أزاح البرلمان الألماني (البوندستاج) النقاب عن عدة فضائح تجسس جديدة تورطت فيها طهران وأنقرة داخل بلد أنجيلا ميركل على مدار العام المنصرم. ونقلت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، عن مصادر بالحزب اليساري، أن البرلمان -وبناءً على طلب الأول- أفرج عن إحصائية رسمية صادرة عن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، أوضحت بجلاء أن أنشطة الاستخبارات الإيرانية والتركية داخل الأراضي الألمانية تأتي في صدارة العمليات غير المشروعة التي تقوم بها أجهزة أمنية أجنبية، كالروسية والصينية، في البلد الأوروبي الكبير. ووفق إحصائية هيئة حماية الدستور، سجَّل عام 2017، نحو 35 واقعة تجسس حققت فيها النيابة العامة الألمانية، في حين تصدرها نشاط الاستخبارات التركية التي ركزت في المقام الأول على ملاحقة كوادر ومؤسسات تابعة للمُعارِض التركي فتح الله كولن. في المقابل، لاحقت عمليات التجسس الإيرانية في ألمانيا معارضي دولة الملالي، ناهيك عن مراقبة ورصد تحركات ساسة وحزبيين ألمان. وشهد الشهران الماضيان عشرات عمليات الدهم لمنازل ومساكن وكلاء وعملاء بالحرس الثوري الإيراني وقوات فيلق القدس بزعامة الجنرال قاسم سليماني، في جميع أنحاء ألمانيا. كما تم احتجاز العشرات من الإيرانيين رهن التحقيق، في اتهامات تتعلق بأنشطة تجسسية، وزعزعة الاستقرار، وممارسة أنشطة محظورة في بلد فيدرالي. كما قررت برلين التشدد تجاه الجالية الإيرانية الموجودة على أراضيها، ومن ثم عدم تجاهل التعاطي بحسم مع مختلف جرائمها، ولو كانت اجتماعية لا أمنية. وساهم تزايد التحركات الإيرانية التركية المشبوهة في تضاعف عمليات التجسس على الأراضي الألمانية في 2017 أكثر من 3 مرات عن معدلها في عام 2016، حسب "دير شبيجل". ويأتي التقرير بالتزامن مع توتر العلاقات الألمانية التركية على خلفية اعتقال أنقرة صحفيين ألمانيين على أرضيها، واتهامهم بالتورط في أنشطة انقلابية على سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان. وأفرجت أنقرة قبل أيام عن الصحفي التركي الألماني دينيز يوجيل، بعد احتجازه قرابة عام، فيما لا يزال مصير 4 صحفيين ألمان آخرين بالسجون التركية غامضًا.
مشاركة :