إذا كنت مولعاً بالفضاء البعيد وتحلم باكتشاف طبقة ستراتوسفير التي لا تعرفها الطائرات العادية، والتي تبدأ حدودها على ارتفاع 10 كيلومترات عن سطح الأرض، فإن طياراً سويسرياً مغامراً مستعد لتحقيق حلمك والارتفاع بك في طائرته ذات المقعدين، حتى 24 كيلومتراً عن سطح الأرض، في مقابل بطاقة سفر ثمنها 50 ألف يورو... فقط! ويبدو مبلغ الخمسين ألف يورو زهيداً لرحلة كهذه، عندما يكون هناك 10 بطاقات فقط، نظراً إلى أن المغامرة الفضائية ستكون إنجازاً عالمياً يمنح المشاركين فيه شهرة تدخلهم التاريخ. وفي الواقع يأمل المغامر السويسري رافاييل دومجان بأن يصبح مشروعه- الحلم حقيقة علمية عام 2018، بعد خضوع طائرته الشمسية «سولار ستراتوس» لتجارب كافية، بدأت قبل أيام بتنفيذها أول طيران ناجح لها على ارتفاع منخفض استغرق سبع دقائق عادت بعدها إلى قاعدتها في سويسرا. لا تشبه «سولار ستراتوس» أي طائرة اخرى، فوزنها 450 كيلوغراماً وطولها أقل من 9 أمتار، وهي مغلفة بألواح شمسية مساحتها 22 متراً مربعاً، لكن مشكلتها هي في عدم تكييفها، لأن أجهزة التكييف تثقل وزنها، ما حدا بصانعها إلى تنفيذ بزة خاصة تشبه تلك التي يرتديها رواد الفضاء، مكيفة هي أيضاً بالطاقة الشمسية لمواجهة حرارة تبلغ 70 درجة تحت الصفر في فضاء ستراتوسفير. وللمغامر السويسري خبرة في هذا المجال، إذ طاف حول العالم عام 2012 بمركب يعمل بالطاقة الشمسية. ونتذكر أن مواطنين له نفذا العام الماضي أول طيران حول العالم بطائرة اعتمدت على الطاقة الشمسية وحدها (سولار إمبالس)، وكل ذلك بهدف تأكيد أن التكنولوجيا الحديثة قادرة على تحقيق منجزات تعجز عنها الطاقة التقليدية. بقي أن الرحلة إلى طبقة الستراتوسفير تستغرق ساعتين ونصف ساعة، بينما تستــغــرق «الإقـــامة» فــيــها 15 دقيقة فقط، قبل أن تعود «سولار ستراتوس» إلى مدرجها في سويسرا في رحلة إياب تمتد ثلاث ساعات.