أكّد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، أن هناك مؤشّرات إيجابية تؤكد نجاح المؤتمر، الأمر الذي يدعو للتفاؤل بمستقبل أمن واستقرار العراق الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار الكويت والمنطقة. وقال أمير الكويت، في كلمته ضمن المؤتمر، إنّ حجم الحشد الدولي الواسع على المستوى الرسمي والشعبي والقطاع الخاص يمثل اعترافاً من العالم بحجم التضحيات التي تكبدها العراق في مواجهته للإرهاب، وسعياً من المجتمع الدولي لمكافأته على تلك المواجهة، مضيفاً: «مخرجات مؤتمرنا ستسهم وبشكل فاعل في إعمار وبناء العراق. وهناك مؤشّرات إيجابية تؤكد نجاحاً تحقق لهذا المؤتمر وهذا النجاح يدعونا إلى الثقة بأنّه سيقود وبنجاح الأشقاء في العراق في المرحلة القادمة التي ستشهد انتخابات شاملة لتتواصل العملية السياسية بمشاركة كافة أطياف الشعب العراقي، في سعي يهدف لتضافر الجهود لتحقيق وحدة العراق وسلامته وتحقيق آمال وتطلعات أبنائه، في مجتمع متماسك ومتصالح ينعم بحياة طبيعية آمنة ومزدهرة». إعمار شامل وأوضح الشيخ صباح الأحمد أنّ حجم الدمار الذي لحق بالعراق جراء سيطرة التنظيمات الإرهابية على بعض الأراضي العراقية وما ترتب على ذلك من قتال لتلك التنظيمات لتطهير التراب العراقي، يستوجب الشروع في إعادة إعمار شامل لما تم تدميره من بنية تحتية ومرافق الحياة الأخرى، وهو عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحيداً. وأعلن الشيخ صباح الأحمد أنّ دولة الكويت وانطلاقاً من التزامها بدعم الأشقاء في العراق ستلتزم بتخصيص مليار دولار كقروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق، فضلاً عن مساهمة الجمعيات الخيرية الكويتية. تضامن من جهته، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المجتمع الدولي، على دعم جهود العراق في إعادة الإعمار بعد القضاء على تنظيم داعش. وقال غوتيريش في خطاب في اليوم الختامي لمؤتمر إعادة إعمار العراق: «العالم مدين لكم جراء نضالكم ضد التهديد العالمي الذي فرضه تنظيم داعش، حان الوقت لإظهار امتناننا الخالص والتعبير عن تضامننا مع الشعب العراقي». دور أممي وشدّد غوتيريش على ضرورة دعم المجتمع الدولي جهود العراق في إعادة بناء ما دمرته الحرب من خلال الدعم السياسي والدعم بالموارد، مؤكداً أنّ الأمم المتحدة ستقوم بدورها وستكون إلى جوار العراق في كل خطوة. وأعلن عن برنامج مساعدات للأمم المتحدة يمتد على عامين ويهدف لمساعدة الحكومة العراقية على تطبيق الجوانب الاجتماعية في مشروع إعادة الإعمار. ودعا غوتيريش بغداد إلى إدخال إصلاحات على نظامها المالي وعلى القطاع الأمني ومعالجة الأسباب التي دفعت عراقيين للتطرّف وبينها أنظمة مكافحة الإرهاب المعتمدة في العراق، مطالباً أيضاً بالعمل على تحقيق المصالحة. إشادة أشاد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ودولة الكويت بالوقوف مع العراق واستضافة مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق. كما أشاد باستضافة دولة الكويت وعلى رأسها أمير البلاد المؤتمرات الدولية التي تعمل على دعم ورعاية النازحين في دول العالم ومنها مؤتمرات المانحين لصالح الشعب السوري، مشيراً إلى أنّ الكثير من رؤساء دول العالم ممتنون لموقف الكويت الرائد تجاه القضايا الإنسانية.
مشاركة :