يحمل الشتاء معه بعض المضار على مستوى صحة القلب. يمكنك تقليص مخاطر النوبات القلبية بفضل حلول بسيطة مثل الوقاية من الإجهاد المفرط والاستعداد للطقس البارد اذا كنت تزور بلداً تكون الحرارة فيه منخفضة للغاية. حين تتراجع حرارة الطقس، يرتفع خطر الإصابة بنوبات قلبية تدريجياً. يقول الدكتور راندال زوسمان، طبيب قلب في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «ينشئ الطقس البارد أحياناً مجموعة مثالية من عوامل الخطر التي تمهّد لمواجهة مشاكل في القلب والأوعية الدموية». يشتق عدد من تلك المخاطر من «التفاوت بين العرض والطلب»، بحسب وصف زوسمان. يمكن أن يخفف الطقس البارد كمية الدم التي تصل إلى عضل القلب وتكون غنية بالأوكسجين. وقد يجعلك هذا الوضع تواجه مواقف تُجبِر قلبك على بذل مجهود إضافي. نتيجةً لذلك، سيطلب قلبك كمية إضافية من الدم الغني بالأوكسجين. وذلك التفاوت (أي تراجع كمية الأوكسجين التي تصل إلى القلب تزامناً مع زيادة حاجة القلب إلى الأوكسجين) كفيل بتعريضك لنوبة قلبية. في ما يلي ملخّص عن عوامل يمكن أن تسبب نوبة قلبية خلال أشهر البرد وكيفية تقليص المخاطر: الخطر: الإجهاد المفرط يسبّب لنا الشتاء إجهاداً مفرطاً حين نضطر مثلاً إلى المشي بإيقاع سريع ومقاومة الريح القوية أو ندفع السيارة لإخراجها من تحت أكوام الثلج، ما يزيد حاجة القلب إلى الأوكسجين. يوضح زوسمان: «إذا أدى انسداد في أحد شرايين القلب إلى تخفيف تدفق الدم نحو عضل القلب، قد لا تكون الكمية كافية لتلبية حجم الطلب». يصاب عدد كبير منا بانسدادات لا نعرف بها. الحل: حذار بشكل خاص من إجهاد نفسك في الخارج خلال الشتاء. تختلف إزاحة كومة من الثلج عن جرف كرات ثلجية ثقيلة ورطبة. يجب أن يتجنب المرضى هذه النشاطات، وتحديداً إذا كانوا يواجهون عوامل خطر تسهّل إصابتهم بأمراض قلبية. تشمل عوامل الخطر المحتملة: التدخين، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، والسكري، والبدانة، ووجود تاريخ عائلي بالمرض. يشجّع زوسمان المرضى على تكليف شخص آخر بهذه المهام الشاقة. الخطر: التعرّض للبرد حين يتعرّض جسمك فجأةً لبرد شديد، ستتضيّق أوعيتك الدموية. الحل: لا تخرج من المنزل بملابس خفيفة. ضع معطفك عليك واعتمر قبعة واستعمل قفازين مسبقاً. الخطر: السخونة المفرطة من الضروري أن نحافظ على دفء جسمنا في الطقس البارد لكن يجب أن نتجنب أيضاً السخونة المفرطة نتيجة للنشاط الجسدي مثلاً. إذا شعرتَ بسخونة مفرطة، سيحتاج جسمك إلى تفريغ الحرارة. لكن قد تمنعه الملابس السميكة من إتمام هذه العملية، ما يؤدي إلى توسّع الأوعية الدموية وبالتالي تراجع ضغط الدم بشكل جذري. يقول زوسمان: «حين ينخفض ضغط الدم، قد تتراجع إمدادات الدم في القلب ويزيد احتمال حصول نوبة قلبية». الحل: ارتدِ طبقات سميكة من الملابس. إذا بدأتَ تتعرق، انزع طبقة منها إلى أن يبرد جسمك، ثم استبدل طبقة أخرى بتلك الطبقة. ومن الأفضل أن تدخل إلى المنزل وتأخذ استراحة. الخطر: الإنفلونزا تؤدي الإنفلونزا الموسمية أحياناً إلى نوبة قلبية لدى الأشخاص المعرضين لأمراض القلب. تسبّب الإنفلونزا الحمّى، ما يجعل القلب يخفق بوتيرة أسرع (تزيد الحاجة إلى الأوكسجين). كذلك تؤدي الإنفلونزا إلى جفاف الجسم، ما يعني تراجع ضغط الدم (تنخفض إمدادات الأوكسجين في القلب). يقول زوسمان: «في هذه الحالة أيضاً، قد تحصل نوبة قلبية حين يتفوق الطلب على العرض». الحل: حاول أن تتجنّب التقاط الإنفلونزا عبر غسل يديك بالصابون والماء وتلقّي لقاح الإنفلونزا. لكن إذا بدأتَ تواجه أعراضها، مثل الحمى والسعال ومختلف الأوجاع في الجسم، اتصل بطبيبك وخذ دواءً مضاداً للفيروسات إذا وصفه لك. كذلك، تجنّب جفاف الجسم عبر الإكثار من شرب السوائل أو تناول مأكولات غنية بالماء مثل الفاكهة أو الحساء. الخطر: عدم الالتزام بالوصفات الطبية يمنعك الطقس البارد أحياناً من الذهاب إلى مواعيدك الطبية أو شراء الأدوية في الوقت المناسب. إذا لم تأخذ أدويتك ولم تتحكم بضغط دمك كما يجب، قد يرتفع خطر إصابتك بنوبة قلبية. الحل: خلال أشهر الشتاء، من الأفضل أن تُخزّن كمية كافية من الأدوية كي لا تضطر إلى الخروج إذا كان الطقس سيئاً. تقضي خطوة ذكية أخرى بعدم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لشراء الأدوية، وتحديداً إذا كان الطقس يُصَعّب التنقل. قد ينعكس فصل الشتاء سلباً على عاداتك الصحية الإيجابية أو يمنعك الطقس من ممارسة الرياضة بانتظام. ويمكن أن تدفعك الأعياد إلى استهلاك نسبة إضافية من السعرات الحرارية والدهون السيئة والمأكولات المالحة. حافظ على عاداتك الصحية عبر تطبيق استراتيجيات شتوية بسيطة: • ابدأ برنامجاً رياضياً داخل المنزل أو توجّه إلى نادٍ للرياضة. • تجنب الانغماس في الأكل خلال الحفلات عبر تناول وجبة صحية خفيفة قبل التوجّه إليها لتخفيف شهيتك وميلك إلى تناول مأكولات غير صحية. • استعمل أطباقاً صغيرة ولا تجلس إلى المائدة لفترة طويلة.
مشاركة :