حينما تسقط ورقة التوت عن الكاتب!

  • 1/4/2017
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

من غير اللائق أن يصل كاتب يحمل قلم المسؤولية الى مستوى متدن بعيد عن الحصافة والالتزام بمعايير المنهجية والنقد الهادف.. ومن غير المنطق أن تجد من ينافح عن المجتمع لدرجة أنه قارع المسؤول وجادله، وجعل من نفسه مهددا احيانا بفقد قلمه إن لم تكن حريته، فجأة متلوثا بوحل العنصرية والتعصب سواء لمدينة أو منطقة أو فريق كروي!. تجد من بين هؤلاء الكتّاب الاجتماعيين أو في مجالات شتى غير الرياضة ملتزما بمعايير النقد ذا وقع هادف ورؤية جيدة جعلت لديه قراء ومشاهدين يتابعونه بشغف. لكن فجأة تجده كالمشجع المتعصب المنفلت على مواقع التواصل الاجتماعي حينما يعنى بفريقه الكروي المفضل، وشتان ما بين الوجهين!. تلحظ الانفعال السريع وعدم الهدوء أو توخي الدقة، بل إنه ينجرف أشد من المشجع العادي في كيل الاتهامات للآخرين.. ليس الا أنهم لا يوافقونه في الميول، ليكون السؤال المطروح: هل مثل هذا الكاتب يكذب علينا في اطروحاته الاجتماعية والفكرية التي جعلت منه حاضرا في المشهد العام.. أم أنه يرى في الشأن الرياضي موقعا لافراغ ما في جوفه من غثاء كمكان يستحق مثل ذلك؟ قد تكون هذه الصفة حاضرة لدينا سعوديا بشكل لافت.. لأن الالتزام بالمنهجية الكتابية تحضر فيما يخص المجتمع كاملا، لكن حين المناطقية أو الفريق المفضل تتغير اللغة، وأجزم هنا أنها ليست من صفات الكتاب الملتزمين ولا من سماتهم خاصة أنهم يبنون انفعالاتهم على الظن والشبهة وفوق ذلك اتهامات لا سقف لها هي في الحقيقة معيبة بحق من اطلقها. هنا ليس من حق أحد أن يقول إن ما يكتبه صاحب الرأي في تويتر ليس له علاقة بما يسطره على الصحف أو يدلي به في القنوات التلفزيونية، فجميع ما يطرح فيها من رأي ينتمي اليه وعليه تحمله، ولكونه قد اطلق الرأي أو الاتهام على الرأي العام فهو مسؤول عنه فلا يصح أن يجعله رأيا شخصيا خاصا.. ويختلف عن ما يكتبه على الصحيفة، وهنا الازدواجية وهذا لا يليق بالكاتب ولا بمصداقية ما سيخطه مستقبلا. بعيدا عن الاسقاطات والبحث عن أماكن التفريغ التعصبي للمنطقة أو الجامعة او للفريق الذي تشجعه فشخصية الكاتب او صاحب الرأي هي هي.. لا تتغير، وإن حدث هذا فهو غير جدير أن يكون معينا أو سندا للمجتمع، وللأسف فهناك من اصحاب الرأي لدينا من كنّا نظنه المبدع الحصيف، لكننا نراه فجأة ينتهك المصداقية ويضرب بها عرض الحائط ليس الا أنه يعتقد أن شأنا بسيطا قد يرفع من قدره وهو يخسف به أكثر!. ليس الأمر كذلك فقط وليس خاصا بالفكرة وغلافها التعصبي بل بالنزول الحاد بالعبارة والهبوط بها الى منازل حتى لم نشهدها عند ثلة المتعصبين الكرويين على منابر بعض القنوات.. ويا ويلنا من ذلك ومن نعتقدهم القادة اصبحوا يسايرونهم بحجة أن تويتر منبر حر أُفرغ فيه ما اشاء. ختام القول أنه مهما بلغ النقد من قوة فهو لا يخرج عن الأدب، بل لا يتجاوز محيطه سواء كان في حال مجتمعية أو انتخابات كروية أو مطالبات مناطقية.. لكن حسبنا أن واقعنا يكشف لنا في كل يوم أن كثيرا ممن نحسبهم عقلاء هم في ركب المتعصبين المتكسبين. كاتب

مشاركة :