أنقرة - أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أن قوات بلاده ستحاصر خلال أيام مدينة عفرين بشمال سوريا، حيث تنفذ أنقرة عملية عسكرية منذ الشهر الماضي ضد مقاتلين أكراد. وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه في البرلمان "خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين". وأكد أردوغان أن ذلك سيمنع وصول إمدادات الأسلحة للوحدات الكردية في عفرين من خارج المنطقة وسيحرمها من فرصة مواصلة المفاوضات مع أي طرف. وجاءت تصريحاته في وقت دخلت الحملة البرية والجوية التركية التي أطلق عليها "غصن الزيتون" ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" شهرها الثاني. وفي حين أشار بعض المحللين إلى أن القوات التركية وفصائل المعارضة المدعومة منها حققت تقدما بطيئا، دافع أردوغان عن ذلك بقوله "تلاحظون أن التقدم البري بطيء نوعا ما، وذلك لحرصنا الشديد على حياة جنودنا وحياة المدنيين هناك، لكن الأيام المقبلة سوف تشهد تسارعا في التقدم البري وحصارا لمدينة عفرين". وشدد أردوغان على أن عملية غصن الزيتون لن تتوقف، قائلا "ليس أمامنا خيار سوى مواصلة الطريق". وأكد أن العمليات ضد التهديدات الإرهابية ستتوسع بحسب الحاجة في أي منطقة شمالي سوريا، مضيفا "سنواصل حربنا على الإرهاب إلى حين القضاء على آخر إرهابي". وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية جوية وبرية في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها الجنوبية. وتعتبر أنقرة الوحدات ذراعا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن منذ عقود تمردا في الأراضي التركية. وتزامنت التصريحات أردوغان مع ما تم تداوله في الأيام الأخيرة من أخبرا مفادها أن القوات السورية ستدخل مدينة عفرين لمؤازرة القوات الكردية ضد العدوان التركي من جهة، وبالتزامن مع ما راج عن الصعوبات التي تواجهها القوات التركية في الحملة التي شنتها ضد ما تعتبرهم "إرهابيين". وأعلنت تقارير سورية، الاثنين، أن قوات شعبية سورية ستصل إلى منطقة عفرين لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المنطقة وسكانها منذ الشهر الماضي. ولكن لم يتم تأكيد وصولها حتى الآن. ولكن يبدو أن هذا الإعلان أربك الجانب التركي الذي هدد بمواجهة القوات السورية إذا اختارت الاصطفاف إلى جانب القوات الكردية، كما دفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الحدودية مع سوريا. كما تجد تركيا نفسها في حرج بعد أن أعلت لدى بدء العملية العسكرية أنها ستحسم المعركة في غضون ولكن وبعد مرور أكثر من شهر على ببداية العملية لم تحقق القوات التركية أي تقدم هام داخل مدينة عفرين واصطدمت بمقاومة كبيرة من القوات الكردية وتكبدت خسائر كبيرة سواء على مستوى العتاد العسكري أو على المستوى البشري. ولهذا تسعى أنقرة لتخفيف وطأة ما آلت إليه الأمور في معركة كانت حساباتها خاطئة، بالترويج مجددا لحسم سريع للمعركة أو بالأحرى لتحقيق تقدم يذكر في وقت قياسي.
مشاركة :