نوف حميد: الـ «واتس أب» مصدر معظم الشائعات

  • 2/20/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: مها عادل نالت نوف حميد راشد علي، الطالبة بكلية الإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان التكريم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في منتدى الإعلام الإماراتي الماضي لفوزها بالمركز الثاني في مسابقة البحث العلمي. الدراسة الفائزة عنوانها «الأخبار المفبركة وأثر مواقع التواصل الاجتماعي على انتشارها». وأكدت نوف حميد في حوار مع «الخليج» أن الدراسة تكشف عن مدى خطورة انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف نشر الفتن وزعزعة الأمن. ورأت في الوقت نفسه أن المصداقية التي يمنحها الناس للإعلام الإماراتي تقلل من فرصة وقوعهم فريسة لهذه الأخبار المفبركة، وفيما يلي نص الحوار:*ما فكرة البحث؟ ولماذا اخترتها بالتحديد؟- عندما قام نادي دبي للصحافة بتنظيم المسابقة ضمن فعاليات منتدى الإمارات للإعلام في دورته الرابعة لأفضل ورقة بحثية لطلبة وطالبات كليات الإعلام على مستوى الدولة، تحت عنوان «الأخبار المفبركة»، لم أتردد بالمشاركة فيها لأنني كنت شغوفة بالتعرف على عوامل انتشار الأخبار المفبركة وكيفية التصدي لها، حيث إنني كان يصادفني ضبط خبر مفبرك أو إشاعة أثناء استخدامي لمواقع التواصل الاجتماعي، فبدأت أبحث عن إجابات لأسئلتي وحصلت على الأجوبة من خلال البحث الذي قمت به. *إلى أي مدى استفدت من دراستك بالكلية للمشاركة في المسابقة؟ - دعمتني الدراسة بأكثر من جانب، أولاً لأن هذا الموضوع ضمن اهتماماتي كطالبة في تخصص العلاقات العامة، فالشائعات تعتبر من الأزمات التي يواجهها العاملون في هذا المجال وتتطلب منا الدراسة والتدقيق بالظاهرة، وكانت فرصة لي من خلال البحث التعرف على أساليب المواجهة والحد من هذا النوع من الأخبار بالإضافة إلى استفادتي من توجيهات د. مها عبد المجيد، الأستاذة المشاركة بالكلية والمشرفة على البحث، فهي من قامت بترشيحي للمسابقة وسعدت كثيراً عندما علمت منها بعنوان المسابقة ومضمونها حيث إن الموضوع ذاته مرتبط بمجالي.*ما أهم النقاط التي ركزت عليها في البحث؟- تمحور البحث على التساؤلات الرئيسية التي تدور حول عوامل انتشار الشائعات واستراتيجيات الحد منها، وما مدى إدراك الجمهور لتلك الظاهرة وكيف يتعامل الجمهور معها؟ وما هو مدى مصداقية وسائل الإعلام الإماراتية وثقة الجمهور بها؟ وكيف يمكن الحد من الأخبار المفبركة من وجهة نظر الجمهور؟ إدراك الجمهور *ما أهم مراحل تنفيذ البحث؟- بما أن البحث الذي قمت بتنفيذه ينتمي إلى نمط البحوث الكمية التي تعتمد على الأساليب الإحصائية، فقد اعتمدت في البحث على المنهج الوصفي، وجمعت البيانات من العينة المختارة عشوائياً بواسطة أداة الاستبيان الإلكتروني المكون من 22 سؤالاً، وتضمن فئات تقيس مدى استخدام العينة لوسائل الإعلام الإماراتية، وثقتهم فيها واعتمادهم عليها، وأسئلة تقيس إدراك الجمهور للخبر الكاذب والمصداقية.*ما هي خصائص العينة التي اشتمل عليها البحث؟- تميزت العينة بكونها عشوائية وتستهدف مستخدمي الإنترنت من الجمهور والشباب العربي، من مواطني الإمارات، والمقيمين فيها. تنوعت الفئات العمرية، والنوع، والمؤهلات الدراسية، وتم مراعاة التنوع في العينة للخروج بنتائج أكثر دقة، وشملت العينة الجنسيات العربية ومنها: الإمارات، البحرين، السعودية، مصر، السودان، العراق، الأردن، سوريا والجزائر واليمن، غير أن الغالبية العظمى من المستجيبين كانت من مواطني الإمارات. *ما أهم ما وصلت إليه من نتائج؟- توصلت إلى عدة نتائج مهمة ومنها أن 56.5% من أفراد العينة تصلهم الشائعات من خلالها تطبيق «واتس أب».وأن 75.6% من العينة لا يعيدون إرسال الرسائل التي تحتوي على أخبار كاذبة. وتبين أن 58.6% من عينة الدراسة مدركون أن الشائعات تهدف لنشر الفتن وزعزعة الأمن كما أن 55.2% من العينة لا يصدقون المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أما نسبة 41.4% فقالوا إنهم قد يصدقون ما يصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي حسب مصداقية المرسل.وماذا عن تأثير هذه الشائعات والأخبار المفبركة على الجمهور *وكيف يتأكد الناس من مصداقية الأخبار؟ - نتائج الدراسة تقول إن المصداقية التي يمنحها الناس للإعلام الإماراتي تقلل من فرصة وقوعهم فريسة لهذه الشائعات والأخبار المفبركة، فعينة الدراسة كشفت أن 94% من أفرادها يتابعون وسائل الإعلام الإماراتية بشكل دائم أو منتظم و73.3% أكدوا أنه الإعلام الأكثر تصديقاً ويرجعون إليه للتحقق من القضايا، وحظيت قنوات التلفزيون بالنسبة الأعلى من المصداقية بمقدار 61%، ويليها الصحف الورقية بنسبة 54%. و73.3% من العينة يرجعون لوسائل الإعلام في حال استلامهم لمعلومة متناقضة متعلقة بأي قضية، ثم 19.8% من يتابعون الإعلام الأجنبي، ثم الإعلام العربي بنحو 7% وأثبتت الدراسة أن من العوامل المؤثرة في ثقة الجمهور في وسيلة الإعلام، هي وجود مصادر رسمية في الأخبار وهذا رأي 45.2%، و 21.4% من العينة يثقون في الأخبار لوجود مصادر معلومة ومذكورة بدقة، كما أن 49.4% من العينة أكدوا على أهمية توعية الجمهور بعدم تداول الشائعات والتحري من المصادر الإعلامية الموثوقة، وأوصي 16.1% بضرورة تتبع مصادر الإشاعة ومروجها بالتقنيات الحديثة، و 11.5% على التوالي اقترحوا تقديم المعلومات الدقيقة لدعم مصداقية وسائل الإعلام، وتفعيل دور الصفحات والمواقع الإلكترونية للمؤسسات والدوائر الرسمية، و 11.5% يرون ضرورة تحليل الإشاعة وعرض الحقائق وإزالة الشكوك. أخلاقيات التعامل *ما أهم التوصيات التي خلصت إليها الدراسة؟- توصلت الدراسة إلى أن القنوات التلفزيونية الإماراتية تحتل الصدارة الأولى كمصدر إخباري لدى الجمهور تليها الصحف، ويتم متابعة التلفزيون أكثر من غيره من الوسائل الإلكترونية لتميزه بالمصداقية في التغطية، كما أوضحت النتائج أن نسبة كبيرة من العينة ترى أن وسائل الإعلام الإماراتية تتميز بالمصداقية ومزايا أخرى، كذلك تم طرح توصيات مهمة لمعالجة مشكلة الأخبار المفبركة مثل: إضافة مقررات دراسية هدفها التثقيف والتدريب على أخلاقيات التعامل الإلكتروني وأمن مشاركة المعلومات والتحقق من مصداقيتها وتتضمن اللوائح والقوانين المتعلقة بذلك، وأن تقوم كل دائرة حكومية بتخصيص صفحة إلكترونية أو بريد إلكتروني أو رقم «واتس آب» أو تطبيق ذكي لاستقبال أي خبر مشكوك فيه ليتم الرد عليهم بشكل مباشر، وإضافة أيقونة بجانب خانة التعليق على الخبر بتحمل المسؤولية لما ينشره المستخدم وأنه سيتعرض للعقوبة في حال اكتشاف الأمر.*بماذا تنصحين الشباب بصفة خاصة والقراء بصفة عامة عند تعرضهم للأخبار والمعلومات عبر شبكة الإنترنت؟- أنصحهم بعدم تداول الأخبار قبل التحري عن مصداقيتها وصحتها، ويفضل في حال استلام خبر مشكوك في صحته اللجوء إلى الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤسسة نفسها للتأكد من صحة الخبر، أو مراسلتها عبر البريد الإلكتروني للاستفسار.*هل توقعت الفوز بالجائزة؟ وكيف كان شعورك عند التكريم؟- حقيقة لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة خاصة وأن هذه أول تجربة لي بالمشاركة في المسابقات منذ أن التحقت بالجامعة في تخصص الإعلام، وفخورة جداً بتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لي، وأعتبر هذا التكريم تحفيزاً لي بمواصلة العمل والاجتهاد في كل ما ينفع ويطور المجتمع.*ما هي طموحاتك في المستقبل؟ - طموحاتي المستقبلية كثيرة وكبيرة، أتمنى أن أترك بصمة مميزة في المجال الذي أدرس فيه وأبدع وأبتكر وأنتج فيه، فطموحي بعد إنهاء دراستي أن أحصل على الماجستير في مجال الإعلام. وبالطبع أدرجت البحوث العلمية ضمن خططي المستقبلية وذلك لتطوير طاقتي الإبداعية، حيث إن البحوث من ضمن الأعمال التي تنفذ في مجال العلاقات العامة وهو تخصصي الدراسي الرئيسي.

مشاركة :