مزارعو عمان يسابقون حرارة الطقس في موسم طلع النخيل

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مزارعو عمان يسابقون حرارة الطقس في موسم طلع النخيلتربط الإنسان العماني علاقة وثيقة بالنخلة منذ القدم، وهو يوليها اهتمامه ورعايته، فتقابله بمكرماتها من الثمار التي تكون قوتا له ولأسرته طوال فصول السنة، ويستفيد من سعفها لصنع منتجات حرفية توارثتها الأجيال تمثل مردودا إضافيا له ورافدا سلعيا للأسواق، لا سيما تلك المتعلقة بالزراعة وجني التمور.العرب  [نُشر في 2018/02/19، العدد: 10905، ص(20)]عملية التلقيح دقيقة تتطلب الخبرة مسقط- تنشط الحركة الفلاحية مع بداية موسم تلقيح النخيل في المناطق التي تشتهر بزراعة النخيل في سلطنة عمان، حيث يسارع المزارعون بعد أن يتغير الجو إلى الحرارة النسبية إلى تنظيم عملية تلقيح النخيل قبل اشتداد الحر وفساد عملية التلقيح، أو كما تسمى محليا “تنبيت النخيل”، وهي التي تتم بزرع طلع النخيل الصغيرة في النخلة الأم الكبيرة وينتظرونها حتى تخصب وتينع بثمار البلح والرطب الوفير بأنواعه. وتبدأ مرحلة التنبيت في السلطنة بعد ما يطلق عليه محليا بـ “طياح الصردة” وهو موسم شديد البرودة تبدأ فيه عملية الطلع في الأصناف التي اشتهرت بسبقها في بدء الرطب في فصل الصيف كنخيل البطاش، والمزناج، والمنحي، والقدمي، والنغال، وأم السلى، وقش ثميد، وقش قاروت، وأنواع أخرى عديدة وهي الأشهر بين أنواع النخيل السباقة في الطلع التي يتناقل العمانيون أخبارها منذ طلعها وحتى بدء حصاد ثمرها. وتشهد أسواق السلطنة خلال هذه الأيام حركة نشطة لبيع وشراء النبات، نظرا لبدء موسم تنبيت النخيل، وتتم عملية البيع والشراء عن طريق المناداة على النبات في السوق منذ الصباح الباكر، حيث يأتي مزارعو النخيل، لشراء أو بيع النبات الذي يؤخذ من نخلة الفحل وهي التي تحمل حبوب اللقاح الذكر. وتتم عملية التنبيت بعد تفتح طلع النخيل إذ يقوم المزارع بوضع النبات، وهو عبارة عن شماريخ (عناقيد ثمار النخيل) يتراوح عددها بين 1 و10 أو أكثر بقليل حسب صنف النخلة، مباشرة في طلع النخيل القصيرة (الشماريخ) أو بحزمها بشريط خفيف ليتمكن الشريط من الانفتاح تدريجيا مع نمو الشماريخ إلى أن تتحرر نهائيا من المادة المربوطة بها، وتستخدم هذه الطريقة فقط لأنواع النخيل التيتكون شماريخ طلعها طويلة كالخنيزي والخصاب.عملية تنبيت النخيل تختلف حسب نوع النبات وجودته وصنف النخلة وطبيعة مناخ المكان ورطوبته، وتستغرق عدة أيام حسب تعامل المزارعين معها وتختلف حاجة النخلة إلى شماريخ “النبات” الفحل حسب نوعها، فنخلة النغال مثلا لا تتطلب سوى بين 3 و4 شماريخ توضع في عذوقها اليانعة، في حين تحتاج نباتات الخلاص والأنوان والخشكار إلى عدد أكبر من شماريخ الفحل لتتم عملية التلقيح بنجاح، فتزيد أو تقل الكمية حسب نوع النخلة. وتعد عملية اختيار صنف النبات الذي تتم به عملية تلقيح النخيل مهمة لإنجاح عملية التنبيت، كاختيار أصناف تمتاز بجودتها التلقيحية كفحول الجناديد طويلة الشماريخ والخور(الفرض)، ويشترط أن يكون طلع الفحل متفتحا ومليئا باللقاح، وألا يكون النبات تالفا، ويعزف المزارعون عن تلقيح النخيل أيام الأمطار بسبب فشل العملية وعدم استفادة النخلة منها. وقد تختلف طريقة التنبيت عند بعض المزارعين إذ لا يعتمدون بشكل كلي على وزع شماريخ الفحل فقط بل قد يلجأون إلى استخلاص بودرة التلقيح البيضاء الموجودة في “النبات” الفحل ووضعها في قماشة لنثرها وتوزيعها بصورة يدوية على عذوق النخلة الأم لتثمر، وقد يعمدون بعدها إلى تغطية العذق بقماش أو الليف بما يسمح بمرور الهواء بداخله، لحمايته من الرطوبة ولإنجاح عملية التلقيح، أو قد يتركونه مكشوفا حسب نوع النخلة. وتستغرق فترة انتظار التنبيت أكثر من شهرين لتبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة الانحدار، أي النزول من ارتفاع إلى منحدر، ومحليا تعني إنزال عذق النخلة من أعلى النخلة إلى مستوى يمكن المزارع من جني الرطب. وينقسم التحدير إلى طريقتين؛ الأولى وهي “حدار التخليج” بمعنى أن يتم جذب العذق من الأعلى ويوضع بعد ثنيه على السعفة المناسبة والمقابلة له ويثبت إما بأحد شماريخ العذق وإما بشريط بلاستيكي وإما بواسطة “السرد” وهو منتج سعفي يدوي (حبل ليف) الذي يصنع من ليف النخيل. والطريقة الأخرى تعرف بـ”الجذب” وتختلف عن الأولى بأنها لا يتم وضع العذوق فيها على (السعف) وإنما تجذب بحذر إلى أسفل السعف وتثبت بالمواد سالفة الذكر على جريد النخلة بشكل دائري. وبعد حدار النخيل أو مرور 4 أشهر تقريبا على النخلة سواء المحدرة أم غير المحدرة يبدأ موسم جني وحصاد الثمار وذلك من خلال خراف (قطف) الرطب أولا ثم جداد النخيل (قص عذوق النخيل) للحصول على التمور. جدير بالذكر أن عملية تنبيت النخيل تختلف حسب نوع النبات وجودته وصنف النخلة وطبيعة مناخ المكان ورطوبته، وتستغرق عدة أيام حسب تعامل المزارعين معها؛ فالبعض يفضل انتظار تفتح جميع الطلع والبعض الآخر يقوم بتنبيت كل طلعة على حدة، كما يحذر المزارعون من تأخير عملية التنبيت إلى أن تخضر شماريخ الطلع كثيرا لأن ذلك يسبب فشل عملية التنبيت كما في نخلة النغال، إلا في بعض الأنواع كالخنيزي والخصاب.

مشاركة :