نجاح مؤتمر إعمار العراق الذي نظمته الكويت مؤخرًا وبمشاركة دولتنا الغالية ارتكز على الضرورات المهمة التي وضعها سمو أمير الكويت حفظه الله الشيخ صباح الاحمد كمفتاح للمشاكل، كبعد نظر لرجل السلام والدبلوماسي الخبير في التفكير بالعقل للاحتواء بالازمات بحكمة، فالمبادرات العظيمة التي رافقته طوال مسؤولياته سواء عندما كان وزيرا للخارجية او حاكما لبلد الصداقة والسلام نعرف كيف حرص على اهمية الشباب والرياضة دورا في تقارب الشعوب برغم الألم والجراح الذي تعرضت له بلاده نجده اليوم يسخر إمكانات بلاده لأعمار الجار «العراق» فيه الكثير من روائع الروح السامية، فمنذ أكثر من ثلاثة عقود تم الغزو ولعبت الرياضة دورًا كبيرًا ففي أول بطولة عربية أقيمت في القاهرة عام 2000 على كأس الامير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله جرت اول مباراة كروية بين البلدين العراق والكويت على ستاد ناصر بين ناديي الكويت والشرطة العراقي ومن حسن حظي وسعادتي بان أتولى الإشراف الإعلامي، وفي يوم مشهود عقد مؤتمر صحفي بفندق الهرم بحضور المرحوم عثمان السعد أمين عام الاتحاد العربي والمرحوم عمر غويلة الصحفي التونسي الشهيروالدكتور بسام هارون رحمهم الله جميعا كنت مسؤولا عن ترتيب الاتفاقية بين مرزوق الغانم رئيس الوفد الكويتي حاليا رئيس مجلس الأمة والزميل رعد حمودي رئيس نادي الشرطة رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بتوقيع الاتفاقية والعودة الرياضية للبلدين ومن المصادفة التاريخية التي لا أنساها هو أن القياديين الرياضيين قاما بالتوقيع على الاتفاقية بقلم العبد لله أحتفظ بها ليومنا فكانت الساعة المباركة! هنا الكويت.. هنا أرض الوفاء والعطاء حيث المنطلق العربي مثمنين جهود الاشقاء على تفانيهم وإخلاصهم لاستضافة هذا الحدث التاريخي الذي لن تنساه الامة، فالكويت هي دار المحبة والخير، ولهذا فإن مؤتمر الاعمار لها أهمية خاصة كوننا جميعا تمنينا ان نرى هذا العمل والمشروع القومي الكبير من منارة العرب الكويت لتبقى الكويت المحطة الرئيسية دائما في تقارب الشعوب العربية، والتي تسعى لتضميد الجراح العربية الذي عانينا منها كثيرا، واليوم وصافرة البداية تنطلق لبدء الاعمار نتمنى بأن نرى بلد التاريخ والحضارات يعود من بوابة الكويت فهنيئا للعراق بعد أن عانى شعبه وتعرض للجراح والحزن لسنوات طويلة بسبب الحروب، نجح مؤتمر الاعمار فكنت سعيدا بمثل هذه المواقف النبيلة، فالكويت مع العراق جيران الدهر، فكما علق وكتب السياسي المخضرم عبد الله بشارة «فكلما زاد العراق استقرارا اتسعت آفاق الاطمئنان في الكويت، وكلما ازدهر العراق توهجت ابتسامات الكويت». الأيام السعيدة هذه الايام التي يحتفل بها الكويت بالذكرى السابعة والخمسين للعيد الوطني والذكرى السابعة والعشرين للتحرير، لابد لنا أن نهنأ ونشيد بالخطوة الانسانية لأمير الإنسانية، فكلناعشنا وتابعنا أحداث دورة الخليج العربي لكرة القدم الاخيرة بكل فرح وسعادة بعودة أم الدورات وإقامتها في ظل ظروف صعبة إلا أن حكمة وكرم وجود صباح الخير وراء عودتها.. والله من راء القصد.
مشاركة :