجيا بعد إغلاق دام خمسة أشهر بسبب الحرب. إلى ذلك، أكد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي في مؤتمر صحافي لـ"أوبك+"، أن المنتجين سيسعون إلى تحقيق أعلى مستوى من المطابقة مع بذل كل جهد ممكن من أجل تجاوز الأزمة الراهنة وتحقيق التعافي الاقتصادي بشكل واسع. وأشار الوزير الروسي إلى أن التركيز حاليا ينصب على علاج فائض المخزونات النفطية في الفترة المقبلة، التي تحول دون توازن السوق وتعرقل تعافي الأسعار، موضحا أن تمديد خفض الإنتاج يهدف في الأساس إلى إعادة مستوى المخزونات النفطية إلى المستوى المتوسط في خمسة أعوام. من جانبه، أوضح محمد عرقاب وزير الطاقة الجزائري ورئيس مؤتمر عام "أوبك"، أن الاجتماع الوزاري يوم السبت الماضي جاء في توقيت دقيق في ظل تحديات هائلة تواجه الاقتصاد وصناعة النفط العالمي، مبينا أن الاجتماع خرج بنتائج إيجابية تعكس وحدة والتزام المنتجين. وشدد وزير الطاقة الجزائري في المؤتمر الصحافي على ضرورة توثيق أطر التعاون الجيد مع الإعلام، لتوضيح جميع الحقائق عن الصناعة وشرح تطور البيانات وتأثيرها في السوق. وافتتح أعمال المؤتمر الصحافي محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك، حيث أكد تعاون المنتجين في "أوبك" وخارجها لمواجهة تأثيرات جائحة كورونا وتصحيح العلاقة بين العرض والطلب ومن خلال الاستمرار في تقييد الإنتاج وعلاج فائض المخزونات المتراكم. وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس، بعد أن اتفق كبار المنتجين على تمديد اتفاق خفض إنتاجي غير مسبوق حتى نهاية تموز (يوليو) ومع بلوغ واردات الصين من الخام أعلى مستوياتها على الإطلاق في أيار (مايو). وبحلول الساعة 06:28 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت مرتفعا 51 سنتا بما يعادل 1.2 في المائة ليصل إلى 42.81 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 32 سنتا أو 0.8 في المائة ليسجل 39.87 دولار للبرميل. سجل كلا الخامين أعلى مستوى له منذ السادس من آذار (مارس) في وقت سابق من الجلسة، عند 43.41 دولار و40.44 دولار على الترتيب. صعد برنت إلى مثليه تقريبا منذ اتفقت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا وحلفاء آخرون - فيما يعرف بـ"أوبك+" - في نيسان (أبريل) على تقليص المعروض 9.7 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) وحزيران (يونيو) لدعم الأسعار التي انهارت جراء أزمة فيروس كورونا. ويوم السبت، اتفقت "أوبك+" على تمديد الاتفاق القاضي بسحب نحو 10 في المائة من الإمدادات العالمية من السوق شهرا ثالثا حتى نهاية تموز (يوليو). وعقب التمديد، رفعت السعودية، أكبر مصدر في العالم، أسعار خاماتها لشهر تموز (يوليو). وقال هوي لي، الاقتصادي لدى بنك أو.سي.بي.سي في سنغافورة، "إن كلا خامي القياس سيحتاج إلى عوامل أقوى للعودة بالأسعار إلى مستويات ما قبل السادس من آذار (مارس)، عندما انهارت بعد فشل "أوبك" وروسيا آنذاك في التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيضات المعروض". وقال لي "الفجوة كبيرة، من الضروري أن تتكون قناعة قوية لكي يرتفع السعر من 43 دولارا إلى مستويات ما قبل الانهيار"، مشيرا إلى سعر برنت عندما كان فوق 50 دولارا قبل انهيار آذار (مارس). من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 36.83 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 34.84 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، كما أن السلة كسبت نحو ثمانية دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 28.45 دولار للبرميل".

مشاركة :