عرض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي، خطة للسلام تعالج الإشكالات الجوهرية، التي تسببت بفشل مساعي السلام على مدار عقود. وقال عباس، في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط، “إن الخطة تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف 2018، يستند لقرارات الشرعية الدولية، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو، كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850”. كلمة محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي عباس: إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون..مباشر | كلمة الرئيس الفلسطيني أمام مجلس الأمن الدولي Posted by قناة الغد – فلسطين on Dienstag, 20. Februar 2018 وأضاف: يجب أن يكون من مخرجات المؤتمر، قبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، والتوجه لمجلس الأمن لتحقيق ذلك، وتبادل الاعتراف بين دولة فلسطين وإسرائيل على حدود عام 1967، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، مع توفير الضمانات للتنفيذ. وتابع “إن الخطة تتضمن أن تتوقف جميع الأطراف خلال فترة المفاوضات، عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب، خاصة تلك التي تؤثر على نتائج الحل النهائي، وعلى رأسها النشاطات الاستيطانية في الأرض المحتلة عام 1967 وبما فيها القدس الشرقية، وتجميد القرار الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الاميركية للقدس”. وبيّن الرئيس عباس، أن خطة السلام تنص أيضا على تطبيق مبادرة السلام العربية كما اعتمدت، وعقد اتفاق إقليمي عند التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وجدد التأكيد على الأسس المرجعية لأي مفاوضات مقبلة، بالالتزام بالقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يشمل قرارات مجلس الأمن 242، و338 وصولا للقرار 2334، ومبادرة السلام العربية، والاتفاقيات الموقعة. وأكد أن من هذه الاسس مبدأ حل الدولتين، أي دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ورفض الحلول الجزئية، والدولة ذات الحدود المؤقتة، وقبول تبادل طفيف للأرض بالقيمة والمثل بموافقة الطرفين. وشدد على أن الأسس تشمل أيضا القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، تكون مدينة مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث، وضمان أمن الدولتين دون المساس بسيادة واستقلال أي منهما، من خلال وجود طرف ثالث دولي، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194، وفقاً لمبادرة السلام العربية، واستمرار الالتزام الدولي بدعم وكالة الأونروا لحين حل قضية اللاجئين. وأكد الرئيس عباس أنه سيتم عرض ما يتم التوصل له من اتفاقات مع إسرائيل لاستفتاء عام أمام شعبنا، إعمالا للديمقراطية وتحقيقا للشرعية. وأعرب عن أمله بأن تجد رؤية السلام التي طرحها استجابة من قبل مجلس الأمن، مؤكدا استعداده لبدء المفاوضات فورا، وصولا لنيل شعبنا حريته واستقلاله وتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم. وقال الرئيس الفلسطيني، في كلمته أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، إن النكبة تسببت في تشريد 6 ملايين فلسطيني، داعيا الحكومة البريطانية لتحمل المسؤولية على ما قدمته للكيان الإسرائيلي.وأضاف عباس، “نعمل على توحيد الشعب الفلسطيني تحت سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد”، مؤكدا “نبذل جهودا كبيرة لنشر ثقافة السلام ونبذ العنف”. وأشار إلى إنجاز 83 اتفاقا أمنيا مع دول العالم لمحاربة الإرهاب، وأوضح أنهم يعملون على أن يعيش الشعب الفلسطيني بحرية بعيدًا عن ويلات الحروب. وأوضح، أنهم لم يرفضوا من قبل أي دعوة للمفاوضات، مؤكدا أنها الطريق الوحيد للوصول إلى السلام، وقال “عملنا مع كافة الأطراف الدولية للتوصل إلى حل نهائي، لكن الجانب الإسرائيلي يتهرب”. وقال عباس، “لم نجد من يحاسب إسرائيل على استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية”، لافتا إلى أن الأمم المتحدة أخفقت في تنفيذ قراراتها بشأن القضية الفلسطينية، وأن إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون. وأكد الرئيس الفلسطيني، أن إدارة ترامب غير واضحة بشأن حل الدولتين، وأنها أزاحت ملف القدس من طاولة المفاوضات، في سابقة هي الأولى من نوعها، مشيرا إلى أن “الإدارة الأمريكية تتهمنا بالإرهاب”. وشدد عباس على أنهم لن يقبلوا أن تُفرض عليهم حلولا من أي جهة تخالف الشرعية الدولية، وأنه لا بد من إيجاد آلية دولية متعددة الأطراف لحل القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن فلسطين ستكثف الجهود للحصول على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، وكذلك الحصول على عضوية في الأمم المتحدة، مؤكدا أنه “يجب وقف الاستيطان الإسرائيلي وتجميد القرار الأمريكي بشأن القدس”، وقال عباس “نعمل على توفير الحماية الدولية لشعبنا ضد الانتهاكات الإسرائيلية”.
مشاركة :