قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مقابلة سيتم بثها اليوم (الأحد) إنه «يترقب» إشارات حول مدى جهوزية كوريا الشمالية للدخول في مفاوضات مباشرة. وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي اس» الاخبارية قال تيلرسون: «يقتضي عملي التأكد من أن الكوريين الشماليين يدركون أن قنواتنا مفتوحة». وأضاف: «أنا أترقب. لا أقوم بتوجيه الكثير من الرسائل في هذه المرحلة. لذا أنا اترقب أن أسمع منكم استعدادكم للحوار». وأدى تقارب بين الكوريتين لمناسبة استضافة كوريا الجنوبية للألعاب الأولمبية الشتوية إلى تكهنات بقرب إجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وبيونغيانغ بعد أشهر من التوتر الحاد والخطابات النارية. وأوضح تيلرسون في المقابلة «سيبلغونني.. نحن نتلقى منهم رسائل، وأعتقد أننا صريحون جداً حيال الطريقة التي نريد من خلالها بدء الحوار». وشدد وزير الخارجية الأميركي على أنه لم يتم تقديم أي حافز لدفع بيونغيانغ إلى طاولة المفاوضات. وذكر تيلرسون: «لا نستخدم جزرة لاقناعهم بالحوار، نحن نستخدم عصا غليظة وهذا هو ما هم في حاجة إليه لكي يفهموا». وقال ترامب إن «حملة الضغوط هذه بدأت تحدث تأثيراً في كوريا الشمالية». وفرض مجلس الأمن سلسلة عقوبات ضد كوريا الشمالية على خلفية برنامجيها النووي والباليستي. وكانت الولايات المتحدة أشارت إلى أن واشنطن منفتحة على الحوار المباشر، لكن تيلرسون شدد في وقت سابق من الشهر الجاري أن الكرة في ملعب بيونغيانغ. وفي 12 شباط (فبراير) قال تيلرسون خلال زيارة إلى القاهرة «قلنا قبل ذلك إن الأمر يعود إلى كوريا الشمالية لتقرر متى تكون مستعدة لبدء (المحادثات) معنا بشكل صادق وذات مغزى»، مضيفاً أنها «(كوريا الشمالية) تعرف الشروط الضرورية للتفاوض». وأضاف انهم «يعلمون ما يجب أن يكون مطروحاً للنقاش على الطاولة». وتقول واشنطن إنه يتعين على بيونغيانغ اتخاذ خطوات ملموسة باتجاه نزع السلاح النووي قبل بدء المفاوضات، في المقابل يدعو الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن إلى تقارب أكبر من أجل دفع كوريا الشمالية إلى الحوار. وتلقى مون الأسبوع الماضي دعوة إلى قمة في بيونغيانغ. وسلمته كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الدعوة خلال مشاركتها في البعثة الكورية الشمالية الرفيعة المستوى المواكبة للوفد الأولمبي إلى ألعاب بيونغ تشانغ. وقال رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن السبت انه من المبكر التفكير بعقد قمة مع زعيم كوريا الشمالية. وأضاف خلال زيارته المركز الصحافي في بيونغ تشانغ: «نضع آمالاً كبيرة في عقد قمة بين الشمال والجنوب، لكنني أعتقد أن الأمر متسرع بعض الشيء»، مشيراً إلى أن الأمر «سابق لأوانه». وأدت الألعاب الشتوية إلى تقارب بين شخصيات من الجنوب والشمال الخاضع لمجموعات من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، بسبب تجاربه النووية والباليستية. لكن مون قال إن «ألعاب السلام» سلطت الضوء على الحاجة إلى حصول تواصل بين واشنطن وبيونغيانغ، مضيفاً أن «التوافق العام على الحاجة إلى الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يزداد تدريجياً». وتابع «ننتظر أن تؤدي المحادثات الكورية الحالية إلى حوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وإلى نزع السلاح النووي». وتصر واشنطن على أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة باتجاه نزع سلاحها النووي قبل أي حوار، في حين يدعو مون إلى حوار لطرح الموضوع على الطاولة.
مشاركة :